معرض الكتاب يناقش «تقنيات السرد في الأدب المعاصر»
خلال ندوة شارك فيها إستبرق أحمد وحجي جابر ومخلد بركات
خصصت إدارة معرض الكويت للكتاب ندوة أدبية تركز على تقنيات السرد في القصة والرواية في الأدب المعاصر، شارك فيها عدد من الروائيين.,خصصت إدارة معرض الكويت للكتاب ندوة أدبية تركز على تقنيات السرد في القصة والرواية في الأدب المعاصر، شارك فيها عدد من الروائيين.
ضمن فعاليات «المقهى الثقافي»، المصاحبة لمعرض الكويت للكتاب في دورته الـ 45، أقيمت ندوة بعنوان «تقنيات السرد: القصة والرواية في الأدب المعاصر»، قدَّمها الروائيون: استبرق أحمد، وحجي جابر، ومخلد بركات، وأدار الحوار ياسر حسن.
في البداية، قال ياسر حسن: «ها هي الكلمة العربية في زيها الفكري والإبداعي تتصدَّر مكانتها المحلية والإقليمية والعالمية؛ نشراً وحوارات وفكراً، وفعاليات، تحت راية هذا المحفل الثقافي الكبير الذي تقيمه الكويت، وهو معرض الكويت للكتاب في دورته الـ 45، وتحت ظلاله الوارفة وإطلالاته الدائمة؛ علماً وإبداعاً، وثقافة ورؤى. خلال هذه المحاضرة، التي يرعاها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، نلقي الضوء على أهم ملامح هذا العنوان عبر هذه المساحة الزمنية، لنستمع إلى لفيف من الأدباء البارزين بساحة الأدب المعاصر قصة ورواية»، ومن ثم قام بالتعريف بضيوف المحاضرة.
الفضاء الطباعي
وقدَّمت استبرق أحمد ورقة ثرية غنية بالتفاصيل الدقيقة بعنوان «تقنيات السرد في رواية المعاصرة: الفضاء الطباعي، وأنواع الرؤية السردية»، وأخذت رواية تسنيم الحبيب (السقوط من جنة الأسماء) نموذجاً.
وأوضحت أن الورقة عبارة عن رحلة سلسة مركزة على تقنيتين فقط؛ أولاهما تقنية الفضاء الطباعي، والتقنية الثانية الرؤية السردية. أما بخصوص تقنية الفضاء الطباعي، فمظاهرها: العنوان، والغلاف، والشكل، والكتابة، والتأطير، والبياض.
ومن مقتطفات الورقة، قالت استبرق إن عنوان الرواية (السقوط من جنة الأسماء) جاذب، وقادر على إيقاظ فضول القارئ عبر جملة اسمية، هي «السقوط من جنة الأسماء»، والجملة الاسمية لدى النحويين تدل على الثبات والاستقرار، لكنها كانت النقيض في فعلها المحرك لتوارد المعاني حول المُراد أو المقصود من معنى، فهل هناك سقوط للأسماء، ومن مكان يرتبط بهم كجنة؟ هل الاسم كائن يعيش وقد ينزلق ويسقط؟ وما سبب هذا السقوط؟ ومَن المتسبب فيه؟
وأضافت: «يجب ألا ننسى أن للعنوان مغناطيسيته التي ينشأ عنها تحقق وظائفه الأخرى، ومنها التجارية، التي تمارس سطوتها على القارئ، لاقتنائه وتأمله واكتشافه، وهو المطلوب».
وعن الغلاف، أوضحت: «نحن أمام غلاف يرتسم عليه وجه بلون أزرق وصور لأمكنة بلون أسود كأنها ظل لحكاية، واللوحة غالباً تمثل حدثاً بالقصة، أو توحي إلى تقاطعها مع النص، غلاف صممه الكاتب حسين المطوع بجهد جمالي، لوحة تعبيرية تجريدية تشي بوجه رجل وخلفه هذه الصور أو اللوحات التي لها دلالاتها الجمالية».
مصطلح السرد
أما الروائي مخلد بركات، فبدأ حديثه بسؤال: «نسمع كثيراً عن مفهوم أو مصطلح السرد الروائي أو القصصي، فما هو؟ ليجيب: السرد مفهوم يعبِّر عن طريقة عرض المحتوى أو النص اللغوي أو الشكل، وهنا نتكلم عن فن القصة القصيرة أو الرواية أو المسرحية. يوجد ترابط بين القصة والرواية، فمثلاً تعرف الرواية بأنها قصة طويلة، والقصة رواية قصيرة، وهناك تشابه في الأبنية والأنساق والخصائص، وأيضاً هناك اختلافات بين هذين الجنسين الأدبيين».
وذكر بركات أن السرد أيضاً منهجية خاصة تستخدم من أجل نقل الجنس الإبداعي إلى القراء والمتلقين عموماً، «السرد هنا بناء لغوي متابع ضمن أبنية وأنساق يهدف إلى إيصال حقيقة أو حدث ما إلى نقطة معينة، وانتزاع الحدث اللفظي الصرف من الزمن المُعاش المتعدد والمتراكب، ويسعى لتشكيل روابط منطقية مع الأحداث والقضايا الأخرى، ليشكل الحركة العامة للعالم، ويبقى على تراتبية خاصة بالوقائع».
أول رواية مسجلة
من جانبه، قدَّم الروائي حجي جابر لمحة عن الرواية الاريترية، وبهذا الصدد قال إن أول رواية اريترية مسجلة في فترة نهاية السبعينيات، كتبت باللغة العربية، وكتبتها مؤسس أول حركة سياسية تحررية في اريتريا، وبالتالي «هذا الربط بين الكتابة والنضال السياسي سوف يستمر معنا»، لافتاً إلى أن الحالة الاريترية الروائية لصيقة بالوضع السياسي.
وأضاف أنه يستطيع تقسيم المراحل الزمنية التي مرت بها الرواية الاريترية من دون أن يكون لهذا التصنيف الزمني أثر كبير على التجربة، لذلك يستطيع تقسيمها إلى ثلاث مراحل؛ أولاها مرحلة ما قبل الدولة، والتي بدأها محمد سعيد مؤسس حركة تحرير برواية «رحلة الشتاء»، وكانت رواية وحيدة، ومرت سنوات طويلة، وكتبت هذه الرواية كجزء من التثقيف السياسي. أما المرحلة الثانية، فكانت من خلال بواكير الدولة، وتحقيق الاستقلال، فكانت معظم الكتابات قصص قصيرة، حتى الأعمال التي سُميت روايات كانت بنفس القصة القصيرة.
وذكر جابر أن المرحلة الثالثة هي مرحلة ما بعد الاستقلال، ووصف هذه المرحلة بأنها ممتدة، والكُتاب ما زالوا يدورون بنفس الدائرة.
في البداية، قال ياسر حسن: «ها هي الكلمة العربية في زيها الفكري والإبداعي تتصدَّر مكانتها المحلية والإقليمية والعالمية؛ نشراً وحوارات وفكراً، وفعاليات، تحت راية هذا المحفل الثقافي الكبير الذي تقيمه الكويت، وهو معرض الكويت للكتاب في دورته الـ 45، وتحت ظلاله الوارفة وإطلالاته الدائمة؛ علماً وإبداعاً، وثقافة ورؤى. خلال هذه المحاضرة، التي يرعاها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، نلقي الضوء على أهم ملامح هذا العنوان عبر هذه المساحة الزمنية، لنستمع إلى لفيف من الأدباء البارزين بساحة الأدب المعاصر قصة ورواية»، ومن ثم قام بالتعريف بضيوف المحاضرة.
الفضاء الطباعي
وقدَّمت استبرق أحمد ورقة ثرية غنية بالتفاصيل الدقيقة بعنوان «تقنيات السرد في رواية المعاصرة: الفضاء الطباعي، وأنواع الرؤية السردية»، وأخذت رواية تسنيم الحبيب (السقوط من جنة الأسماء) نموذجاً.
وأوضحت أن الورقة عبارة عن رحلة سلسة مركزة على تقنيتين فقط؛ أولاهما تقنية الفضاء الطباعي، والتقنية الثانية الرؤية السردية. أما بخصوص تقنية الفضاء الطباعي، فمظاهرها: العنوان، والغلاف، والشكل، والكتابة، والتأطير، والبياض.
ومن مقتطفات الورقة، قالت استبرق إن عنوان الرواية (السقوط من جنة الأسماء) جاذب، وقادر على إيقاظ فضول القارئ عبر جملة اسمية، هي «السقوط من جنة الأسماء»، والجملة الاسمية لدى النحويين تدل على الثبات والاستقرار، لكنها كانت النقيض في فعلها المحرك لتوارد المعاني حول المُراد أو المقصود من معنى، فهل هناك سقوط للأسماء، ومن مكان يرتبط بهم كجنة؟ هل الاسم كائن يعيش وقد ينزلق ويسقط؟ وما سبب هذا السقوط؟ ومَن المتسبب فيه؟
وأضافت: «يجب ألا ننسى أن للعنوان مغناطيسيته التي ينشأ عنها تحقق وظائفه الأخرى، ومنها التجارية، التي تمارس سطوتها على القارئ، لاقتنائه وتأمله واكتشافه، وهو المطلوب».
وعن الغلاف، أوضحت: «نحن أمام غلاف يرتسم عليه وجه بلون أزرق وصور لأمكنة بلون أسود كأنها ظل لحكاية، واللوحة غالباً تمثل حدثاً بالقصة، أو توحي إلى تقاطعها مع النص، غلاف صممه الكاتب حسين المطوع بجهد جمالي، لوحة تعبيرية تجريدية تشي بوجه رجل وخلفه هذه الصور أو اللوحات التي لها دلالاتها الجمالية».
مصطلح السرد
أما الروائي مخلد بركات، فبدأ حديثه بسؤال: «نسمع كثيراً عن مفهوم أو مصطلح السرد الروائي أو القصصي، فما هو؟ ليجيب: السرد مفهوم يعبِّر عن طريقة عرض المحتوى أو النص اللغوي أو الشكل، وهنا نتكلم عن فن القصة القصيرة أو الرواية أو المسرحية. يوجد ترابط بين القصة والرواية، فمثلاً تعرف الرواية بأنها قصة طويلة، والقصة رواية قصيرة، وهناك تشابه في الأبنية والأنساق والخصائص، وأيضاً هناك اختلافات بين هذين الجنسين الأدبيين».
وذكر بركات أن السرد أيضاً منهجية خاصة تستخدم من أجل نقل الجنس الإبداعي إلى القراء والمتلقين عموماً، «السرد هنا بناء لغوي متابع ضمن أبنية وأنساق يهدف إلى إيصال حقيقة أو حدث ما إلى نقطة معينة، وانتزاع الحدث اللفظي الصرف من الزمن المُعاش المتعدد والمتراكب، ويسعى لتشكيل روابط منطقية مع الأحداث والقضايا الأخرى، ليشكل الحركة العامة للعالم، ويبقى على تراتبية خاصة بالوقائع».
أول رواية مسجلة
من جانبه، قدَّم الروائي حجي جابر لمحة عن الرواية الاريترية، وبهذا الصدد قال إن أول رواية اريترية مسجلة في فترة نهاية السبعينيات، كتبت باللغة العربية، وكتبتها مؤسس أول حركة سياسية تحررية في اريتريا، وبالتالي «هذا الربط بين الكتابة والنضال السياسي سوف يستمر معنا»، لافتاً إلى أن الحالة الاريترية الروائية لصيقة بالوضع السياسي.
وأضاف أنه يستطيع تقسيم المراحل الزمنية التي مرت بها الرواية الاريترية من دون أن يكون لهذا التصنيف الزمني أثر كبير على التجربة، لذلك يستطيع تقسيمها إلى ثلاث مراحل؛ أولاها مرحلة ما قبل الدولة، والتي بدأها محمد سعيد مؤسس حركة تحرير برواية «رحلة الشتاء»، وكانت رواية وحيدة، ومرت سنوات طويلة، وكتبت هذه الرواية كجزء من التثقيف السياسي. أما المرحلة الثانية، فكانت من خلال بواكير الدولة، وتحقيق الاستقلال، فكانت معظم الكتابات قصص قصيرة، حتى الأعمال التي سُميت روايات كانت بنفس القصة القصيرة.
وذكر جابر أن المرحلة الثالثة هي مرحلة ما بعد الاستقلال، ووصف هذه المرحلة بأنها ممتدة، والكُتاب ما زالوا يدورون بنفس الدائرة.