بينما باشر معلمو وزارة التربية، أمس، استخدام أجهزة البصمة في إثبات حضورهم وانصرافهم بالمدارس لأول مرة في تاريخ التعليم النظامي بالكويت، كشفت مصادر تربوية مطلعة لـ «الجريدة» أن أكثر من 90 ألف معلم ومعلمة أثبتوا حضورهم من خلال أجهزة البصمة أمس، حيث لامست نسبة الحضور الـ 90 بالمئة من إجمالي عدد المعلمين.

وفي هذا السياق، واكبت «الجريدة» بدء تطبيق البصمة في المدارس، حيث رصدت عدستها قيام معلمي وإداريي المدارس بإثبات حضورهم إلى الدوام من خلال أجهزة البصمة التي وفّرتها الوزارة بمعدل 3 أجهزة تقريبا في كل مدرسة.

Ad

وقالت مديرة مدرسة محمد الجنيدل الابتدائية للبنين، آمال العنزي، لـ «الجريدة» إن تطبيق نظام البصمة أمر إيجابي ومقبول بالنسبة للإدارات المدرسية والمعلمين، لافتة إلى أنه يلغي الاعتماد على السجلات الورقية والتواقيع وكل سلبياتها.

وأضافت أن تطبيق البصمة يضمن حقوق جميع العاملين بالمدرسة، ويغني عن الرجوع للسجلات الورقية التي نضطر إلى الاحتفاظ بها لـ 5 سنوات، بينما في نظام البصمة يكون الأمر مثبتا بشكل سريع وسلس، ويمكن الرجوع إليه بكل سهولة ويُسر وبلا أي معوقات.

وذكرت أن بعض المعلمات أو المعلمين كانوا يشتكون من تعسّف فئة من الإدارات المدرسية وعدم الإنصاف ومحاباة البعض على حساب آخرين، وهذه الأجهزة تلغي هذا التعسف، بل إنها تنصف المعلم الذي يرى أنه مظلوم وتثبت حقوقه، وأنا أقول «يا ليتها مطبّقة من زمان، لأنها ريّحتنا من كثير من المشاكل».

من جانبها، قالت المديرة المساعدة، مريم الظفيري، إنها مع تطبيق البصمة وتؤيدها، لافتة إلى أنها كانت تأمل أن يتم مراعاة التوقيت المدرسي، حيث يكون موحدا للجميع، حتى يتسنى للمعلم إيصال أبنائه إلى مدارسهم قبل الذهاب إلى دوامه، وهذه الجزئية نتمنى أن تتم مراعاتها.

وأعلن مسؤولو بعض الأقسام الإدارية في المدارس أن «تطبيق البصمة يسهم في تخفيف الأعباء الإدارية عن القسم الإداري، لأنه في حال تطبيقها رسميا، لن نضطر إلى إدخال البيانات بشكل يدوي، لأنها ستكون موثقة من خلال الأجهزة، ولن تكون هناك محاباة في هذا الأمر، إضافة إلى أنها تخفف من السجلات الورقية وضياع الوقت في كتابتها وتفييلها وحفظها».

من جانبها، طالبت إحدى المعلمات في المدرسة بضرورة العمل على إيجاد مرونة في تطبيق البصمة، وذلك لمراعاة ظروف البعض لبُعد أماكن سكنهم أو إيصال أبنائهم إلى مدارسهم، لافتة إلى أن الدوام المرن مطبّق في بعض الوزارات، وهذا ما نطالب به.

اعتصام المعلمين

«لا نرفض البصمة ولكن نعارض الاستعجال بتطبيقها»، بهذه العبارة بدأ المعلمون المحتجون على تطبيق نظام البصمة، أمس، اعتصامهم، حيث تجمّع نحو 200 معلم للتعبير عن رفضهم للقرار، وقالوا: «لسنا ضد تطبيقها، ولكن يجب أن تكون بوضوح ومع بداية العام الدراسي، وبعد إقرار الهيكل التنظيمي للوزارة».

وقال رئيس تجمّع المعلمين، الناشط التربوي عبدالله الشريف، إن اعتصامنا ليس اعتراضا على البصمة، بل نحن مع تطبيقها، ولكن بعد منح المعلمين كامل حقوقهم واعتماد الهيكل التنظيمي الجديد، وتحديد موعد البصمة مع بداية العام الدراسي، وهل سيطبق الدوام المرن أم لا؟

وأضاف: «هناك الكثير من حقوق المعلمين المهدرة، وأهمها المستحقات المتأخرة عن الكنترول واللجان وفرق العمل والفاقد التعليمي، إضافة إلى الحقوق الوظيفية».

من جانبه، قال المعلم طلال العنزي إن هدف المعلمين من الاعتصام ليس إلغاء البصمة، كما يتصور البعض، بل الهدف مطالبة الحكومة ووزير التربية وقياديي الوزارة بدراسة أي قرار قبل صدوره.

ولفت العنزي إلى أن المعلم يؤدي أدوارا في المدرسة ليست من مهام عمله، كالمناوبات، والبيع في المقصف، وينظم حفلات المدرسة، وغيرها من مهام، لافتا إلى أن التعليم مهنة شاقة «ونعتب على وزير التربية قوله إن التعليم ليس مهنة شاقة».