انعكس التحسن الإيجابي الذي طرأ على نشاط البورصة من بداية العام على تحرّك شريحة من الحسابات الراكدة، حيث شهدت حلحلة نسبية في يناير الماضي، إذ ارتفعت فيه 6.7 في المئة، مقارنة مع يناير 2023.
وبلغت كمية الأسهم النشطة منذ بداية العام حتى آخر يناير المنصرم 19.017، مقارنة مع 17.809، كما في يناير من العام الفائت.
في حين ارتفع إجمالي الحسابات الى 423.677 ألفا، بزيادة نحو 6.401 حساب خلال عام تقريبا، بنمو 1.5 بالمئة.
لكن في المجمل، يمكن الإشارة إلى أن إجمالي حجم الحسابات النشطة في يناير الماضي يشكل 4.4 بالمئة من إجمالي الحسابات القائمة في السوق، وهي نسبة ضئيلة جدا، لكنّ هناك تفاؤلا بأن تشهد أعداد الحسابات النشطة تحسنات نسبية خلال الأشهر المقبلة.
ومبعث التفاؤل أن هناك تفاؤلا نسبيا في ضوء ما طُرح من توجّه وبرنامج حكومي بأن الاقتصاد سيكون له نصيب وافر خلال المرحلة المقبلة، ولو تم تنفيذ 40 إلى 50 بالمئة من تلك التطلعات سينعكس إيجابيا، وبشكل كبير، حيث سيعطي ذلك دفعة كبيرة للسوق.
في الإطار ذاته، يمكن الإشارة إلى أن عودة شريحة كبيرة من تلك الحسابات العائدة لصغار المستثمرين للنشاط مرتبطة بنجاح ملّاكها في تسييل الأسهم التي تحتويها، سواء من التي تراجعت أسعارها بشكل حاد أو التي تم شطبها، وانتقلت إلى منصة OTC التي تعدّ منصة منعدمة الأثر بسبب عدم اشتمالها على أي حد أدنى من البيانات والمعلومات، حتى على أقل تقدير مجالس الإدارات أو الأجهزة التنفيذية للشركات التي تحتويها، أو البيانات المالية السنوية، فجموع أصحاب الأسهم المشطوبة، والتي عادت إلى منصة أو تي سي لا يعلمون أي نتيجة عن الأداء السنوي لأيّ شركة، وتواجههم مصاعب في عمليات التخارج، وبالتالي جمود تلك السيولة تحرمهم من العودة إلى السوق الرسمي.
أيضا من بين أسباب ركود وجمود شريحة غير قليلة من حسابات المتداولين الاستثمار الطويل الأجل، حيث توجد شريحة تتمسك بالأسهم لأهداف استثمارية طويلة وهم كثر في الأسهم القيادية والممتازة.
على صعيد آخر، أظهرت تسويات الثلاثاء الماضي تسجيل قيمة ملكيات الأجانب في السوق 5.25 مليارات دينار، ومعروف أن هناك عمليات مستمرة لانتقاء أسهم التوزيعات في هذه المرحلة بهدوء، بعد أن هدأت وتيرة الصعود نسبيا، لكنّ زخم القيمة لا يزال مطمئنا ويعكس الثقة بشكل عام.
ومعروف أن تلك السيولة كانت ستتضاعف كلما كانت هناك بدائل أوسع من قاعدة أسهم السوق الأول بإدراجات نوعية وأدوات تحاكي تطلعات ورغبات الأجانب والمستثمرين المحترفين.