أكدت القمة الكويتية ـ العمانية التي عقدها سمو الأمير، الشيخ مشعل الأحمد، مع سلطان عمان هيثم بن طارق، أمس، في مستهل زيارة الدولة التي يقوم بها سموه الى مسقط، على تعزيز الروابط الثنائية، وتحقيق المزيد من الشراكة، بما يلبي التطلعات المشتركة نحو الازدهار والتطور والرخاء.

الخيالة السلطانية ترافق الموكب

Ad

ووصل سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد والوفد الرسمي المرافق لسموه عصر أمس إلى العاصمة مسقط بسلطنة عمان الشقيقة، في زيارة دولة.

وقد قام سرب من الطائرات العسكرية العمانية بمرافقة طائرة سموه فوق الأجواء العمانية.

وقد كان في مقدمة مستقبلي سموه على أرض المطار السلطان هيثم بن طارق، سلطان عمان الشقيقة، كما كان في استقبال سموه، شهاب بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، ووزير ديوان البلاط السلطاني خالد بن هلال البوسعيدي، ووزير المكتب السلطاني الفريق أول سلطان بن محمد النعماني، ورئيس بعثة الشرف المرافقة وزير الداخلية حمود بن فيصل البوسعيدي، ووزير الخارجية بدر بن حمد البوسعيدي، وسفير سلطنة عمان لدى دولة الكويت، د. صالح الخروصي، وسفير دولة الكويت لدى سلطنة عمان، د. محمد الهاجري.

جانب من مراسم الاستقبال في قصر العلم

وأقيمت بقصر العلم، عصر أمس، مراسم الاستقبال الرسمية لصاحب السمو، بمناسبة قيام سموه بزيارة دولة للسلطنة.

ولدى عبور الموكب الرسمي المقلّ لصاحب السمو والسلطان هيثم بن طارق بوابة مسقط، اصطفت على جانبَي الطريق مجموعة من الهجانة السلطانية للترحيب بسموه، ورافق الموكب كوكبة من فرسان الخيالة السلطانية وخيالة الحرس السلطاني بمصاحبة الموسيقى العسكرية الراكبة حتى مبنى المتحف الوطني.

الهجانة السلطانية

وعند وصول الموكب الرسمي إلى الساحة الخارجية لمدخل قصر العلم، اصطفت مجموعة من الفرسان وعدد من المواطنين في استقبال شعبي لسموه.

ولدى وصول الموكب الرسمي إلى الساحة الداخلية لقصر العلم، أطلقت المدفعية إحدى وعشرين طلقة ترحيباً بقدوم سموه، وعزفت موسيقى الحرس السلطاني «المقطوعة المنتظرة»، ونفخت الأبواق، بعدها اصطحب السلطان بن طارق سموه إلى منصة الشرف، حيث تم عزف السلام الوطني لدولة الكويت.

بعدها تفضل سموه بمصافحة عدد من أصحاب السمو ورئيس مجلس الشورى والوزراء وكبار المسؤولين بالحكومة العمانية، كما قام السلطان هيثم بمصافحة أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.

الأمير وسلطان عُمان خلال مراسم الاستقبال

المباحثات الرسمية

وعقدت بقصر العلم، عصر أمس، جلسة المباحثات الرسمية بين دولة الكويت وسلطنة عمان، وترأس فيها صاحب السمو الجانب الكويتي، فيما ترأس السلطان هيثم بن طارق الجانب العماني.

وتم خلال جلسة المباحثات استعراض مسيرة العلاقات الأخوية الوثيقة والوطيدة التي تربط الكويت وسلطنة عمان، ومختلف جوانب التعاون الثنائي القائم بين البلدين، بما يدعم ويعزز علاقات الأخوة الراسخة بين الشعبين الشقيقين، ويحقق المزيد من تطلعاتهما المشتركة نحو الازدهار والتطور والرخاء.

كما تناولت المباحثات السعي نحو المزيد من الشراكة لتوسعة أطر العمل لدعم وتعزيز مسيرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي، وإبراز القضايا ذات الاهتمام المشترك، ومناقشة عدد من الأمور في ضوء مستجدات الأحداث والتطورات الجارية على الساحتين الإقليمية والدولية.

وساد جلسة المباحثات جو ودّي عكس روح الأخوة التي تتميز بها العلاقة بين البلدين الشقيقين، ورغبتهما المشتركة في المزيد من التعاون والتنسيق على كل الصعد.

الأمير وسلطان عمان خلال المباحثات

حضر جلسة المباحثات أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.

وكان سموه غادر والوفد الرسمي المرافق أرض الوطن ظهر أمس، وكان في وداع سموه على أرض المطار سمو نائب الأمير الشيخ د. محمد الصباح، ورئيس مجلس الأمة أحمد السعدون، وسمو الشيخ ناصر المحمد، ورئيس ديوان سمو ولي العهد الشيخ أحمد العبدالله، وسمو الشيخ صباح الخالد، وسمو الشيخ أحمد نواف الأحمد، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ فيصل النواف، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء شريدة المعوشرجي، وكبار المسؤولين بالدولة.

ويرافق سموه وفد رسمي يضم كلاً من الشيخ محمد عبدالعزيز الجراح، والشيخ حمد صباح الأحمد، والشيخ مبارك الحمود الجابر، والشيخ عذبي ناصر العذبي، والشيخ علي خالد الجابر، والشيخ منصور مبارك العبدالله، والشيخ د. باسل الحمود الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير النفط د. عماد العتيقي، وكبار المسؤولين بالديوان الأميري.

الوفد الرسمي المرافق لسموه

دلالات واعتبارات مهمة

واعتبر سفير سلطنة عمان لدى دولة الكويت، د. صالح الخروصي، أن الزيارة تحمل دلالات واعتبارات مهمة، لأنها الزيارة الأولى التي يقوم بها سمو الأمير إلى سلطنة عمان بعد تولي سموه مقاليد الحكم في 16 ديسمبر الماضي.

وقال الخروصي لـ«كونا» أمس، إن هذا الحدث المهم يأتي كذلك في إطار «زيارة دولة» يتم فيها اتخاذ أرفع الإجراءات البروتوكولية، وتشمل في الوقت ذاته لقاء قمة يجمع بين صاحب السمو والسلطان هيثم بن طارق.

وأكد السفير العماني أن العلاقات الثنائية بين سلطنة عمان ودولة الكويت تشهد اليوم انطلاقة اقتصادية مهمة جداً تتمثل في مصفاة الدقم التي بدأت في الإنتاج الفعلي في الأشهر الأخيرة الماضية، التي تصل طاقتها التكريرية إلى 230 ألف برميل من النفط يومياً، في حين يبلغ حجم الاستثمار فيها نحو تسعة مليارات دولار، ويضاف إلى ذلك مجمع الصناعات البتروكيماوية، مما يجعل هذا المشروع أحد أهم وأبرز مشاريع الاستثمار في الطاقة بين دول مجلس التعاون الخليجي.

ورأى أن «الانتعاش والنمو الاقتصادي المتوقع، سواء كان بين البلدين أو لمنظومتنا الخليجية ولمنطقتنا العربية عموما إنما يرتكز في الأساس إلى مثل هذه الشراكات الفعالة، التي نأمل أن تحقق الأهداف المرسومة لها».

وقال إن العلاقات بين البلدين تشمل مختلف أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والثقافية، مشيدا بما تم التوصل إليه في الدورة التاسعة للجنة العمانية - الكويتية المشتركة التي عقدت في مسقط في مارس الماضي برعاية وإشراف وزيري الخارجية.

ولفت إلى أن الجانب الثقافي من العلاقات يشهد مزيداً من التطور، مع ترقب الكثير من الفعاليات والأنشطة المشتركة خلال العام الحالي والفترة المقبلة.

آفاق جديدة

بدورهم، أكد إعلاميون عمانيون أن زيارة صاحب السمو تدشن حقبة جديدة من وشائج الأخوة، وتفتح آفاقاً لعلاقات اقتصادية تحقق طموحات وآمال الشعبين.

وشدد رئيسا تحرير جريدة «عمان» عاصم الشيدي، و«المسار» علي العجمي لـ«كونا» على أن دولة الكويت وسلطنة عمان تعيشان عهداً زاهراً بقيادتي البلدين، وأن العلاقات بين البلدين راسخة ومتجذرة، ويجمعهما تناغم قائم على القيم والمبادئ المستمدة من الدين الإسلامي، ومن الفهم الواعي لمسارات السياسة في المنطقة والتحولات التي مرت بها.

وذكرا أن زيارة صاحب السمو إلى السلطنة من شأنها تعزيز مسيرة العلاقات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والسياحية، مشيرين إلى أن لهذه الزيارة مدلولات اجتماعية كثيرة يتجلى بعضها في روابط الدم التي تزداد رسوخاً يوماً بعد يوم، فضلاً عن مدلولاتها السياسية المتمثلة في التقاء قيادتين تتسمان بصنع السلام والعمل على إرسائه في المنطقة والعالم.

الأمير والسلطان بن طارق في مستهل الزيارة

الأمير وسلطان عمان يتبادلان الأوسمة

تبادل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد وسلطان عمان هيثم بن طارق، بقصر العلم مساء أمس، الأوسمة، حيث قلد السلطان هيثم سمو الأمير وسام «آل سعيد»، الذي يعد من أرفع الأوسمة العمانية، تقديرا منه لصاحب السمو، واعتزازا بعمق أواصر الأخوة والصداقة المتينة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.

وقلّد سموه السلطان هيثم «قلادة مبارك الكبير»، تقديرا له ولما يبذله من إنجازات وجهود مميزة لسلطنة عمان وشعبها الشقيق من أجل استقرار وأمن وتقدّم السلطنة، وتعزيز أواصر الأخوة والتفاهم بين دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وتوطيدا وحرصا على تقوية روابط الإخاء بين البلدين والشعبين الشقيقين.

صاحب السمو لدى مغادرته البلاد وفي وداعه نائب الأمير

وعلى شرف صاحب السمو والوفد الرسمي المرافق، أقام السلطان هيثم بن طارق مأدبة عشاء مساء أمس في قصر العلم بالعاصمة مسقط، وذلك بمناسبة زيارة سموه لسلطنة عمان الشقيقة.