يهدف منتخب قطر حامل اللقب إلى فك عقدة نظيره الإيراني في نهائيات كأس آسيا لكرة القدم، عندما يلتقيه اليوم الأربعاء على استاد الثمامة في الدور نصف النهائي.
واللقاء هو الثالث بين المنتخبين في النهائيات القارية، وحققت ايران الفوز في المباراتين السابقتين 2-0 في نسخة 1988، و1-0 في نسخة أستراليا عام 2015 ضمن دور المجموعات.
وعموما التقى المنتخبان 25 مرّة، فكان التفوّق الايراني واضحاً بـ17 فوزاً مقابل 3 انتصارات فقط لقطر و5 تعادلات.
وفي المباراة الأخيرة بينهما على استاد عمان الدولي في نهائي الدورة الدولية الرباعية في الأردن في 18 أكتوبر الماضي، ألحقت إيران هزيمة قاسية بالعنابي برباعية نظيفة سجلتها في مدى 10 دقائق في الشوط الثاني، ربما كانت السبب في إقالة المدرب البرتغالي كارلوس كيروش من منصبه في السادس ديسمبر وتعيين الإسباني «تينتين» ماركيس لوبيس بدلاً منه.
مسيرة المنتخبين في البطولة متشابهة جداً حيث حقق كلاهما العلامة الكاملة في دور المجموعة، ففازت قطر على لبنان 3-0 وعلى كل من طاجيكستان والصين بنتيجة واحدة 1-0، في حين تغلبت ايران على فلسطين 4-1 وعلى هونغ كونغ 1-0 وعلى الامارات 2-1.
وفي ثمن النهائي تخطت قطر فلسطين 2-1 في حين احتاجت إيران إلى ركلات الترجيح للفوز على سورية بعد التعادل 1-1، وفي ربع النهائي احتاجت قطر بدورها إلى ركلات الترجيح لتخطي أوزبكستان بعد التعادل 1-1، في حين أزاح المنتخب الإيراني عقبة كبيرة تتمثل بالمنتخب الياباني حامل الرقم القياسي في عدد الألقاب (4 مرات) والمرشح الأبرز لإحراز اللقب قبل انطلاق البطولة بالفوز عليه بالضربة القاضية بتسجيله هدف الفوز في الوقت بدل الضائع من ركلة جزاء (2-1).
نقطة تحوّل
في المقابل، أكملت إيران سلسلة لم تخسر فيها خلال 18 مباراة تمتد منذ 29 نوفمبر 2022، و15 مباراة لمدربها أمير قلعة نويي عندما تغلبت على اليابان.
ويستعيد المنتخب الايراني جهود مهاجم بورتو البرتغالي مهدي طارمي الذي غاب عن مواجهة اليابان، لطرده في نهاية الوقت الأصلي من المباراة ضد سورية في ثمن النهائي.
وسجل طارمي 3 أهداف في البطولة حتى الان، ويشكل ثنائياً ناجحاً مع شريكه في خط المقدمة سردار أزمون مهاجم روما الإيطالي. وعموماً سجل طارمي 9 أهداف في آخر 11 مباراة دولية.
وتوّجت إيران باللقب 3 مرات توالياً من 1968 الى 1976، ومنذ ذلك الحين خاضت ست مباريات في نصف النهائي خسرت جميعها بينها ثلاث بركلات الترجيح، وكان آخر الخروج أمام اليايان بخسارة صريحة 0-3 في النسخة الأخيرة في الإمارات عام 2019 التي توجت بها قطر للمرة الأولى في تاريخها.
وغاب عن تلك المباراة طارمي بسبب حصوله على بطاقة صفراء ثانية في البطولة في ربع النهائي ضد الصين، وهو بلا شك سيحاول تعويض غيابه وقيادة منتخب بلاده إلى المباراة النهائية بعد غياب 48 عاماً.
لوبيز: سنخوض اللقاء بقوة وعلينا كبح جماحهم
أكد مدرب قطر، الإسباني تينتين ماركيز لوبيز، أن فريقه سيخوض «مباراة صعبة ومعقدة»، مضيفاً في المؤتمر الصحافي الذي عُقد أمس (الثلاثاء) أن الفريق يعاني الحمل البدني والإرهاق والإجهاد، لكن «العنابي» سيدخل لقاء اليوم بكل قوة وتركيز، و«نأمل تقديم مباراة كبيرة».وتابع: «لدينا حافز كبير، لأننا نقف على بُعد خطوة من المباراة النهائية».
وزاد: «بطبيعة الحال، نحن نواجه منتخب إيران القوي، والذي يملك مهاجمين أقوياء، وبالتالي يتعين علينا كبح جماحهم وتعطيل خطورتهم. لدينا خطة في المباراة، ونعمل على تنفيذها اليوم».
وكان لوبيز تسلَّم منصبه في ديسمبر الماضي، إثر إقالة المدرب السابق البرتغالي كارلوس كيروش.
ورداً على سؤال عن رضاه حتى الآن عما تحقق في فترة زمنية قصيرة، قال: «الفضل يعود إلى اللاعبين. بالنسبة لي حاولت منح دقائق لجميع هؤلاء. سعيد جداً خلال الفترة القصيرة التي توليت فيها تدريب المنتخب. أظهر اللاعبون روحاً عالية وشغفاً كبيراً، ويستحقون ما حصلوا عليه».
ويعرف لوبيز اللاعبين القطريين جيداً، كونه أشرف على تدريب الوكرة.
قلعة: مواجهة اليوم مختلفة والتحكيم ظلمنا
اعتبر مدرب منتخب إيران أمير قلعة نويي أن النسخة الحالية من كأس آسيا لكرة القدم في قطر تشكل «الرقصة الأخيرة» بالنسبة لبعض لاعبيه، ويتعين عليهم بالتالي استغلال هذه الفرصة لمعانقة اللقب.ويتخطى معظم لاعبي المنتخب الثلاثين، على غرار الحارس علي رضا بيرانوند، والقائد احسان حاج صفي، والمدافعين شجاع خليل زاده ورامين راضائيان، ونجمي الهجوم مهدي طارمي وعلي رضا جهانبخش.
وقال قلعة، في المؤتمر الصحافي أمس، «ندرك أهمية مباراة اليوم والمجهودات الكبيرة التي يتعين علينا أن نبذلها للتغلب على قطر وبلوغ النهائي».
وألمح إلى إمكانية إجراء تغييرات على تشكيلته الأساسية، لا سيما مع إنهاء إيقاف هدافه مهدي طارمي الذي غاب عن المباراة الأخيرة ضد اليابان في ربع النهائي، بسبب طرده بالبطاقة الصفراء الثانية في نهاية الوقت الأصلي من المباراة ضد سورية في ثمن النهائي.
واستطرد: «ستطرأ تعديلات على التشكيلة من دون أدنى شك، لكن كما شهدنا في المباريات السابقة فإن مستوى جميع اللاعبين متقارب، وبالتالي لن يؤثر ذلك على أداء الفريق. نملك عمقاً رائعاً في التشكيلة».
وانتقد قلعة بطريقة مبطنة تعيين الحكم الكويتي أحمد العلي إدارة مباراة إيران وقطر وقال: «يتعين طرح السؤال على الاتحاد الآسيوي. لقد ظلمنا كثيرا في هذه البطولة بسبب القرارات التحكيمية، ولم تحتسب لنا ركلة جزاء واضحة ضد اليابان».
واعتبر أن مواجهة قطر ستكون مختلفة تماما عن المباراة التي جمعتهما في دورة الأردن الدولية في أكتوبر الماضي، وانتهت بفوز ساحق لإيران برباعية نظيفة بقوله: «ستكون مباراة مختلفة تماما لكن لدي ثقة كبيرة بلاعبينا ببلوغ المباراة النهائية للمرة الاولى منذ 50 عاما (48 عاما فعليا)».
العلي حكماً للقاء
وقع اختيار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم على طاقم تحكيم دولي بقيادة الحكم الكويتي أحمد العلي (حكماً للساحة)، ومعه عبدالهادي العنزي (كويتي) والماليزي محمد بن خليل (مساعدين)، والياباني ليدا جومبي (حكماً رابعاً).