الجماهير والهجوم والثقة عوامل أهلت الأردن لنهائي «آسيا»
«ليلة» استسلم فيها شمشون الكوري للنشامى
عاد المنتخب الكوري الجنوبي من بعيد أربع مرات في النسخة الحالية من كأس آسيا لكرة القدم لكن المنتخب الذي يطلق عليه لقب «محاربو تايغوك» استسلم في النهاية أمام منتخب أردني مكافح نجح في اطالة صيام الشمشون الكوري عن اللقب لاربع سنوات اضافية وبلغ ببراعة المباراة النهائية للمرة الاولى في تاريخه بالفوزعليه بثنائية نظيفة، في المباراة التي جمعتهما أمس الأول الثلاثاء في كأس آسيا بقطر.
كانت العودة الاولى في النتيجة للمنتخب الكوري امام الاردن بالذات عندما تقدم النشامى في الجولة الثانية من الدور الاول 2-1 حتى الوقت بدل الضائع قبل ان يسجل مدافع الاخير يزن العرب خطأ في مرماه منح به التعادل لكوريا. ثم تقدم المنتخب الكوري على ماليزيا 3-2 في الوقت بدل الضائع ايضا في الجولة الاخيرة من دور المجموعات قبل ان تدرك الاخيرة التعادل 3-3.
واستمرت الاهداف المتأخرة الحاسمة لكوريا في ثمن النهائي ضد السعودية عندما ادركت التعادل 1-1 في الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع ليحتكم الفريقان الى وقت اضافي ثم ركلات الترجيح التي ابتسمت لكوريا.
وفي ربع النهائي ضد استراليا تخلفت كوريا بهدف في نهاية الشوط الاول ثم جاء الرد في الرمق الاخير مجددا وفي الدقيقة السابعة من الوقت البدل الضائع ليخوض المنتخبان وقتًا اضافيًا نجحت خلاله كوريا في تسجيل هدف الفوز عبر قائدها هيونغ مين سون.
وفي مباراة اليوم لم يترك المنتخب الاردني الفرصة امام منافسه للعودة في المباراة التي تسيدها تماما على مدار الدقائق التسعين.
تألق ثنائي الهجوم
دخل المنتخب الاردني المباراة بثقة عالية مدعوما بمساندة جماهيرية ضخمة وضغط على مرمى كوريا الجنوبية بفضل تألق ثنائي خط الهجوم المؤلف من جناح مونبلييه الفرنسي موسى التعمري ومهاجم الاهلي القطري يزن النعيمات، حيث فشل المنتخب الكوري في التعامل مع مهارتهما الفردية في المراوغة.
وكان باستطاعة المنتخب الاردني التسجيل اكثر من مرة في الشوط الاول بدليل تسديده 12 مرة باتجاه المرمى الكوري بينها 4 تسديدات بين الخشبات الثلاث.
واثمر الضغط الاردني عندما مرر التعمري كرة ماكرة في ظهر الدفاع الكوري باتجاه النعيمات الذي انفرد بالمرمى وسدد من فوق الحارس بحرفنة عالية مفتتحا التسجيل رافعا رصيده في البطولة الى 3 اهداف.
لم يتمكن المنتخب الكوري من القيام بأي رد فعل ليتلقى الضربة القاضية بعد مجهود فردي للتعمري الذي سار بالكرة مسافة طويلة قبل ان يطلقها من مشارف المنطقة في شباك الحارس معززا تقدم فريقه ورافعا رصيده في البطولة الحالية الى 3 اهداف ايضا.
لم يقو «محاربو تايغوك» هذه المرة على العودة في النتيجة كما فعلوا في المباريات الاربع السابقة لان دفاع الاردن استبسل لحماية مرمى حارسه يزيد ابو ليلى وسد جميع المنافذ المؤدية اليه.
وأدرك مدرب كوريا الجنوبية كلينسمان حجم المساندة الجماهيرية التي تحظى بها المنتخبات العربية في النسخة الحالية ومدى تأثيرها.
في النهاية استسلم «محاربو تايغوك» وقائدهم الملهم هيونغ مين سون امام براعة وكفاح المنتخب الاردني وحماس الجمهور العربي.
التعمري: أحلم بالكأس
أكد نجم منتخب الأردن ونادي مونبلييه الفرنسي موسى التعمري أنه يحلم برفع كأس آسيا لكرة القدم، بعد أن حقق منتخب بلاده إنجازا ببلوغه المباراة النهائية للبطولة القارية، التي تحتضنها قطر، للمرة الأولى في تاريخه، بفوزه على نظيره الكوري بهدفين نظيفين، أمس الأربعاء.
وساهم التعمري، الذي بات أول لاعب أردني يحترف في الدوري الفرنسي وتحديداً مع مونبلييه، بشكل كبير في حسم النتيجة لمصلحة «النشامى»، فصنع الهدف الأول الذي جاء قمة في الروعة من زميله في خط الهجوم يزن النعيمات، قبل أن يضيف هدفاً ولا أروع بعد مجهود فردي ليتم اختياره أفضل لاعب في المباراة.
وقال التعمري، في المؤتمر الصحافي بعد المباراة، «كنت أحلم بهذه الكأس قبل شهر من بدايتها. إنها تعني لي الكثير. في حال قُدّر لنا الفوز بها سيكون الأمر رائعاً»، مضيفا: «الجميع سيتكلم عن بلادي في فرنسا».
عموتة يطالب بتحسين البنية التحتية
أعرب مدرب المنتخب الأردني، المغربي حسين عموتة عن تهنئته للجميع بهذا الإنجاز، مضيفا في المؤتمر الصحافي الذي عُقد عقب انتهاء اللقاء: لم يتوقّع أحد بلوغ النشامى المباراة النهائية لكنهم فعلوها.
وتابع: أريد تهنئة اللاعبين والجهاز الفني وكل من ساهم بهذا العمل الرائع.
وزاد: يتعيّن استثمار هذا الانجاز من خلال تحسين البنية التحتية، وتأهيل اللاعبين في مختلف الفئات العمرية.
واعتبر عموتة أن كلمة السر كانت مطالبته اللاعبين «بعدم احترام كوريا أكثر من اللزوم، وهذا ما حصل».
وقال: دخلنا المباراة بثقة عالية، وكنا ندرك بحسب الإحصائيات التي في متناولنا أننا نستطيع تسجيل الأهداف بعد أن تلقت الشباك الكورية أهدافاً في كل مباراة، قدّمنا مباراة قوية ونستحق الفوز.