الاتحاد الأوروبي لترامب: «ناتو» ليس حلفاً «حسب الطلب»
انتقادات جمهورية خجولة لتشجيع مرشح الحزب موسكو على غزو الحلفاء... والكرملين يرفض التعليق
غداة تحذير الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من تقويض أمن دول الحلف الغربي البالغ عددها 31 دولة لمصلحة روسيا، شدد مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أمس أن «ناتو لا يمكن أن يكون حلفاً عسكرياً حسب الطلب، ولن يعتمد على مزاج رئيس الولايات المتحدة أو روح الدعابة التي يتمتع بها».
وقال بوريل، رداً على تهديد ترامب بأنه يمكن أن «يشجع» روسيا على مهاجمة أي دولة في الحلف لا تفي بالتزاماتها المالية، «إما أن يكون الحلف موجوداً أو لا»، مضيفا أنه لن يواصل التعليق على «أي فكرة حمقاء» تصدر عن حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وبعدما وصف بايدن تصريحات ترامب بأنها «مروعة وخطيرة وفاقدة للصواب»، حذر ستولتنبرغ أمس الأول من أن «أي إشارة إلى أن الحلفاء لن يدافعوا عن بعضهم البعض تقوض أممنا جميعا، بما في ذلك الولايات المتحدة، وتعرض الجنود الأميركيين والأوروبيين لخطر متزايد».
بايدن يقتحم «تيك توك» وينشر صورة مخيفة على «إكس» وأوستن يعود للعناية المركزة
وفي موسكو، رفض المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف التعليق على تهديد ترامب بعدم توفير الحماية لأي دولة لا تلتزم بإنفاق 2% من ناتجها المحلي الإجمالي على الحلف من أي هجوم مستقبلي قد تشنه روسيا، وقال: «لا أزال السكرتير الصحافي للرئيس فلاديمير بوتين وليس لترامب».
وفي واشنطن، انتقد بعض أعضاء الحزب الجمهوري رفيقهم ترامب، لكن بخجل، إذ قال المرشح الجمهوري السابق للرئاسة كريس كريستي: «لهذا السبب كنت أقول منذ فترة طويلة إنه غير لائق ليصبح رئيساً للولايات المتحدة».
وذكرت حاكمة ساوث كارولاينا السابقة، نيكي هيلي، وهي المنافس الوحيد المتبقي لترامب على نيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة لهذا العام، «آخر شيء نريد القيام به على الإطلاق هو الوقوف إلى جانب روسيا»، مضيفة: «لا تدعموا شخصاً ذهب وغزا بلداً، وقد قتل أو أصيب نصف مليون شخص بسبب بوتين» في حربه على أوكرانيا.
وأشار حليف ترامب الوثيق السيناتور ليندسي غراهام إلى أنه لا يتفق مع «الطريقة التي قال بها (ترامب) الأمر»، مضيفاً: «روسيا لم تغز أحدا عندما كان رئيساً، وإذا أصبح رئيساً مرة أخرى فلن يفعلوا ذلك».
وأفاد مستشار الأمن القومي السابق الجمهوري جون بولتون: «يحتاج الناس إلى أن يأخذوا دونالد ترامب على محمل الجد عندما يقول إنه يريد الخروج من ناتو. إنه تهديد حقيقي جدا، وستكون له آثار سلبية كبيرة ليس فقط على الولايات المتحدة، لكن على جميع الدول».
من ناحيته، قال الرئيس البولندي السابق ألكسندر كواسنيفسكي إن الولايات المتحدة قد تعيد النظر عاجلا أو آجلا في وجودها العسكري الواسع النطاق بالدول الأوروبية، ويجب الاستعداد لذلك، مشددا على أن انسحاب الولايات المتحدة من «ناتو» سيكون بمنزلة ثورة جيواستراتيجية.
حملة بايدن
انتخابياً، انضم بايدن إلى تطبيق «تيك توك» الصيني، مستغلا الاهتمام بمباراة «السوبر بول» في كرة القدم الأميركية لتدشين حسابه الجديد، ليصل إلى الناخبين الشباب قبل الانتخابات المقررة في نوفمبر.
ونشر بايدن على «تيك توك»، الذي أمرت إدارته العام الماضي بحذفه من الهواتف والأجهزة المملوكة للحكومة الاتحادية، تسجيلا مصورا مدته 26 ثانية بعنوان «lolo Hey guys» وسيرة ذاتية تقول «Grows the economy»، وبصورة بروفايل عبارة عن بطل خارق!
وتطرق بايدن، (81 عاماً)، إلى مواضيع تراوحت بين السياسة ودوري كرة القدم، ولدى سؤاله عن وجود خطة سرية للتلاعب بنتيجة المباراة لتستغل المغنية تايلور سويفت، التي تواعد لاعب «كنساس سيتي تشيفس» ترافيس كيلسي، شهرتها لدعمه، سخر بايدن من الفكرة التي يعتبرها البعض نظرية مؤامرة يمينية، وقال: «سأكون في ورطة إذا أخبرتكم».
وقال مستشارو حملة بايدن، في بيان، إنهم «سيواصلون لقاء الناخبين أينما كانوا»، بما يشمل تطبيقات التواصل الاجتماعي الأخرى، مثل «انستغرام» و«تروث» المملوك لترامب.
ولاحقا، أثار بايدن الجدل مجددا بنشره صورة عبر حسابه على «إكس» والشر يظهر من عينيه، معلقا عليها: «كما خططنا للأمر»، ولم يكشف أي معلومات إضافية حول مقصده.
ولاية ثانية
في الأثناء، أظهر استطلاع جديد لشبكة ABC وIpsos أن 86% من الأميركيين يعتقدون أن بايدن أكبر من أن يخدم في منصبه لولاية ثانية، كما قال 59% منهم الشيء نفسه عن ترامب.
وتم إجراء الاستطلاع في اليومين التاليين لإصدار المحقق الخاص روبرت هور تقريره حول تعامل بايدن مع الوثائق السرية، والذي وصفه فيه بأنه «رجل مسن حسن النية وذاكرة ضعيفة».
وكشف الاستطلاع أن 35% من الأميركيين يعتبرون أن ترامب كان سيتعامل مع أزمة أوكرانيا والنزاع بين إسرائيل وحركة حماس بصورة أفضل من بايدن، بينما أكد 33% من المستطلعين أن أيا منهما لن يحسن الأداء مع الملفين.
وحذرت المحللة نيا ماليكا هندرسون من أن تجاهل الديموقراطيين مخاوف الأميركيين من تقدم عمر بايدن يمهد الطريق أمام فوز ترامب بالرئاسة.
على صعيد ذي صلة، أُدخل وزير الدفاع لويد أوستن، المصاب بسرطان البروستاتا، أمس الأول، إلى قسم العناية المركزة في مركز وولتر ريد العسكري الطبي، بعدما فوّض نائبته كاثلين هيكس القيام بمهامه.
وقال المتحدث باسم «البنتاغون» بات رايدر، في بيان، إن «هيكس تسلمت الوظائف والمهام، وتم إبلاغ البيت الأبيض والكونغرس بذلك»، مبيناً أن أوستن «أُدخل إلى قسم العناية المركزة للحصول على العناية والخضوع للمراقبة».
يأتي ذلك بعد أسابيع من كشف أن أوستن (70 عاما) أبقى زياراته السابقة للمستشفى سرية، ولم يبلغ بايدن مباشرة عن تشخصيه بالسرطان، مما تسبب في صخب سياسي وجماهيري كبير، وانتقادات في أوج الأزمات بالشرق الأوسط وأوكرانيا.
واختفى أوستن فعليا عن الحياة العامة للخضوع للعلاج جراء إصابته بسرطان البروستاتا في ديسمبر، ومرة أخرى في يناير بعدما عانى من مضاعفات.