رولا عبدالحميد تحلِّق مع السرد «في حضرة المحبوب»
عرفها عشاق القصيدة شاعرة مبدعة، تنتمي إلى جيل الشعراء السوريين الشباب الذين جنحوا إلى القصيدة الحدثية، فقد مالت رولا عبدالحميد إلى تشكيل قصيدها بلغة شفيفة وابتعدت عن المباشرة، وفي أحيان كثيرة لجأت إلى الرمزية، فابتعد إبداعها عن المألوف وحلقت بقصيدتها في فضاء الحداثة، لكنها فجأة قررت أن تضيف إلى رصيدها تجربة إبداعية جديدة، واحتفلت أخيرا بصدور أول رواية تحمل توقيعها «في حضرة المحبوب».
في حفل توقيع روايتها الأولى، أعربت الكاتبة السورية رولا عبدالحميد عن تجربتها الأدبية وأهمية الأدب والشعر في حياتها، وتحدثت عن رحلتها في كتابة الرواية بعد أن قدمت 11 مجموعة شعرية، لكنها تعتبر الرواية تحديا جديدا بالنسبة لها، حيث إنها كانت تشعر بالألم الإنساني في مجتمع معين وزمان محدد، وكان الشعر يعكس هذا الألم في حياتها، لذا قررت أن تعبر عن هذا الألم أيضا من خلال كتابة الرواية.
وتقول رولا عبدالحميد: «هذه هي تجربتي الأولى في كتابة الرواية بعد صدور إحدى عشرة مجموعة شعرية لي كانت أحد عشر كوكبا تسبح في فلكي، وربما الرواية كانت الكوكب الذي أخذني إليه أخذا جميلا، فقد دعتني روحي لكتابة الرواية كما كانت تدعوني لكتابة الشعر حين كانت تشعر بألم إنساني في مكان ما وزمان ما، فالألم خبز حروفي في الشعر وفي الرواية».
أثناء كتابتها، عاشت رولا مع شخصيات الرواية، وتألمت معهم وفرحت بأفراحهم، وحزنت لأحزان بعض الشخصيات وشعرت بالحنين إليهم بعد الانتهاء من الرواية. بالفعل، أصبحت شخصيات الرواية عائلتها الثانية، وعاشت معهم في عالمهم المختلف.
وتعلقت رولا بالكتابة الروائية بشكل مختلف عن الشعر، حيث تسمح لها بخلق عالم جديد وخلق شخصيات وأحداث. ومع ذلك، لم تتخلَ عن هوايتها الشعرية في أثناء كتابة أولى تجاربها السردية، حيث استخدمت الشعر في بعض جوانب الرواية.
يمكن القول إن رولا عبدالحميد تعتبر روايتها الأولى تحديا جديدا في مسيرتها الأدبية، حيث تنتقل من كتابة الشعر إلى صناعة عالم روائي خاص بها. تؤمن بقوة الأدب والشعر في خلق واقع جديد وإثارة التساؤلات والغموض، وترى أن القارئ هو المؤلف الحقيقي للرواية، حيث يعطي للنص الحياة والمعنى.
في هذا الصدد، تقول الكاتب السورية: «الشعر، والأدب عموما في أبسط تعريفاته تحويل الواقعي واليومي إلى متخيَّل، وبالتالي جميل أن ينطوي هذا الحلم وهذا المتخيَّل على غموض شفيف لطيف، وهناك ما يُسمى بجمالية الفراغ أو ما يسميه إيسبر (الشاغر) الذي يمارس فيه القارئ لعبة احتمال المعنى، واليوم أضع روايتي بين أيادي قرائي الأعزاء، وأترك لهم متعة الإبداع في قراءتها، فقد انتهيت من تأليفها لتنتقل إليهم ويصيروا هم المؤلفين الجدد لها».