«الحب» يخفف آلام التوانسة

نشر في 11-02-2024
آخر تحديث 10-02-2024 | 20:32
ليلى ورجل آخر بلا مأوى يتقاسمان عشاء ليلة الجمعة الذي يقدمه "مطعم الحب "
ليلى ورجل آخر بلا مأوى يتقاسمان عشاء ليلة الجمعة الذي يقدمه "مطعم الحب "

عند مدخل حديقة الحيوانات في تونس العاصمة، تنتظر ليلى في مأواها المصنوع من الورق المقوى والأغطية البالية فريق جمعية خيرية للحصول على بعض المأكل والملبس، في بلد يواجه أزمة اقتصادية حادة.

تبحث المرأة البالغة 50 عاماً منذ نحو ثلاثة عقود عن مسكن في تونس التي تحاول حكومتها إيجاد حلّ للمئات من أمثالها الذين يعانون تداعيات الأزمة الاقتصادية.

وتوضح ليلى، خلال تثبيتها غطاءً بلاستيكياً يقيها وكلابها صقيع ليالي الشتاء الباردة، قرب علم تونس المتدلي بجانب الفراش في تصريح نقلته وكالة الصحافة الفرنسية أمس: «أعيش في الشارع شتاءً وصيفاً منذ أكثر من 27 عاماً... أريد مسكناً ولو غرفة»، مؤكدة أنها لم تستحمّ منذ حلول فصل الشتاء.

وتقول مع وصول طاقمي منظمة «الإسعاف الاجتماعي» و«متحدون من أجل النسانية» وقد جلبوا لها كعادتهم كل يوم جمعة بعضاً من الأكل والملبس «لا أريد الذهاب للمراكز الاجتماعية، يكفي أن أولاد الحلال يحنون عليّ، وبعض المنظمات يجلبون لي مساعدة».

وحُضّر هذا الطعام الذي تتناوله في مطابخ «مطعم الحب» الذي أطلقته قبل ثلاث سنوات جمعية «متحدون من أجل الإنسانية» لتوفير المأكل للمشردين. وفي باقي أيام الأسبوع، تكتفي ليلى بوجبة واحدة يومياً تقتصر في أكثر الأحيان على علبة سردين.

وتنزح أعداد كبيرة من التونسيين من المناطق الداخلية الفقيرة إلى العاصمة والمحافظات الساحلية في البلاد بحثاً عن عمل، وغالباً ما تصطدم بضعف الفرص، فتجد نفسها في الشارع.

وفي حي لافيات في قلب العاصمة تونس، تجتمع في «مطعم الحب» فئات المجتمع المختلفة، من الموظفين والفقراء وغيرهم.

ويوزع العاملون في المنظمة بالتعاون مع السلطات الأكل الذي يتم إعداده في المطعم على المشردين في شوارع العاصمة.

ويقول رئيس المنظمة نزار خذاري (39 عاماً) إن المطعم «اجتماعي إنساني، وهو الأول من نوعه في تونس. كل ما نجمعه من أرباح يذهب لفاقدي المأوى، وكذلك نوظّف بعضهم معنا»، مضيفاً «نحاول أن نكون دافعاً لهم للعودة والاندماج في المجتمع».

يُباع كل يوم ما بين 400 و450 طبقاً، 30 في المئة منها تقدم للفقراء والمشردين الذين «تزداد أعدادهم».

back to top