واجه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظا لنيل ترشيح الجمهوريين للانتخابات الرئاسية المقررة هذا العام، الانتقادات العديدة التي لقيتها تصريحاته بشأن حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بالسخرية والتسخيف، مؤكداً أن ما فعله خلال ولايته جعل التكتّل العسكري الغربي «قوياً».
ولم يكرّر ترامب الجزء الأكثر ضراوة من التصريحات التي أدلى بها السبت الماضي، حين قال إنه «سيشجّع» روسيا على مهاجمة أي دولة عضو في التحالف لا تفي بالتزاماتها المالية على صعيد النفقات العسكرية، وهي التصريحات التي أثارت غضباً عارماً في أوروبا وانتقادات شديدة داخل الولايات المتحدة.
وكتب ترامب، بالأحرف الكبيرة على شبكته «تروث سوشال»، «لقد جعلتُ حلف الأطلسي قوياً، وحتى الجمهوريون المزيّفون والديموقراطيون اليساريون المتطرّفون يعترفون بذلك». وأضاف: «عندما قلتُ للدول العشرين التي لم تدفع حصتها العادلة إنه يتعيّن عليها أن تدفع، وإلا فهي لن تستفيد من الحماية الأميركية، تدفّقت الأموال».
وخصص الملياردير الجمهوري جزءاً من منشوره لانتقاد إدارة خلفه الديموقراطي جو بايدن على المساعدات المالية الصخمة التي قدّمتها لأوكرانيا مقارنة ببقية أعضاء الحلف.
وقال: «نحن نساعد أوكرانيا بأكثر من 100 مليار دولار أكثر من ناتو»، مطالباً بقية الدول الأعضاء في الحلف بزيادة مساهماتها المالية لتحقيق «التعادل» مع ما تدفعه الولايات المتحدة. وأضاف: «إذا لم تفعل، فأميركا أولاً»، مكرراً شعار السياسة الخارجية التي طبعت ولايته (2017 - 2021).
وفي ألمانيا، أعاد المستشار أولاف شولتس التأكيد على الدفاع المشترك لـ «ناتو» بموجب البند الخامس من معاهدة الحلف، معتبراً أن أي إضعاف لهذا البند أمر «خطير» ولا يخدم إلا روسيا.
وقال شولتس في اجتماع مع رئيس الوزراء البولندي الجديد المؤيد لأوروبا دونالد توسك «لا ينبغي لأحد أن يعرّض أمن أوروبا للخطر».
من ناحيته، قال توسك: «لا يوجد سبب يمنع أكبر قوة اقتصادية وتكنولوجية في العالم، مثل الاتحاد الأوروبي، من أن تكون فعالة عندما يتعلق الأمر بالتسلح إذا كانت مهددة من قبل جار عدواني». مع ذلك، أضاف أن هناك حاجة إلى مزيد من التصميم لاستخدام ثروة أوروبا للأمن والدفاع.
وخلال زيارته الحالية للعاصمة القبرصية نيقوسيا، قال الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير إن تصريحات ترامب «غير مسؤولة»، مضيفا أنه خلال المعركة الانتخابية «تكون هناك بعض الأمور الاستفزازية، لكن حتى لو كان الأمر استفزازيا، فإن هذا لا يعني أننا ينبغي ألا نأخذه على محمل الجد».
وانتهت نتائج دراسة متخصصة إلى أن خطط الائتلاف الحاكم في ألمانيا الرامية إلى توسيع القدرات الدفاعية للبلاد تحظى بتأييد غالبية كبيرة من الألمان. وأظهرت نتائج الدراسة التي أجرتها شركة الاستشارات «بي دبليو سي» أن 68 بالمئة من الألمان يؤيدون هذا المشروع، كما أظهرت النتائج أيضا أن 63 بالمئة يرون أن استراتيجية «التحول الزمني» التي كان شولتس أعلن عنها في مارس 2022 بعد الحرب الروسية على أوكرانيا، لم تصل إلى الجيش الألماني بعد، وقالوا إن الاستثمارات اللازمة لهذا التحول ضرورية.
وكشفت النتائج أن 57 بالمئة من الألمان يؤيدون عزم الحكومة استثمار 2 بالمئة أو أكثر من إجمالي الناتج المحلي للبلاد في الدفاع، مقابل 31 بالمئة أبدوا تشككا حيال هذه الخطوة.
وفي أول انتقاد بريطاني علني لترامب، قال وزير الخارجية في حكومة المحافظين ديفيد كاميرون إن اقتراحه بألا تحمي الولايات المتحدة أعضاء الحلف «ليس نهجا عاقلا»، مضيفاً: «إن ناتو الذي أصبح أكثر قوة هذا العام بانضمام السويد وفنلندا، يساعد في جعلنا آمنين، وهذا مهم للغاية في هذا العالم».
وقال وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيغورنيه «كل دقيقة مهمة لإعداد الأوروبيين لاستيعاب صدمة السيناريو الذي وضعه ترامب».