اليابان تلجم أفواه الألمان

استهلّت ألمانيا الساعية إلى محو خروجها المحبط من الدور الأول في مونديال روسيا 2018، مشوارها في مونديال قطر 2022، بسقوط مدو أمام منتخب اليابان (1 - 2) الأربعاء، على استاد خليفة الدولي ضمن منافسات المجموعة الخامسة.

ونجحت اليابان في قلب تخلفها بهدف سجله ايلكاي غوندوغان من ركلة جزاء (33)، الى فوز بهدفين سجلهما البديلان ريتسو دوان (75) وتاكوما اسانو (83).

وللمفارقة، فان صاحبي الهدفين يدافعان عن ناديين في الدوري الألماني (بوندسليغا)، الأوّل مع فرايبورغ والثاني مع شالكه، علماً بأن تشكيلة اليابان في النهائيات تتضمّن ثمانية لاعبين في أندية ألمانية.

وهي ثاني مفاجأة مدوية في البطولة، بعد الانتصار الكبير للسعودية على الأرجنتين 2 - 1 الثلاثاء ضمن المجموعة الثالثة.

وكانت ألمانيا خسرت مباراتها الأخيرة في روسيا أمام كوريا الجنوبية صفر - 2، لتتذيّل مجموعة كانت في متناولها وضمّت أيضا المكسيك والسويد.

أما اليابان فحققت في مشاركتها السابعة على التوالي أهم نتيجة لها في النهائيات حتى الآن.

وشارك مهاجم بايرن ميونيخ توماس مولر أساسيا رغم عدم خوضه سوى 60 دقيقة في صفوف ناديه منذ أواخر سبتمبر الماضي، علما بأنه احد افضل الهدّافين في النهائيات العالمية برصيد 10 أهداف.

في المقابل، غاب زميله في الفريق البافاري لوروا سانيه بداعي الاصابة في ركبته.

والمواجهة كانت الاولى بين المنتخبين في بطولة كبرى، سبقها مباراتان وديتان انتهت واحدة بفوز ألمانيا 3-صفر والثانية بالتعادل 2-2.

كمّ لاعبو المنتخب الألماني أفواههم خلال الصورة الرسمية قبيل مباراتهم مع اليابان في افتتاح منافسات المجموعة الخامسة بمونديال قطر 2022، احتجاجاً على رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) السماح لهم بارتداء شارات لدعم المثليين. وكانت النيّة لدى قادة 7 منتخبات أوروبية ارتداء تلك الشارات، في إطار حملة لرفض التمييز خلال البطولة بقطر، لكنّ الخطوة أجهضت بعد تلويح «الفيفا» بعقوبات تأديبية. ويوم الاثنين، أعلنت منتخبات إنكلترا، ويلز، بلجيكا، والدنمارك، وهولندا، وألمانيا، وسويسرا، في بيان، أنها عدلت عن قرارها بارتداء قادتها شارة دعم المثليين خلال المباريات لتجنّب العقوبات، معربة عن «خيبة أملها» من «الفيفا»، الذي كان رئيسه جاني إنفانتينو حاضراً في الملعب أمس. وبُعيد الحركة الاحتجاجية، نشر الاتحاد الألماني لكرة القدم تغريدة عبر حسابه على «تويتر» قال فيها إن «هذا ليس موقفاً سياسياً، حقوق الإنسان غير قابلة للتفاوض... حظر الشارة يضاهي حظر حقنا في التعبير». ويأتي هذا التحرّك من المنتخبات الأوروبية في إطار رسالة إلى الدولة المضيفة التي طالتها انتقادات عدة حيال سجّلها الحقوقي على مدى الأعوام الماضية.

فرصة لروديغر

وكانت أوّل كرة ألمانية خطيرة من رأسية لانتونيو روديغر، مرّت إلى جانب القائم اثر ركلة ركنية (16).

وسدّد يوزوا كيميش كرة قوية من خارج المنطقة تصدى لها الحارس الياباني (21)، وأخرى لإيلكاي غوندوغان أحبطها الدفاع (28).

وحصل المنتخب الألماني على ركلة جزاء إثر إعاقة دافيد راوم داخل المنطقة من قبل الحارس الياباني شويتشي غوندا انبرى لها بنجاح غوندوغان (33)، رافعا رصيده الى 17 هدفاً في 64 مباراة دولية.

وسجل هاي كافيرتس هدفا في الوقت الضائع من الشوط الاول لم يحتسبه الحكم بعد اللجوء الى تقنية حكم الفيديو المساعد «في أيه آر» بداعي التسلل.

ضغط ألماني وهدفان لليابان

وكان سيناريو الشوط الثاني مماثلاً، ضغط ألماني وتراجع ياباني، وقام الموهبة الصاعدة جمال موسيالا بفاصل ترقيص داخل المنطقة لكنه سدّد عالياً (51).

وكادت ألمانيا تعزّز تقدّمها، لكن تسديدة غوندوغان من داخل المنطقة ارتطمت بالقائم وخرجت (59).

ولعب الحارس الياباني دور المنقذ بتصديه لكرة يوناس هوفمان (68) ثم لثلاث محاولات على التوالي (70).

وخرج المنتخب الياباني من حذره ولعب بحرية، وجاء دور مانويل نوير ليقوم بأول تصدٍّ له بشكل مذهل عندما أبعد كرة جونيا ايتو (73).

دوان يعادل النتيجة

لكن نوير وقف عاجزاً عندما تصدّى لتسديدة جديدة قبل أن يتابعها ريتسو دوان داخل الشباك مدركاً التعادل لليابان (75)، بعد أربع دقائق من نزوله.

وتقدّمت اليابان عندما كسر تاكوما اسانو مصيدة التسلل، اثر ركلة حرة سريعة، فانفرد بالحارس الألماني وسدّدها في أعلى الشباك (83).

رمى الألمان بكل ثقلهم، وأشرك مدربهم هانزي فليك أسلحته الهجومية الواحد تلو الآخر، لكن الدفاع الياباني صمد ليخرج بفوز تاريخي بهدفين لهدف.

هاجيمي يكشف سر الفوز التاريخي

أشاد هاجيمي موريياسو، المدير الفني لمنتخب اليابان، بانتصار فريقه التاريخي على منتخب ألمانيا، في بداية مشوار المنتخبين بنهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقامة حاليا في قطر.

وقال موريياسو عقب المباراة «كنا ندرك أنه يتعين علينا الدفاع بشكل أفضل. ولهذا غيرت أسلوب اللعب. عرف اللاعبون على الفور ما أقصده وما هو التصرف الأمثل في مواجهة الألمان».

وأعرب موريياسو عن تطلعه لمباراة الفريق المقبلة أمام كوستاريكا في الجولة الثانية للمجموعة، الأحد القادم، حيث قال «لقد احتفلنا بهذا الانتصار العظيم، لكن يتعين علينا الاستعداد للمواجهة المقبلة».

من ناحيته، صرح مايا يوشيدا، لاعب منتخب اليابان، لشبكة «بي إن سبورتس» القطرية بعد المباراة بأن هذا هو جمال كرة القدم، هذه الأمور تحدث أحيانًا! «نجحنا في اجتذاب الأضواء علينا الآن، حان وقت الرقص».

ويعد هذا هو الانتصار الأول لمنتخب اليابان في تاريخ لقاءاته مع المنتخب الألماني.

نوير وغوندوغان: فرّطنا في انتصار سهل

أكد حارس مرمى منتخب ألمانيا وقائد الفريق، مانويل نوير، ولاعب الوسط المخضرم إيلكاي غوندوغان، أن منتخب (الماكينات)، فرّط في فوز سهل كان في متناوله أمام منتخب اليابان، ليتلقى خسارة موجعة في بداية مشواره بنهائيات كأس العالم لكرة القدم، المقامة حاليا في قطر.

وأضاف نوير: «الفرص الضائعة وعدم التمركز الدفاعي الجيد كلّفتنا خسارة المباراة». وذكر: «لم يكن لدينا الصبر في الدفاع في الشوط الثاني. كان يجب أن نلعب بشكل أفضل وبثقة أفضل في الهجوم».

من جانبه، قال غوندوغان لمحطة (إيه آر دي) الألمانية التلفزيونية «لقد جعلنا الأمر سهلاً للغاية بالنسبة إليهم. رغم سيطرتنا على معظم مجريات المباراة». وأضاف غوندوغان: «الطريقة التي استقبلت بها شباكنا الهدفين كانت سهلة للغاية بالنسبة لمباراة في كأس العالم. كنا نفتقر إلى القليل من الاقتناع بحيازة الكرة. يبدو أن الجميع لم يرغب في الحصول على الكرة».

فليك يطالب لاعبيه بنسيان الخسارة

أبدى هانزي فليك، المدير الفني لمنتخب ألمانيا، خيبة أمله، بسبب خسارة فريقه المباغتة أمام اليابان، أمس، في مستهل مباريات المنتخبين ببطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في قطر.

وقال فليك في تصريحات صحافية عقب المباراة «إنه أمر مخيب للآمال جداً. نشعر بالانزعاج لخسارتنا المباراة»، مضيفاً «سنحت لنا العديد من الفرص السهلة. لكن يتعين علينا أن نتطلع إلى الأمام. لدينا فرصة للحصول على ست نقاط».

وأصبحت هذه هي المرة الأولى منذ نسخة مونديال 1978 بالأرجنتين، التي يخسر فيها منتخب ألمانيا إحدى مباريات المونديال بعد تقدمه في النتيجة خلال الشوط الأول.

خبرة لاعبي اليابان في «البوندسليغا» رجحت الكفة

يضم المنتخب الياباني نحو 10 لاعبين محترفين في الدوري الألماني (بوندسليغا). ثأر كل هؤلاء في استاد خليفة الدولي من الألمان، وتمكنوا من هزيمتهم في واحدة من مفاجآت كأس العالم 2022 في قطر بهدفين لهدف.

ويضم المنتخب الياباني أسماء أخرى تلعب في كرة القدم الألمانية مثل كو إيتاكورا وواتارو إندو ودايتشي كامادا وأوو تاناكا ومايا يوشيدا وهيروكي إيتو.

ومنذ عدة أيام، حذّر هؤلاء اللاعبون، ومعهم مدربهم هاجيمي موريساو، من أنهم يطمحون إلى الذهاب بعيدا في هذه النسخة من المونديال، بسبب خبرة أغلبهم في الدوري الألماني، ومن النسخة السابقة من كأس العالم.

وأعلن كوبو، الذي كان من ضمن ناشئي لا ماسيا، ولعب في ريال مدريد ومايوركا وريال سوسييداد، أن الفريق سيحاول ارتكاب أقل أخطاء ممكنة في مواجهة ألمانيا مع التحلي بالصبر.

وسارت كل الأمور بشكل مثالي، ارتكبوا خطأ، ودفعوا ثمنه بركلة جزاء تقدم الألمان عبرها في المباراة حين سجلها إلكاي جوندوجان.

ومع ذلك تمكنوا من التحلي بالصبر ومواجهة هجمات الألمان، وعبر إيمانهم الذي لا ينكسر وأخطاء «الماكينات» استطاعوا تحقيق المستحيل وقلب النتيجة والفوز.

وتمكن دوان وأسانو، اللذان بدآ المباراة من على مقاعد البدلاء، أمام جنون الجمهور الياباني وذهول اليابانيين، من تحقيق المطلوب وانتزاع فوز تاريخي.

واعتاد اليابانيون المحترفون في الدوري الألماني أن يكونوا، أسبوعا تلو الآخر، بمثابة فرائس سهلة لبايرن ميونيخ أو بروسيا دورتموند، لكنهم التهموا «المانشافت» نفسه.

ويسمح هذا الانتصار لليابانيين بأن يحلموا بثمن النهائي، وإن كان سيجب عليهم أن يروا ما سيفعلونه أمام عقبتي كوستاريكا وإسبانيا.

ويعد هذا سابع مونديال على التوالي تخوضه اليابان، وهي من أكبر القوى في كرة القدم الآسيوية، ولو تمكن فريق «الساموراي» من التأهل لثمن النهائي فستكون هذه رابع مرة في تاريخهم.

مباراة ألمانيا واليابان في سطور

المباراة: ألمانيا- اليابان 1-2

الملعب: استاد خليفة الدولي، الدوحة

الجمهور: 42608 متفرجين

الدور الأول

المجموعة الخامسة

الحكم: السلفادوري إيفان بارتون

الإنذارات:

المانيا» - 0

اليابان: - 0

التشكيلتان:

ألمانيا: مانويل نوير، نيكو شلوتربيك، انتونيو روديغر، دافيد راوم، يوزوا كيميش، إيلكاي غوندوغان (ليون غوريتسكا 67)، سيرج غنابري (يوسوفا موكوكو 90)، توماس مولر (يوناس هوفمان 67)، جمال موسيالا (ماريو غوتسه 79)، كاي هافيرتس (نيكلاس فولكروغ 79).

المدرب: هانزي فليك

اليابان: شويتشي غوندا، هيروكي ساكاي (تاكومي مينامينو 75)، مايا يوشيدا، يوتو ناغاماتو (كاورو ميتوما 57)، واتارو إندو، آو تاناكا (ريتسو دوان 71)، جونيا إيتو، دايتشي كامادا، تاكيفوسا كوبو (تاكيهيرو تومياسو 46)، دايزن ماييدا (تاكوما أسانو 57).

المدرب: هاجيمي مورياسو