بارزاني في بغداد للبحث عن «حيل ومخارج» مع «الحرس الثوري»
سارع رئيس إقليم كردستان العراق نجيرفان بارزاني إلى بغداد، لبدء أول محادثات مع رئيس الحكومة الجديد محمد شياع السوداني، على وقع قصف إيراني متكرر للمدن الكردية، بسبب وجود معارضين إيرانيين يتخذون من شمال العراق ملاذاً لهم منذ عقود.
وسقط العشرات بين جريح وقتيل في الأيام الماضية، بعضهم أكراد عراقيون، خلال القصف الإيراني، رافق ذلك تصريحات من طهران حول اجتياح بري محتمل، وحشود من الحرس الثوري قرب الحدود الشمالية، رغم أن السفير الإيراني في العراق نفى ذلك بشكل قاطع، وطالب في الوقت نفسه بإغلاق كل مقرات المعارضة الإيرانية في كردستان، رغم تأكيد أربيل أنها لن تسمح للمعارضين بتهديد أمن إيران، وأنها تسيطر على أنشطتهم.
مصدر كردي رفيع قال لـ «الجريدة» إن أربيل تعلم «مدى عجز بغداد في مجال التأثير على القرار الإيراني، حتى لو كانت هذه الحكومة صديقة للحرس الثوري كما توصف، لكن على بغداد وأربيل أن يصوغا حيلة ما».
ويقصد المصدر أن ساسة العراق امتلكوا خبرة جيدة في العمل مع الخطوط المتناقضة في طهران، وحين «يصوغون مخرجاً ما، يبدأون البحث عن طرف داخل النظام الإيراني، يتفهم مبرراتهم».
وتتركز مرافعة بارزاني هذه المرة، على «خيبة أمل» غير متوقعة، حسب وصف المصدر المقرب من أجواء الاتصالات المكثفة بين بغداد وأربيل، لأن الأخيرة قدمت تنازلات كبيرة لطهران وحلفائها في بغداد، في ملف تشكيل حكومة السوداني. وبعد اعتراض أربيل طوال سنة تقريباً، على رؤية إيران في تشكيل الحكومة العراقية، وانحيازها لموقف تيار مقتدى الصدر، عاد بارزاني وخضع للأمر الواقع الذي تسببت به انسحابات الصدر المعروفة، وفتح حواراً مع «الإطار التنسيقي»، المظلة الأساسية للقوى الحليفة لطهران، ثم شارك في منح الثقة لحكومة السوداني.
وكان ثمن ذلك كما يفترض، وحسب تعهدات القوى الشيعية، تحقيق مطالب أربيل الأساسية، في ملف تصدير النفط، وإيقاف الهجمات الصاروخية التي لم تنقطع طوال عام على أهداف كردية حساسة مثل منشآت النفط والمطار والقنصليات الأجنبية، فضلاً عن مقرات الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، التي تلوذ بكردستان.
كما تحاول أربيل تذكير السوداني وداعميه في «الإطار التنسيقي» بأنهم يحتاجون دعماً كردياً متواصلاً لكي ينجحوا في تخفيف الاحتقان الذي تعيشه البلاد، بعد سنوات من التوتر والاحتجاجات الشعبية ومحاولات إسقاط النظام، وكل ذلك بحاجة إلى تهدئة شاملة، تضمن نجاح «الإطار»في إدارة البلاد، بينما استعجلت فصائل طهران والحرس الثوري في أول أيام حكومة السوداني، باغتيال ناشط أميركي بارز في بغداد، وشن حملات القصف في كردستان، متأثرة كما يبدو، بالتمرد الداخلي الذي تعيشه العديد من المدن الإيرانية.
وتقول إيران إن أربيل هي «آخر مدينة عراقية تقاوم النفوذ الإيراني»، في حين يقول الأكراد إنهم لا يستطيعون الوقوع تحت الرؤية الإيرانية، في بناء صورة أربيل، التي تطرح نفسها كتجربة عراقية مختلفة، بنهضة عمرانية مشهودة، واستقرار أمني وتسامح مع الأقليات الدينية، وكثير من ضحايا الميليشيات، وضحايا الحرب السورية، الذين استقروا منذ سنوات وانخرطوا في سوق العمل.
ويُعرف عن بارزاني أنه لا يخضع للضغوط بسهولة، كما أنه يحتفظ بعلاقات تاريخية مع إيران، حتى قبل الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩، لكن طهران مستاءة جداً من إصراره على صناعة نموذج مختلف في العراق، لا يخضع للحسابات الإيرانية، إلى جانب ملاحظات إيرانية مستمرة حول طموحات تصدير الغاز الكردستاني والعراقي عبر شمال العراق إلى أوروبا، رغم أنها طموحات لن تتحقق قريباً.
وسقط العشرات بين جريح وقتيل في الأيام الماضية، بعضهم أكراد عراقيون، خلال القصف الإيراني، رافق ذلك تصريحات من طهران حول اجتياح بري محتمل، وحشود من الحرس الثوري قرب الحدود الشمالية، رغم أن السفير الإيراني في العراق نفى ذلك بشكل قاطع، وطالب في الوقت نفسه بإغلاق كل مقرات المعارضة الإيرانية في كردستان، رغم تأكيد أربيل أنها لن تسمح للمعارضين بتهديد أمن إيران، وأنها تسيطر على أنشطتهم.
مصدر كردي رفيع قال لـ «الجريدة» إن أربيل تعلم «مدى عجز بغداد في مجال التأثير على القرار الإيراني، حتى لو كانت هذه الحكومة صديقة للحرس الثوري كما توصف، لكن على بغداد وأربيل أن يصوغا حيلة ما».
ويقصد المصدر أن ساسة العراق امتلكوا خبرة جيدة في العمل مع الخطوط المتناقضة في طهران، وحين «يصوغون مخرجاً ما، يبدأون البحث عن طرف داخل النظام الإيراني، يتفهم مبرراتهم».
وتتركز مرافعة بارزاني هذه المرة، على «خيبة أمل» غير متوقعة، حسب وصف المصدر المقرب من أجواء الاتصالات المكثفة بين بغداد وأربيل، لأن الأخيرة قدمت تنازلات كبيرة لطهران وحلفائها في بغداد، في ملف تشكيل حكومة السوداني. وبعد اعتراض أربيل طوال سنة تقريباً، على رؤية إيران في تشكيل الحكومة العراقية، وانحيازها لموقف تيار مقتدى الصدر، عاد بارزاني وخضع للأمر الواقع الذي تسببت به انسحابات الصدر المعروفة، وفتح حواراً مع «الإطار التنسيقي»، المظلة الأساسية للقوى الحليفة لطهران، ثم شارك في منح الثقة لحكومة السوداني.
وكان ثمن ذلك كما يفترض، وحسب تعهدات القوى الشيعية، تحقيق مطالب أربيل الأساسية، في ملف تصدير النفط، وإيقاف الهجمات الصاروخية التي لم تنقطع طوال عام على أهداف كردية حساسة مثل منشآت النفط والمطار والقنصليات الأجنبية، فضلاً عن مقرات الأحزاب الكردية الإيرانية المعارضة، التي تلوذ بكردستان.
كما تحاول أربيل تذكير السوداني وداعميه في «الإطار التنسيقي» بأنهم يحتاجون دعماً كردياً متواصلاً لكي ينجحوا في تخفيف الاحتقان الذي تعيشه البلاد، بعد سنوات من التوتر والاحتجاجات الشعبية ومحاولات إسقاط النظام، وكل ذلك بحاجة إلى تهدئة شاملة، تضمن نجاح «الإطار»في إدارة البلاد، بينما استعجلت فصائل طهران والحرس الثوري في أول أيام حكومة السوداني، باغتيال ناشط أميركي بارز في بغداد، وشن حملات القصف في كردستان، متأثرة كما يبدو، بالتمرد الداخلي الذي تعيشه العديد من المدن الإيرانية.
وتقول إيران إن أربيل هي «آخر مدينة عراقية تقاوم النفوذ الإيراني»، في حين يقول الأكراد إنهم لا يستطيعون الوقوع تحت الرؤية الإيرانية، في بناء صورة أربيل، التي تطرح نفسها كتجربة عراقية مختلفة، بنهضة عمرانية مشهودة، واستقرار أمني وتسامح مع الأقليات الدينية، وكثير من ضحايا الميليشيات، وضحايا الحرب السورية، الذين استقروا منذ سنوات وانخرطوا في سوق العمل.
ويُعرف عن بارزاني أنه لا يخضع للضغوط بسهولة، كما أنه يحتفظ بعلاقات تاريخية مع إيران، حتى قبل الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩، لكن طهران مستاءة جداً من إصراره على صناعة نموذج مختلف في العراق، لا يخضع للحسابات الإيرانية، إلى جانب ملاحظات إيرانية مستمرة حول طموحات تصدير الغاز الكردستاني والعراقي عبر شمال العراق إلى أوروبا، رغم أنها طموحات لن تتحقق قريباً.