كما جرت العادة، منذ أكثر منذ 25 سنة وحتى اليوم، تحتفل الجالية اللبنانيّة والرعية المارونية في الكويت في التاسع من فبراير من كل عام بعيد القديس مارون.
وقد أقيم الاحتفال بدعوة من أبناء الكنيسة المارونية المقيمين في الكويت، وبمشاركة الخور أسقف ريمون عيد ومجلس الرعية المارونية في الكويت، وبحضور سفراء الفاتيكان والمكسيك وإسبانيا ومصر، والقائم بالأعمال الللبناني، أحمد عرفة، وبمشاركة عدد من رجال الدين والمواطنين والمئات من أبناء الجالية اللبنانية، والرعية المارونية في الكويت.
وفي هذه المناسبة التي حضر إليها من لبنان، شكر رئيس الاكليريكية البطريركية المارونية لمنطقة غزير في لبنان، خور أسقف جورج أبي سعد، ممثلاً بطريرك انطاكيا وسائر المشرق الكاردينال بطرس الراعي، الكويت قيادة وشعباً على احتضانها للبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً والذين يمارسون حريتهم الدينية بكل أمان، «فنصلي من أجل هذا البلد لينعم بالازدهار والسلام»، لافتاً إلى أنه شعر خلال الأيام القليلة التي أمضاها في الكويت كما انه في بيته الثاني.
من ناحيته، قال السفير البابوي لدى البلاد، يوجين نوجنت، في كلمة أمام الحضور: «أحمل تحيات وبركات البابا فرنسيس الذي يحتل مكانة خاصة جدًا في قلبه وفي صلواته من أجل لبنان والشعب اللبناني، بما في ذلك المغتربين، ولجميع أبناء الكنيسة المارونية»، داعياً «لكي نصلّي من أجل بداية جديدة للبنان، وربيع جديد وأمل جديد لمن فقدوا الأمل».
وتابع: «كشخص من أصول أيرلندية، أشعر بأنني قريب جدًا من الشعب اللبناني، والشعب السوري، والشعب الفلسطيني الحبيب الذي يعاني هذه المعاناة التي لا تصدق في غزة خلال الأشهر الأربعة الماضية، وخاصة النساء والأطفال، فهناك دائماً شيء شيطاني في الحرب، لكن الحرب في غزة وصلت إلى مستوى آخر من حيث الموت والدمار، وندعو الله عزّ وجلّ أن يتوقف جنون هذه الحرب».
بلد التعايش والمحبة
بدوره، وصف القائم بالأعمال اللبناني أحمد عرفة العلاقة مع الكويت بـ «القوية»، واصفاً إياها بأنها «بلد التعايش والمحبة والمنفتحة على الأديان كافة».
وأضاف: «نحن شعب واحد، ولدينا تاريخ مشترك ونظرة واحدة لمستقبلنا، والمارونية تعكس صورة لبنان وهي جزء منه، هذا البلد الذي سيكون قادرا على تخطّي الصعوبات».
أهم الأركان
رئيس مجلس الرعية المارونية جوزيف اسطفان، الذي طلب من الحضور «الوقوف دقيقة صمت عن الأرواح البريئة التي سقطت وتسقط في الحرب الدائرة بفلسطين ولبنان، والتي تعدّت فظاعتها كل ما يتحمله العقل البشري»، شكر من ناحيته «الكويت أميراً وحكومة وشعباً على وقوفهم الدائم إلى جانب لبنان، في كل الظروف التي مرّت عليه».
وبعدما شبّه لبنان بـ «جسم الإنسان، مكوّناته مجموعة من الحضارات، إن تعطّل واحد منها أو أصابه شائبة، أُصيب هذا الجسم بالإرهاق ومرات عدة بالشلل»، شدّد اسطفان على أن «لبنان بحدوده الحالية هو لكل اللبنانيين، وأننا شعب واحد ينتمي الى طوائف عدة ومذاهب تستطيع العيش معا، كما أن الموارنة يبقون أحد أهم أركان الكيان اللبناني القديم والحديث، ومن دونهم، لا يوجد لبنان الذي عرفناه ونعرفه».
وتابع: «وهذا ما تبنّاه الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالتعاون الوثيق مع البطريرك الراحل الكاردينال بطرس صفير، وكان القرار حينها، أنه مهما تغيّرت الديموغرافيا، فإنّ المناصفة بين المسيحيين والمسلمين تبقى هي الأساس، ومن خلال هذا الموقف، أصبح لدى غالبية اللبنانيين القناعة بأنه ليس لدينا وطن بديل عن لبنان، ومهما اختلفنا تبقى المحافظة على هذا الوطن سرا مقدسا».