استضاف برنامج «تمكن»، في سادس حلقاته النقاشية مع أعضاء الإدارة التنفيذية، المدير العام للموارد البشرية لمجموعة بنك الكويت الوطني عماد العبلاني، الذي شارك الشباب الكويتي خبراته الواسعة الممتدة على مدار سنوات طويلة، واستعرض معهم أبرز مراحل مسيرته الوظيفية في أكبر مؤسسة مصرفية بالكويت.
واستعرض العبلاني، في لقاء مفتوح شهد تفاعلاً لافتاً من شباب برنامج «تمكن»، أبرز التحديات التي واجهته طوال تلك المسيرة الحافلة، كما أسدى لهم مجموعة من النصائح، تمثل الضوء الذي يمهد لهم الطريق لبناء مسيرة مهنية ناجحة، وأفضل السبل لتطوير المهارات والقدرات الشخصية، بهدف التأهيل الناجح لدخول سوق العمل، وضمان التطور في المسار الوظيفي، كما أجاب على أسئلة المشاركين حول العديد من تفاصيل العمل داخل مؤسسة الوطني.
مفاتيح النجاح
في بداية حديثه، حث العبلاني شباب برنامج «تمكن» على ضرورة التحلي بالصبر والعمل بجد لتحقيق التطور الوظيفي المنشود، والتعاون مع زملاء العمل، حيث يشكل العمل بروح الفريق الواحد أحد أهم عوامل نجاح المؤسسات الكبرى، وهو ما يميز بيئة العمل في مؤسسة عريقة مثل بنك الكويت الوطني، لأن كل شخص لديه سمات وقدرات تختلف عن الآخر، ما يجعل النجاح نتيجة مضمونة للتكامل بين أعضاء الفريق الواحد.
وأضاف العبلاني: «إن الوصول إلى مكان قيادي ومرموق في مؤسسة عريقة مثل بنك الكويت الوطني يتطلب ثلاث مهارات أساسية، هي الشغف والإصرار والصبر، حيث تشكل هذه المهارات المفتاح الرئيسي للنجاح والمضي قدماً في تحقيق مسيرة مهنية ناجحة ومستدامة، والترقي إلى أعلى المناصب».
وأردف: «اختيار الوظيفة المناسبة يتطلب البحث الدقيق والدراسة الكافية لاتخاذ القرار السليم، سواء على صعيد القطاع الذي ترغب في العمل به أو حتى مكان العمل، حيث إن بناء مسيرة مهنية يتطلب شباباً طموحاً لديه رغبة وشغف باستمرار، لذلك أنصح الشباب دائماً بالتوجه للقطاع الخاص، لأنه أكثر مرونة وديناميكية، وهناك مساحة أكبر للابتكار والتطور والإبداع».
القلب النابض
ورداً على سؤال أحد المشاركين خلال الحلقة النقاشية حول دور إدارة الموارد البشرية، ذكر العبلاني: «إدارة الموارد البشرية هي القلب النابض لمنظومة بنك الكويت الوطني عبر أذرعها المختلفة التي تشمل التطوير والتدريب وإدارة المواهب وشركاء الأعمال، فهي تعمل على استقطاب وصناعة كوادر بشرية احترافية وديناميكية على جميع المستويات منذ دخول الموظف إلى المؤسسة وحتى ترقيه لأعلى المناصب، وكذلك توفير مناخ يضمن توفير أقصى قدر لرفاهية الموظفين».
وأوضح أن استراتيجية بنك الكويت الوطني تسعى إلى بناء قوة عمل مرنة وديناميكية، مسترشدة بأربع ركائز أساسية، أولاً: وضع الكفاءات المناسبة في الأدوار المناسبة في الوقت المناسب، وثانياً: إعداد قادة المستقبل عبر تطوير القادة الذين يلهمون ويمكّنون الموظفين من الإبداع، وثالثاً: استقطاب أفضل الكفاءات من خلال توظيف المواهب والاحتفاظ بها وتنميتها، ورابعاً: تهيئة بيئة وثقافة أداء مستدام تضمن تعزيز التنوع والشمول ومبادئ إدارة النتائج الواضحة وحماية الموظفين.
مخاطر محسوبة
وفي رده على سؤال أحد الشباب حول اختيار الوظيفة الأمثل وبيئة العمل، قال العبلاني: «يجب أن تحدد أهدافك أولاً حسب رغباتك ومهاراتك، ثم تعمل على وضع خطط واضحة لتنفيذ هذه الأهداف، لكن الأهم هو الشغف والإصرار والتحلي بالصبر، مع ضرورة تنمية المهارات التي تساعدك على الوصول إلى أهدافك».
ودعا الشباب إلى التطور والتعلم، من خلال السؤال المستمر والاستفادة من فريق العمل والخبرات التي تعمل معك، فكل سؤال مهم، ويجب أن تحصل على إجابة كافية حينما تسأل حتى يتكون لديك إلمام واسع بمهامك الوظيفية ومهام الإدارة التي تعمل بها، لاسيما أن بيئة العمل في الوطني تشجع على التعلم والتطور، وتسعى دائماً إلى تحفيز الموظفين وتقدير جهودهم وعطائهم».
وتابع: «احرص دائماً على معرفة الملاحظات السلبية من مديريك، واعمل على معالجتها لتحسين أدائك، ولا تفكر في التنقل من إدارة إلى أخرى أو وظيفة إلى أخرى لمجرد بعض الملاحظات أو التقييم السلبي، فيجب على كل موظف أن يحسب المخاطر في كل خطوة يخطوها، لأنه لا يوجد صفر مخاطر، وإنما توجد مخاطر محسوبة وأخرى غير محسوبة، لذلك أنصح أي موظف في بداية مسيرته المهنية أن يتحدث دائماً مع مديره ويناقشه حول أدائه وما يمكن تطويره وتعلمه لتفادي التعليقات السلبية والحصول على تقييم أعلى في السنوات المقبلة».
وأشار إلى أن بيئة العمل في «الوطني» تشجع دائما على النقاش وتبادل الأفكار ووجهات النظر، كما أن هناك قنوات أخرى للتواصل تساعد جميع الموظفين في التعبير عن آرائهم وسماع مقترحاتهم ومدى رضاهم عن بيئة العمل.
لا تخش مقابلات العمل
وتطرق العبلاني إلى الحديث عن مقابلات العمل وقال: «حينما نقوم بمقابلات العمل نبحث دائماً عن الشباب الذين لديهم قدرة على التعلم والإبداع والتواصل، من خلال بعض الأسئلة التي يتم طرحها وتقييم إجاباتها وردود الفعل ومدى الاستجابة، وأفضل الإجابات خلال مقابلات العمل هي الإجابات الصادقة، حتى وإن لم تخدم الوظيفة التي تقدم عليها، فلا تحاول أن تتجمل أو تقدم معلومات غير صحيحة لأن ذلك قد يأتي بنتائج عكسية».
وأضاف: «نؤمن في الوطني بأن جذب أفضل المواهب والكفاءات والاحتفاظ بها وتطويرها يعد من العوامل الحاسمة في تحقيق طموحات البنك طويلة الأجل، كما أنه يعزز جهود البنك في صعيد استدامة الكوادر البشرية، لاسيما أن الوطني يستهدف دائما مواهب شبابية لديها الشغف والطموح والرغبة في التطور المستمر وبناء مسيرة مهنية ناجحة».
ودعا الخريجين الجدد إلى عدم الخوف أثناء إجراء مقابلات العمل، لأن الخوف قد يكون حائلاً دون أن تبرز جميع مهاراتك أثناء المقابلة، لكن يجب أن تتجاوب مع من يدير المقابلة، ولا تكتفي فقط بالردود المختصرة، كما دعا بعض المديرين الذين يجرون مثل هذه المقابلات إلى الابتعاد عن الأسئلة الشخصية التي تؤدي إلى إحراج الشباب المتقدم للعمل، مثل الأسئلة الاجتماعية والسياسية، إضافة إلى تسهيل المقابلة وعدم التطرق إلى مواضيع معقدة بهدف استعراض خبرات المدير، لأن غالبية الشباب المتقدم للعمل هم من حديثي التخرج ولا يملكون تلك الخبرات العريضة، وقد لا تتطلب منهم المهام الوظيفية الطامحين إليها مثل هذه النوعية من الأسئلة.
تطوير الموظفين
وواصل العبلاني ردوده على أسئلة المشاركين في الحلقة، وقال في رده على سؤال حول تطوير الموظفين: «إن الموظف منذ دخوله إلى البنك يحصل على جرعات تدريبية مناسبة لكل مرحلة في مراحل مسيرته المهنية، حيث يعتبر التعلم في الوطني ثقافة راسخة تساهم في تطوير وتعزيز كفاءة الكوادر البشرية، وهو ما يساهم في تحسين جودة ما يقدمه البنك من خدمات».
واستدرك: «برامج التدريب في البنك لا تتوقف عند مستوى معين، ولا تقتصر على مرحلة معينة في المسيرة الوظيفية»، مؤكداً أن الموظفين في البنك يخضعون لبرامج تدريبية لتطوير مهاراتهم بداية من الموظفين الجدد حتى القيادات، ومع ترقية الموظف وانتقاله من مستوى إلى مستوى أعلى يخضع لبرامج تدريبية محددة تتناسب والمهارات المطلوبة للوظيفة الجديدة وتؤهله للمستوى التالي، حتى يصل إلى أعلى المناصب القيادية في البنك، كما أن هناك مراقبة لمتابعة عملية التدريب والتطوير للوقوف على نتائج تطور الموظفين.
وأوضح أن جميع البرامج التدريبية التي يوفرها البنك تم تصميمها بعناية من قبل خبراء متخصصين لتناسب جميع المستويات الوظيفية، ويعتبر برنامج «تمكن» فرصة استثنائية لتعزيز المهارات اللازمة للدخول إلى معترك سوق العمل بشكل عام، ولا يقتصر على العمل في مؤسسة الوطني فقط.
وأكد التزام البنك العميق بالاستثمار في رأس المال البشري بدعم من الإدارة التنفيذية، من خلال استقطاب المواهب الكويتية وتدريبها وتطويرها وصقل مهاراتها، كما أن «الوطني» يتمتع ببيئة عمل مثالية وفريدة من نوعها، لأنه يوفر فرصاً استثنائية للتطور المهني بصفة مستمرة بما يقدمه لكوادره وموظفيه وحديثي التخرج من برامج تدريبية على أعلى مستوى، ما يضمن لهم بناء مستقبل وظيفي مستدام.
نصائح ذهبية
قدم العبلاني مجموعة من النصائح الذهبية لشباب برنامج «تمكن»، تمثل النور الذي يضيء لهم الطريق، ويساعدهم على التميز والترقي وتحقيق مسار وظيفي ناجح... وذلك كما يلي:
• ابحثوا عن الوظائف التي تناسب مهاراتكم وطموحاتكم
• استفيدوا من الخبرات التي تحيط بكم في نفس الفريق
• اطرحوا الأسئلة باستمرار لضمان الحصول على إجابات كافية تساعد في تنمية خبراتكم
• اعملوا بجد وتحلوا بالصبر لتحقيق التطور الوظيفي المنشود.