افتتح ممثل سمو رئيس مجلس الوزراء، وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري، فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 29. وتحمل الدورة الحالية اسم الشاعر الراحل عبدالعزيز سعود البابطين، التي تتزامن أيضاً مع احتفال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمرور 50 عاماً على تأسيسه.

حضر حفل الافتتاح، الذي أقيم بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، جمع من الشخصيات والسفراء والأدباء والفنانين.

Ad

وتضمَّن الحفل، الذي قدَّمته الإعلامية إيمان نجم، فقرات عديدة، تتزامن مع ما تحتله هذه الدورة من قيمة بين كل الدورات السابقة، وما تتضمنه من أحداث مهمة تعيشها الكويت هذه الأيام.

وفي لفتة طيبة تؤكد أن الكويت تقدِّر شخصياتها التي كان لها أدوار كبيرة في نشر الثقافة والفكر والاعتناء بالشعر ودعمه، تم تكريم الشاعر الراحل عبدالعزيز البابطين. وقبل تكريمه عُرض فيلم تسجيلي حول شخصية المهرجان الشاعر د. خليفة الوقيان، الذي قدَّم لبلده الكويت الكثير من الإنجازات الثقافية والشعرية والتوثيقية، من خلال مشواره الإبداعي الحافل بالتميز والنبوغ.

أيضاً تم تكريم رواد «الوطني للثقافة»، وهم: الراحل د. أحمد العدواني، وتسلَّم التكريم ابنه معد، ود. سليمان العسكري، ود. سليمان الشطي، والكاتب عبدالعزيز السريع، وتسلَّم التكريم نيابة عنه ابنه الفنان منقذ السريع.

كما تم تكريم الفائزين بجوائز الدولة التقديرية، وهم: الشاعر عبدالرحمن النجار، ود. نورية الرومي، والفنان محمد جابر العيدروسي.

وعن جوائز الدولة التشجيعية، تم تكريم الفنان بدر منصور المنصور، والمخرج محمد سامي العنزي، والمخرجة غادة السني، ود. حامد الكوت، والكاتب عبدالهادي العجمي، ود. عبدالمحسن القحطاني.

وألقى الوزير المطيري كلمته، التي قال فيها: «نعمل من خلال المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب تنفيذاً لتوجيهات سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وتعليمات سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ د. محمد صباح السالم، على ترجمة ودعم القيادة السياسية للثقافة والفنون والآداب في البلاد، من خلال استراتيجية المجلس الوطني، التي تحرص على تنمية الإنتاج الفكري وتطويره وإثرائه، ونشر المعرفة الثرية، وتوفير المناخ المناسب للإبداع الفني والأدبي، واختيار وسائل نشر الثقافة والفنون الجميلة، وتوثيق الروابط مع الهيئات والمنظمات الثقافية العربية والأجنبية».

50 عاماً على تأسيس «الوطني للثقافة»

وتابع: «نحتفل هذا العام بمرور خمسين عاماً على تأسيس (الوطني للثقافة)، وتكريم المؤسسين لهذا الصرح الثقافي الحضاري، عرفاناً وتقديراً لدورهم الريادي، حيث بدأ الاحتفال بهذه المناسبة مع انطلاق الدورة الخامسة عشرة من مهرجان (صيفي ثقافي)، الذي تم تنظيمه خلال الفترة الماضية تحت شعار (نهج ثقافي مستدام)، مروراً بفعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب، ليتوج اليوم بمحطته الأهم من خلال مهرجان القرين الثقافي، الذي يمثل منذ انطلاقته الأولى عام 1994، منارة ثقافية وفكرية وأدبية كويتية بشكل سنوي، نؤكد من خلاله تقديم مساهمات وأنشطة تثري الحراك الثقافي والفني بمختلف المجالات».

وأضاف الوزير المطيري: «أتقدم بخالص التهاني للمُحتفى بهم هذه الليلة، الذين شكَّلوا النواة الأساسية لتأسيس (الوطني للثقافة)، حيث يمثلون جيلاً واعياً في الحفاظ على الثقافة والفنون والآداب، وتعزيز دورها في المجتمع، وإبراز مكانة الدولة كمنارة ثقافية حضارية، كما أن اختيار الأديب الشاعر د. خليفة الوقيان كشخصية المهرجان لهذه الدورة، هو تقدير لإسهاماته العديدة كقامة ثقافية كويتية أثرت الساحة الأدبية في الكويت، والذين نالوا جائزة الدولة التقديرية لعام 2023، عرفاناً لمسيرتهم الإبداعية الثقافية والفنية والإعلامية، وتركوا من خلالها بصمة كبيرة وأثراً متميزاً عبر أعمالهم التي أثرت الحركة الثقافية والفكرية والفنية والأدبية، إلى جانب مبدعينا الذين فازوا بجائزة الدولة التشجيعية في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية».

وقد تضمَّن الحفل عرضاً مسرحياً موسيقياً بعنوان «صدى الشعراء» بقيادة د. عامر جعفر، ومشاركة فرقة الأوركسترا الوطنية الأوزباكستانية بقيادة المايسترو د. كمال الدين أورنبايف، إضافة إلى مشاركة عازفي الإيقاع الكويتي والكورال، وقدَّم الفنان جاسم النبهان لوحة شعرية صاغها الشاعر د. خلف الخالدي.

ونال العرض استحسان وإعجاب الحضور، واشتمل على 12 مقطوعة موسيقية لم تخل من الغناء في عرض تصويري على شاشة كبيرة، أولها مقطوعة بعنوان «رمز العز»، والثانية بعنوان «أسرار»، والثالثة حملت اسم «صدى الشعراء» تفرَّعت منها عرضة «حماة العرين» للشاعر عبدالله سنان، وألحان أحمد باقر، ومقطوعة «وطن النهار» للشاعر بدر بورسلي، وألحان سليمان الملا.

فن السامري

وكان مُحبو فن السامري على موعد مع مقطوعتَي «البوشيه»، و«ياهلي الشرقي»، ومقطوعة «آل يا أهل الهوى». كذلك قدَّمت الفرقة مقطوعة «طلع البدر»، إلى جانب «صُناع المستقبل»، وموسيقى «طريق الحرير»، مستلهماً إياها للشيخ الراحل ناصر صباح الأحمد.

وشارك بتقديم الفن البحري النهام القطري منصور المهندي، حيث قدَّم وصلة ألَّفها موسيقياً د. عامر جعفر. بعدها استمتع الحضور بمقطوعة «سماعي حجازي».

وتضامناً مع غزة، تم تقديم مقطوعة بعنوان «الطوفان»، توزيع أوركسترالي للدكتور عامر جعفر، ومن ثم مقطوعة «ولهت عيني». وختاماً جاء النشيد الوطني الكويتي.

وفاء المؤسسة الثقافية

بدوره، قال الأمين العام لمؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية، عبدالرحمن خالد البابطين: «مهرجان القرين الثقافي الـ 29 حدث كبير ومستمر، ونحن سعداء جداً بأن دورة المهرجان الحالية حملت اسم العم عبدالعزيز سعود البابطين، رحمه الله، وهذا دليل على وفاء هذه المؤسسة الثقافية (الوطني للثقافة) للعم عبدالعزيز، وما قام به من جهود ثقافية واجتماعية داخل الكويت وخارجها».

الوقيان: إننا بحاجة دائماً لوضع الثقافة في موضعها الطبيعي

قال شخصية مهرجان القرين الثقافي في دورته التاسعة والعشرين الشاعر خليفة الوقيان: «أهنئ كل مَنْ شملهم التقدير والتكريم بهذا الاحتفال، بمناسبة افتتاح مهرجان القرين، وأشكر كل مَنْ اقترح ونفذ مبدأ التكريم للمبدعين والباحثين. أعتقد أننا بحاجة دائماً لوضع الثقافة في موضعها الطبيعي، لأن الكويت تملك هذه القوى الناعمة التي ورثناها عن الأجداد، ويجب أن نحافظ عليها ونورثها للأبناء، حتى يشعروا بأن بلدهم بلد الثقافة، وأنها القوى الناعمة التي تستطيع الكويت من خلالها أن تدخل المجال العالمي، وأن تفرض وجودها، فبغير الثقافة لن يكون لنا قيمة».

وتابع الوقيان: «هذا الحفل إن شاء الله يكون امتداداً لما قدَّمه الأولون، وتشجيعاً لمن ينبغي أن يسير عليه الآتون من الشباب الجدد، والله يوفق الجميع في خدمة الثقافة».

الشطي: التكريم الحقيقي أن نجد إبداعاً جديداً

قال د. سليمان الشطي، الذي تم تكريمه ضمن الرواد لمهرجان القرين في دورته الـ 29: «نقف بعد خمسين سنة للنظر إلى الحصاد الكبير الذي حصل. يهمنا دائماً أن هذه البذرة التي اشتركنا معاً في بذرها أن تواصل العطاء. التكريم الحقيقي أن نجد إبداعاً جديداً وأفكاراً جديدة، وثقافة متميزة نامية، وأن تبقى الكويت كما كانت سابقاً بالصدارة في خدمة الثقافة العربية، وأن تكون سبَّاقة في إيجاد المشروعات المتميزة والفريدة».