مع بدء التطبيق التجريبي لنظام البصمة على معلمي وإداريي وزارة التربية، اليوم، توالت ردود الفعل على هذا القرار لاسيما نيابياً، إذ طالب عدد من النواب وزير التربية وزير التعليم العالي د. عادل العدواني بالتراجع عن تطبيقها في وقت هدد بعضهم باستجوابه، إذا لم يتراجع أو يرد على النواب والمعلمين «الذين استفزهم»، على حد قولهم.

وقال النائب متعب الرثعان، إن الوزير العدواني «استفز المعلمين بالبصمة، ثم يقول إن مهنة التعليم غير شاقة»، معتبراً أنه «ليس من حقه قول ذلك، بل كان المفترض أن يدافع عن المعلمين، واستجوابه جاهز إذا لم يرد على أعضاء مجلس الأمة والمعلمين».

Ad

من جانبه، شدد مقرر لجنة الميزانيات والحساب الختامي النائب أسامة الزيد على ضرورة إيقاف العمل بنظام البصمة للمدرسين في التربية، إلى أن تتم دراسة عن مدى تأثيره على العملية التعليمية، وهل سيعود بالنفع على العملية التعليمية أم لا.

وقال الزيد، إن اللغط قد كثر في الآونة الأخيرة بشأن تطبيق نظام البصمة على المعلمين في المدارس، وأصبح هناك تجاذب وتقسيم للمجتمع بين مؤيد ومعارض لذلك.

وأضاف أن الموضوع انقسم بين مؤيد يرى أنه يدعو إلى الضبط والربط، وبين معارض له على أساس أنه يدعو للتسيب ورأى أن هذا الأمر منافٍ للحقيقة تماماً.

وذكر أنه بتاريخ 17 يناير الماضي، اجتمعت لجنة الميزانيات والحساب الختامي مع «التربية»، وكانت هناك ملاحظة عن استمرار عدم قيام الوزارة بتفعيل نظام البصمة بالمخالفة لقرارات مجلس الخدمة المدنية.

وبين أن اللجنة وجهت سؤالاً مباشراً وصريحاً لكل قيادات وزارة التربية ممثلة بوكيلة الوزارة إلى رئيس القسم مفاده ما إذا تمت دراسة تطبيق نظام البصمة أم لا؟ وهل سيعود بالنفع على العملية التعليمية؟

وأفاد بأن الجواب من قيادات وزارة التربية جاء بأنه لا توجد دراسة، مضيفاً أن أي قرار سواء هذا القرار أو غيره أو أي قرار يتخذه أي مسؤول يجب أن يثبت أن نظام البصمة سيكون له تأثير إيجابي أو سلبي.

وقال الزيد: «اتفقنا مع وزارة التربية على إيقاف هذا الأمر إلى حين عمل دراسة ووجهنا كتاباً رسمياً بتاريخ 29 يناير 2024 من لجنة الميزانيات إلى لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد».

وأكد أن فحوى الكتاب هي أن اللجنة قررت بإجماع آراء أعضائها الحاضرين إحالة هذه الملاحظة إلى لجنة شؤون التعليم لدراسة آثار تطبيق البصمة على العملية التعليمية على أن ترفع اللجنة التعليمية تقريرها بهذا الشأن إلى مجلس الأمة.

وتابع أنه تم الاتصال برئيس اللجنة التعليمية والاستفسارعن هذا الكتاب، حيث أفاد بأن اللجنة وجهت الدعوة للاجتماع يوم الخميس المقبل، موضحاً أن وزير التربية قام بتطبيق نظام البصمة بالمخالفة لما تم الاتفاق عليه في لجنة الميزانيات، ولم يحترم ذلك، كما لم يجتمع مع جمعية المعلمين، ولم يسمع رأيها.

وتساءل الزيد: «هل الوزير العدواني يريد أن يوصل رسالة إلى أعضاء مجلس الأمة بأنه سيتخذ قراراته منفرداً؟ وهل نظام البصمة على رأس أولويات التعليم في الكويت بالمخالفة لكل الاتفاقات والأعراف؟».

ودعا الزيد سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ د. محمد صباح السالم لأن يكون له رأي واضح في هذا الشأن والقرارات التي يتخذها وزير التربية، وأن تحترم الحكومة اتفاقاتها داخل اللجان البرلمانية، مؤكداً: «لسنا مع أو ضد تطبيق نظام البصمة لكن أي قرار سيتخذ في الدولة لابد أن يكون مبيناً على دراسة».

من جانبه، طالب النائب حمدان العازمي الوزير العدواني بتأجيل قرار تطبيق ‫بصمة المعلمين‬ لمزيد من الدراسة، من خلال لجنة تضم ممثلين عن جمعية المعلمين وأهل الاختصاص للاستئناس برأيهم حول طبيعة عمل المعلم والصعوبات التي تواجهه نتيجة تكليفه بمهام إشرافية أخرى.

بينما قال النائب بدر نشمي، إن تطوير المنظومة التعليمية لا يرتبط حصراً بتطبيق البصمة على المعلمين، مشيراً إلى أن ‏تطوير المناهج ومهارات المعلم والتشجيع على التفرغ العلمي والاهتمام بالدراسات والبحث العلمي أيضاً ضرورة يجب النظر إليها.

وأضاف نشمي، أن ‏وزير التربية مطالب بالاجتماع مع المعلمين ومن يمثلهم والاستماع لهم والأخذ بملاحظاتهم حول حقوقهم ونظرتهم في كيفية تطوير المنظومة التعليمية.

بدوره، دعا النائب فلاح الهاجري الوزير العدواني إلى التراجع عن قرار تطبيق البصمة ودراسته باستفاضة، موضحاً أن العملية التعليمية أكبر من الأعباء الإدارية، و‏البصمة لا تزيد من عطاء المعلم شيئاً، و‏المعلمون الأصل فيهم الكفاءة.

وقال إن العدواني يقود وزارة لا يعلم طبيعة عمل موظفيها، فالوقت الذي قضاه في وزارته لا يكفيه لتقييم ذاته حتى يقيّم طبيعة عمل المعلمين وسيكون لنا صوت عالٍ يسمعه.

وتابع أن الوزير «رد علينا بتصريح بأن مهنة المعلم ليست من المهن الشاقة، ‏والغريب أن الأخ الوزير لمْ يتعنّ مشقة الذهاب إلى الميدان والدخول إلى المدارس والحديث مع المعلمين حتى الآن.

وزاد قائلاً: ليعلم الوزير أن التعليم رسالة سامية لتعزيز القيم في المجتمع ومهنة الرسل والأنبياء، ونهضة الدول تبدأ باحترام المعلم وتقدير المعلمين ‏ولن يحتاج المعلم الوقوف على حقول النفط حتى يثبت لكم مشقة المهنة.