في الصميم: لقاء مُستَحَق لشعب يَستَحِق
اللقاء المفتوح بين سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ د. محمد الصباح وبين رؤساء تحرير الصحف الكويتية أثلج صدور شعب يستحق أن يسمع من سُلطة بلده التنفيذية أجوبة مباشرة لأسئلة كثيرة.
كان لقاء «وَضْع النقاط على الحروف»، فالإجابات عن الأسئلة كانت وافية وصريحة، حتى فيما خص الأسرة الكريمة، والتصورات المستقبلية التي عرضها سمو الرئيس تبشِّر بانتشال البلد من الجمود التنموي والتقهقر التعليمي، وكانت ضمن ما تمناه الكثيرون، وما أكثرها من تمنيات. أحلام تحقيقها ممكن وسهل إذا ما تكاتفت السواعد واستُعين بذوي الخبرة والكفاءة والنزاهة من ذوي الهمة والعزم، وإذا ما وُضع حدٌّ صارم للصراعات التي أنهكت البلد، وإذا ما تم التخلص من حيتان الفساد والقبيضة، واسترجاع ما نهبوه.
قبل هذا اللقاء كانت هناك سابقة محمودة، بطرح استبيان شعبي عن طريق تطبيق «سهل» احتوى على عدة نقاط جوهرية تهم الوطن، استبيان وضع الكرة في ملعب المواطن. فنتمنى أن يتجرَّد الجميع من المصالح الشخصية، وأن يركز على النقاط التي ستنقلنا إلى كويت المستقبل، لاسيما محاربة الفساد بكل أشكاله، والقضاء على الظاهرة المستشرية للقبيضة والراشين والمرتشين حتى الرائشين، والنهوض بالتعليم، وتعديل التركيبة السكانية.
نتمنى فرضاً صارماً وإقراراً فاعلاً لقانون «من أين لك هذا»، بالتوازي مع فرض «إقرار الذمة المالية» على الكبير والصغير، وأن تكون لهما الأولوية القصوى، ففرض هذا القانون سيكبِّل أصحاب المصالح، ويحد من هيمنتهم، ويُبعد المتكالبين على المناصب والترشح بكل أشكاله.
بالتأكيد ستشتد معارضة المتضررين من الإصلاح، وهي فعلاً قد بدأت، ستكون حرباً شرسة إذا ما بُدء المساس بمصالح الحيتان بتقنين الميزانيات ومراقبة العقود والمقاولات والهدر المالي، فالطريق لن تكون معبَّدة، وستتزايد المناكفات والاستجوابات، وستبدأ مزايدات ومحاولات لعقد صفقات كما تعوَّدوا عليها من أجل التربح المادي والانتخابي، وسيرتفع صراخ البعض، وسيكون عالياً على قدر ألمهم.
نتمنى أن يُسهِّل هذا الاستفتاء على الحكومة تعديل المسار، وأن تقاوم رغبة ذوي المصالح المادية الموجودين داخل الكويت وخارجها، وما أكثرهم. نعم هذا أمر متوقع، سكان الكويت بالتأكيد يهمهم القضاء على الفساد والرشوة والتزوير، ويريدون تعديل التركيبة السكانية، أما مَنْ يعيشون خارج البلد، فلن يهمهم أي شيء من أمر الكويت، فما يهمهم هو زيادة المنافع المادية بكل أصنافها.
سمو الرئيس أثار نقاطاً حيوية جداً، إذا تم إنجازها، فستنهض الكويت من تعثرها التنموي والاقتصادي والتعليمي، فالكويت بحاجة ماسَّة وفورية إلى إقامة مشاريع تنموية مُدرَّة، واستغلال السواحل والمناطق الشمالية والجنوبية استغلالاً يدعم الخزينة بأموال طائلة، والنهوض بالتعليم من كبوته وتقهقره، وإلغاء العلاج السياحي، وإقامة مشاريع صحية تغني عن العلاج بالخارج وعن «عافية» التي تستهلك مئات الملايين من دون أي مسوغ.
***نتمنى أن تلتفت الحكومة إلى المنافذ الحدودية، أسوة بدول الخليج الشقيقة، فهي بحاجة إلى تطوير، وإعادة تأهيل العاملين فيها، فهم واجهة البلد، وهم الذين يعكسون حضارته ورُقيّه.