يستهل منتخب البرتغال مشواره في المونديال اليوم بلقاء نظيره منتخب غانا ضمن الجولة الاولى من المجموعة الثامنة في الدور الاول «المجموعات».
وبعدما كان مركز الثقل أينما حل، بات رونالدو يشكل عبئاً حتى على المنتخب الوطني بعد الهجوم الذي شنه على فريقه مانشستر يونايتد الإنكليزي ومدربه الهولندي إريك تن هاغ، ما يجعل البرتغال مثقلة بهمه.
وبالنسبة للاعب بحجم رونالدو الذي كان صورة المنتخب لقرابة عقدين من الزمن بمبارياته الـ191 وأهدافه الـ117 (رقم قياسي دولي)، أن تخوض بطولة بحجم كأس العالم وكثيرون يتحدثون عن ضرورة ألا يشركه المدرب فرناندو سانتوش أساسياً كي لا يؤثر على أداء المنتخب، فهذا مؤشر كبير جداً على حجم المشكلة التي أوقع نفسه فيها أفضل لاعب في العالم خمس مرات.
ووصل الأمر بصحيفة «آ بولا» البرتغالية الى الخروج بعنوان «القليل من رونالدو، المزيد من البرتغال»، رغبة منها بأن يكون التركيز على المنتخب الوطني الباحث عن محاولة الانضمام الى العمالقة، والفوز بلقبه العالمي الأول، ليضيفه الى تتويجه القاري الأول والوحيد عام 2016 في كأس أوروبا.
سيلفا: نحن جاهزون
وحاول لاعبو البرتغال تخفيف وطأة مشكلة رونالدو، وبينهم نجم مانشستر سيتي الإنكليزي برناردو سيلفا الذي قال إن الأجواء «ممتازة».
وانهالت الأسئلة على سيلفا بشأن رونالدو، مؤكداً أن زميله مركز ومتحفز. وقال سيلفا: الأخبار الآتية من إنكلترا لا شأن لها بالمنتخب الوطني. كما لا تعنيني أنا شخصياً، وبالتالي لن أقوم بالتعليق عليها.
وشدد على أنها «مسألة تتعلق به (رونالدو) ويتعين عليه حلها بشكل فردي مع الشخص المناسب»، مضيفاً «أرى رونالدو متحمساً ومركزاً، مثل أي شخص آخر، وهو لاعب آخر هنا لمساعدة بلدنا والمنتخب الوطني».
وتألق منتخب البرتغال في فوزه الودي التحضيري الأخير على نيجيريا 4-1 بغياب رونالدو.
ورأى سيلفا أنه من الطبيعي أن يعمل الفريق بشكل جيد من دون رونالدو، مضيفاً «من الواضح أنه جزء من الفريق، لكن عندما لا يكون موجوداً نعرف كيف نرد. عندما لا يكون هناك، نستجيب بشكل جيد. نحن جاهزون».
واعتبر أن «هناك 26 (لاعباً) منا، ولا يهم ما إذا كان شخص أو آخر (يلعب)».
مجموعة مفتوحة
ويخوض رونالدو مشاركته الخامسة في كأس العالم التي يفتتحها أبطال أوروبا 2016 ضد غانا اليوم.
وبدا ابن الـ37 عاماً ظاهرياً غير متأثر بالجدل الذي تسبب به، مطمئناً «الجو العام ممتاز. اللاعب التالي الذي يأتي إلى هنا، ليس عليكم أن تسألوه عن ذلك، لا تتحدثوا عني، ليس عليكم التحدث عن كريستيانو رونالدو. ساعدوهم واسألوهم عن كأس العالم».
وفي مجموعة مفتوحة يصعب التكهن بنتائجها، سيحاول رونالدو ان يصبح أول لاعب يحرز هدفاً على الاقل في خمس نسخ مختلفة لكأس العالم (من 2006 إلى 2022)، ليتفوق على أسماء عظيمة أمثال الاسطورة البرازيلية بيليه والالمانيين ميروسلاف كلوزه وأوفه زيلر.
ولكن مثل نجمه، يبدو المنتخب البرتغالي في تراجع، لكن سانتوش لا يفتقر الى المواهب، إذ تضم كتيبته وجوهاً بارزة أمثال جواو فيليكس، ورافايل لياو، وبرونو فرنانديش، وجواو كانسيلو، وروبن دياش، وبرناردو سيلفا وغيرهم.
لكنه الآن أمام تحدي تجديد أسلوب فريق بُني بالكامل حول رونالدو المرشح للمشاركة أساسياً ضد غانا في تكرار لدور المجموعات عام 2014 حين فاز «سيليساو» أوروبا 2-1 بفضل هدف «سي آر 7» بالذات
ثقة غانا
من جانب آخر، يبدو المنتخب الغاني على ثقة بقدرته على تخطى الصعاب وعبور دور المجموعات.
وأكد أوتو ادو المدير الفني لمنتخب غانا أنه يضع نصب عينيه التأهل للأدوار الإقصائية لكأس العالم للمرة الأولى منذ 12 عاما.
وبلغ منتخب غانا دور الثمانية في مونديال 2010 في أفضل إنجاز له، وأشار ادو إلى أن فريقه يستطيع تكرار هذا الإنجاز وربما تخطيه، ليصبح أول منتخب إفريقي يبلغ المربع الذهبي.
وقال ادو قبل مواجهة البرتغال «نأمل بلوغ دور الستة عشر، لدينا فريق جيد وبإمكانه الفوز على أي فريق بالمجموعة».
وتضم المجموعة الثامنة أيضا منتخب كوريا الجنوبية، وكذلك منتخب أوروغواي الذي أطاح بغانا بسيناريو مثير للجدل من دور الثمانية في مونديال جنوب إفريقيا 2010.
ويعول منتخب غانا الذي فشل في بلوغ مونديال روسيا 2018، على عدد من اللاعبين المولودين خارج غانا، مثل إيناكي ويليامز المولود في بيلباو.
وقال ادو المولود في هامبورغ «لدينا الكثير من الأفراد الجدد، أيضا بسبب أنهم غيروا جنسيتهم، لذا من المهم أن ننضج سويا كفريق وأن يعرف اللاعبون أفكاري».
سانتوس: نركز مع المنتخب فقط
أكد مدرب منتخب البرتغال الأول لكرة القدم، فرناندو سانتوس، أن الفريق لا يتناول داخل المعسكر مسألة فسخ مانشستر يونايتد لعقد كريستيانو رونالدو، مضيفا أن النجم البرتغالي لا يعلق حتى على القضية.
وصرح سانتوس، خلال مؤتمر صحافي عشية مواجهة غانا بمونديال قطر 2022 «لم نتحدث عن تلك المسألة داخل المجموعة، ولا حتى هو. الأهم أن اللاعبين يركزون فيما ينبغي عليهم القيام به، وعن أهدافهم».
وتابع: «ما نرغب فيه أن يستمتع البرتغاليون، وهذا هو هدفنا. البقية أمور ثانوية، نركز مع المنتخب فقط».
وكان رونالدو قد صرح بأنه «حان الوقت المناسب للبحث عن تحدّ جديد». وأوضح: «أنا أحب مانشستر يونايتد، وأحب الجماهير، وهذا لن يتغير أبدًا. ومع ذلك، إنه الوقت المناسب للبحث عن تحدّ جديد. أتمنى للفريق الأفضل لبقية الموسم وفي المستقبل».
وبذلك تنتهي عودة كريستيانو إلى أولد ترافورد، المكان الذي دفعه إلى النجومية، حيث فاز للمرة الأولى ب «الكرة الذهبية»، بعد 6 سنوات (2003/ 2009) في المرحلة الأولى له بالنادي الإنكليزي.
برونو فرنانديز من مدافع إلى صانع ألعاب
تحوَّل برونو فرنانديز من مدافع نحيف وناشئ في ضواحي بورتو إلى صانع ألعاب منتخب البرتغال وقائد مانشستر يونايتد الإنكليزي.
بمساعدة من صديقه لوسيو، أجرى فرنانديز اختباراً مع الفريق المحلي المتواضع لمدينة ساو ماميدي دي إنفيستا، الذي تجد منشآته القديمة نفسها محصورة بين الضواحي وتقاطع الطريق السريع.
وفيما لم يكن يملك والداه القدرة على تأمين مواصلاته، تمكن نادي إف سي إنفيستا من اصطحابه إلى التدريبات. في الثامنة من عمره، تمتع برونو بموهبة كبيرة، لدرجة أن المدرب قرر تخصيص جلسة فردية له كل أسبوع.
انضم الشاب «المعجزة» إلى فريق تابع لبورتو، أي دي أر باستيليرا، حيث أمضى عدة مواسم. تسلم المدرب أنتونيو ريبيرو، فرنانديز، وهو يبلغ 15 عاماً.
وفي سن السابعة عشرة، عاد فرنانديش إلى بوافيستا، حيث رُقّي إلى فئة عمرية واحدة، بناءً على طلب مدربه في ذاك الوقت، جواكيم سيلفا.
حينما كان موسم 2011/ 2012 يقترب من نهايته، كان فرنانديز على وشك الانضمام إلى الفريق الأول في بوافيستا، لكن النادي عانى حينها قضية فساد هزت كرة القدم البرتغالية بأكملها، حيث تم تنزيل النادي إلى الدرجة الثالثة.
انتقل فرنانديز إلى نوفارا، فريق من الدرجة الثانية في إيطاليا، مقابل 40 ألف يورو، لكن مسار العقبات لم ينتهِ هنا. أكمل تكوينه هناك قبل صعوده السلم.
بعد أودينيزي وسمبدوريا، عاد إلى البرتغال ليُبدع في سبورتينغ، ثم وصل إلى «مسرح الأحلام» بمانشستر يونايتد في يناير 2020.
لياو يحمل آمال «سيليساو أوروبا»
يخوض رافايل لياو مونديال قطر وعالم كرة القدم تحت قدميه، إذ تشخص عيناه إلى كأس العالم، حيث يبدو أحد أبرز النجوم الصاعدين في أوروبا مستعدا لارتداء عباءة مواطنه كريستيانو رونالدو مع أفول نجمه مع منتخب البرتغال.
تطور لياو، ابن الـ23 عاما، من لاعب شاب موهوب مع أداء غير مستقر إلى جناح متألق وعامل أساسي في الفوز، ليساهم الموسم الماضي في تتويج ميلان بلقب الدوري الإيطالي.
وساعدت أهداف لياو (7) وتمريراته الحاسمة (10) في جميع المسابقات هذا الموسم، على إعادة «روسونيري» إلى دائرة الصراع في سعيه للاحتفاظ بلقب «سكوديتو» وبلوغ دور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا وذلك للمرة الأولى منذ 9 أعوام، وتحديدا منذ عام 2014.
تحركات سريعة
ويتميز لياو بتحركاته السريعة وبتوازنه داخل المستطيل الأخضر، في حين صقل موهبته بإشراف المدرب ستيفانو بيولي ليتحول إلى ممرر حاسم وهداف ويصبح قبلة أنظار عشاق الكرة المستديرة في كل مرة يشارك فيها بقميص نادي مدينة ميلانو.
ومن بعض النواحي، تعكس مسيرته صورة طبق الأصل عن السنوات الأولى لمواطنه المخضرم رونالدو (37 عاماً)، والذي انتهى الثلاثاء مشواره مع مانشستر يونايتد الإنكليزي ويمر بمرحلة تراجع سريع إن كان من ناحية الأداء أو مكانته في كرة القدم العالمية، ليعتبر البعض أن «سي آر 7» وصل إلى نهاية مسيرته الكروية في الملاعب.
واعتبر المدرب السابق لفريق الشباب في سبورتينغ تياغو فرنانديش عام 2019 أن لياو كان أفضل لاعب في تاريخ أكاديمية النادي، لا بل أفضل من رونالدو كلاعب شاب.
وعن هذه الحقبة يقول لياو في مارس: «أردت أن أظهر للجميع من أنا، حتى لو لم أكن هدافا حقيقيا، مثل مبابي أو رونالدو، وهذان هما المهاجمان اللذان أدرسهما على يوتيوب، وهما مصدر إلهامي. أريد أن أصل إلى مستواهما».
دجيكو جاهز لإيقاف كريستيانو
تحدث الغاني ألكسندر دجيكو، المولود في مونبلييه، عن سعادته «بجعل والدي فخورا» باختياري الدفاع عن ألوان النجوم السوداء، وأكد جاهزيته لخوض تحدي المونديال.
المدافع الأيسر لنادي ستراسبورغ، والبالغ 28 عاما، لا يصدق أنه سيبدأ مشاركته الأولى في نهائيات كأس العالم مع غانا في مواجهة البرتغال ونجمها كريستيانو رونالدو اليوم.
• ستلعب أول كأس عالم في مسيرتك الاحترافية؟
إنه شعور لا يصدق! عندما أقصينا نيجيريا، قلت لعائلتي أنا لن أصدق أنني سأشارك في كأس العالم طالما أنني لست موجودا هناك، إنه شيء عظيم، نحن واعون بذلك، لكن طالما لم ألعب بعد المباراة الأولى، فأنا لا أريد أن أصدق ذلك.
• بإمكانك اكتشاف البطولة العالمية من خلال مواجهة ثنائية ضد كريستيانو رونالدو، هل هذا مرهق؟
لكن كل المدافعين يأملون مواجهة أفضل اللاعبين في العالم! هذا جيد، أنا سعيد. إنه تحدٍ أن أشاهد مثل هذا اللاعب القوي، وأنا أحب التحديات.
• المباراة الأخيرة في دور المجموعات ستكون ضد الأوروغواي، وقد تكون حاسمة من أجل التأهل. هل ستكون ثأرية من «السيليستي» ونجمها لويس سواريز بلمسة يده الشهيرة؟
لقد تم إخباري بذلك بالفعل، بعد القرعة، بدأت في قراءة تعليقات من قبيل دجيكو، ضد سواريز، عليك أن تظهر له أن ما فعله ليس جيدا. إنه اللعب، هذا مضحك، وسنفكر فيه بالضرورة.
• ما هو شعورك بالدفاع عن ألوان «النجوم السوداء»؟
أنا سعيد جدا بجعل والدي فخورا، خصوصا أنه غاني، وبالتأكيد عائلته. أنا سعيد باللعب من أجل جذوري، بلدي. الآن هم (عائلته) يجتمعون جميعا لمشاهدة مباريات الاختيار. غالبا ما يذهب معي الى هناك (غانا).