ترامب يشجع روسيا على غزو دول «ناتو» المتخلفة عن الدفع
البيت الأبيض يصف التصريحات بالمروعة «والأطلسي» يعتبرها تقوض أمنه ويدعو للوحدة
في تصريحات أثارت استنكار البيت الأبيض، ووصفها بأنها «مجنونة»، قال الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهوري الأوفر حظا لتمثيل الجمهوريين في الانتخابات الرئاسية العام الحالي، إنه قد «يشجع» روسيا على مهاجمة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي لا تفي بالتزاماتها المالية في حال عودته إلى البيت الأبيض.
وفي وقت يبحث المشرّعون الأميركيون تقديم مساعدات جديدة لأوكرانيا، قبيل الذكرى الثانية للغزو الروسي، شدد الملياردير الجمهوري على أنه من غير العادل إلزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الدول الثلاثين الأخرى الأعضاء في «ناتو».
وفي كلمة ألقاها في تجمّع انتخابي بولاية ساوث كارولاينا، أمس الأول، أشار ترامب إلى حديث أجراه مع رئيس دولة أخرى في أحد اجتماعات «ناتو»، وقال: «وقف أحد رؤساء دولة كبيرة، وقال حسنا يا سيدي، إذا لم ندفع وتعرضنا لهجوم من روسيا، هل ستحموننا؟ فقلت: لم تدفع إذا أنت متأخر في السداد... لا، لن أحميك، بل سأشجعهم على القيام بما يريدون. عليك أن تدفع. عليك أن تسدد فواتيرك».
ورد البيت الأبيض على تصريحات ترامب، مشيدا بجهود الرئيس الديموقراطي جو بايدن لتعزيز التحالفات مع دول مختلفة حول العالم. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس، في بيان مساء السبت، «إن تشجيع الأنظمة المجرمة على غزو أقرب حلفائنا أمر مروع ومجنون، كما أنه يعرّض الأمن القومي الأميركي والاستقرار العالمي واقتصادنا للخطر»، مضيفا: «بدلا من الدعوة إلى الحروب وتعزيز الفوضى غير المتوازنة، سيواصل الرئيس بايدن تعزيز القيادة الأميركية». وقال الأمين العام لحلف ناتو، ينس ستولتنبرغ، إن تصريحات ترامب «تقوض أمن» دول التحالف، مؤكداً أن أي هجوم على الحلف سيقابل بردّ موحد وقوي.
ترحيل جماعي
وبعدما رفض الجمهوريون في مجلس الشيوخ، الأربعاء الماضي، مشروع قانون ينص على رصد أموال جديدة لأوكرانيا وإسرائيل، مقابل إصلاح نظام الهجرة بالولايات المتحدة لمعالجة أزمة الحدود الأميركية - المكسيكية، بتحريض من ترامب، لحرمان الرئيس جو بايدن فرصة تحقيق انتصار في قضية الهجرة الحساسة، احتفل ترامب، أمس الأول، بانهيار الاتفاق، متعهدا بأنه في حال إعادة انتخابه سيقوم بـ «عملية ترحيل» ضخمة في أول يوم له بمنصبه.
وتابع ترامب: «في اليوم الأول، سأنهي كل سياسات الحدود المفتوحة لإدارة بايدن، وسنطلق أكبر عملية ترحيل وطنية في تاريخ الولايات المتحدة. لا خيار آخر لدينا».
وفي التجمع نفسه، هاجم ترامب السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، التي تسعى أيضا إلى الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، رغم أن محاولتها شبه محكوم عليها بالفشل، لأنها تحل ثانية في خيارات المقترعين.
وخاطب ترامب الناخبين في مسقط رأس هيلي، متسائلا عن مكان وجود زوجها مايكل، الذي لم يُشاهد خلال الحملة الانتخابية، لكونه بمهمة عسكرية في جيبوتي لمدة عام، وقال بنبرة عالية للتأثير في المشاعر «أين زوجها؟ آه إنه غائب. إنه غائب. ماذا حدث لزوجها؟ ماذا حدث لزوجها؟».
وردّت هيلي، على منصة إكس، «مايكل يخدم بلدنا، وهو أمر لا تعرف عنه شيئا. إن الشخص الذي لا يحترم باستمرار تضحيات عائلات العسكريين يجب ألا يكون رئيسا».
بدوره، علق مايكل هيلي على تصريحات ترامب بمنشور على منصة إكس أرفقه بصورة ذئب مكتوب عليها: «الفرق بين البشر والحيوانات؟ الحيوانات لن تسمح أبدا للأغبى بينها بقيادة القطيع».
متاعب بايدن «العربية»
إلى ذلك، كشفت شبكة سي إن إن أن قادة وممثلي الجالية العربية - الأميركية اجلوا لقاء كان مبرمجا مع نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، في البيت الأبيض بشكل مفاجئ، في رفض واضح لمساعي إدارة الرئيس جو بايدن للتقرب من هذه الجالية.
ونقلت الشبكة الأميركية عما وصفتها بالمصادر أن مكتب هاريس عقد اجتماعا افتراضيا مع نحو 10 مشاركين من الجالية العربية - الأميركية، بما في ذلك النشطاء والمنظمات التمثيلية لمناقشة الحرب الإسرائيلية على غزة، للتحضير للاجتماع مع هاريس في البيت الأبيض الذي كان مقرراً اليوم، مضيفة أن قادة الجالية قرروا تأجيل الاجتماع مع هاريس.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، لـ «سي ان ان»، إن نائبة الرئيس تتطلع إلى مواصلة التعامل مع قادة المجتمعات الإسلامية والعربية والفلسطينية، وتتطلع إلى الاجتماع مع هؤلاء القادة في المستقبل. ونقلت الشبكة عن أعضاء الجالية العربية الذين تمت دعوتهم إلى الجلسة، أنهم يريدون إبقاء خطوط الاتصال مع البيت الأبيض مفتوحة، لكن هذه الحادثة كانت بمنزلة تذكير آخر بالتحديات التي تواجهها الإدارة.
وكان نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، جون فاينر، أقر في اجتماع مغلق مع القادة الأميركيين العرب بولاية ميشيغان نهاية الأسبوع الماضي بأخطاء في رد الإدارة الأميركية على الحرب في قطاع غزة، موضحاً أنه ليس لديه أي ثقة بأن الحكومة الإسرائيلية مستعدة لاتخاذ خطوات ذات مغزى لإقامة دولة فلسطينية.