إيران تقترح نشر مستشارين في السودان مقابل تسليح الجيش
بينما يخوض الحوثيون في اليمن وخلفهم إيران معركة لفرض السيطرة على مضيق باب المندب والبحر الأحمر، الممر البحري الأهم عالمياً، يبدو أن طهران تخطط لوضع قدم على الضفة الغربية للبحر الأحمر في السودان، الذي يشهد حرباً مدمرة منذ أشهر.
وبعد تقارير غربية عن تسلّم الجيش السوداني بزعامة عبدالفتاح البرهان طائرات مسيّرة إيرانية، أجرى علي الصادق علي، وزير خارجية السودان الموالي للبرهان، الاثنين الماضي، زيارة لطهران، التقى خلالها نظيره الإيراني حسين أمير عبدالليهان، في إطار التنسيق لاستكمال استعادة العلاقات بين البلدين التي قُطعت منذ نحو 8 سنوات بعد سقوط نظام عمر البشير.
وكشف مصدر رفيع المستوى في الخارجية الإيرانية لـ «الجريدة»، أن عبداللهيان وعلي تطرقا لمواضيع ذات اهتمام مشترك، مثل الهجمات الأميركية والبريطانية على الحوثيين في اليمن، والأوضاع بالبحر الأحمر، والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقال المصدر إن أحد المواضيع التي تطرق إليها الجانبان، كان طلب الجيش السوداني الحصول على كميات كبيرة من الأسلحة الإيرانية، خصوصاً الصواريخ والمسيّرات، مضيفاً أن الوزير السوداني كان يحمل معه لائحة باحتياجات جيش بلاده، وهي عبارة عن مسيّرات متنوعة، وصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى وبالستية وكروز، وصواريخ مضادة للمدرعات محمولة على الكتف.
وذكر أن عبداللهيان أبلغ ضيفه أن طهران غير مهتمة بالانخراط في الحرب الداخلية السودانية، كما أنها تتخوف من وقوع أسلحتها في يد إسرائيل، خصوصاً أن الخرطوم وقعت اتفاق تطبيع مع تل أبيب، كما التقى البرهان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في أوغندا عام 2020.
وأشار إلى أن عبداللهيان اقترح إرسال مستشارين عسكريين إيرانيين إلى جانب الأسلحة التي يحتاجها الجيش السوداني، ليشرفوا على تدريب القوات السودانية، وضمان عدم استخدام الأسلحة في النزاع الداخلي، وألا تقع في يد إسرائيل، مضيفاً أن الأمر يجب بحثه بعد استكمال إعادة العلاقات بين البلدين واستقرار البعثات الدبلوماسية والعسكرية بعد اتفاق البلدين في نوفمبر الماضي على استئناف العلاقات السياسية.
وأكد المصدر صحة المعلومات التي ذكرتها وسائل إعلام غربية، بينها وكالة بلومبرغ، عن تسلّم السودان مسيّرات إيرانية، لكنه أشار إلى أن طهران قدمت للخرطوم عدداً محدوداً جداً من المسيّرات من طراز واحد على سبيل التجربة، وأرسلت معها عدداً محدوداً جداً من المستشارين والخبراء الإيرانيين للمساهمة في تشغيلها.
يذكر أنه كثيراً ما اتهمت إسرائيل السودان بالمساهمة في تهريب السلاح إلى قطاع غزة خصوصاً من خلال ميناء بورتسودان.