هل يحق لمراجع الشيعة عزل «الولي الفقيه»؟
إذا كان الحرس الثوري الإيراني لا يميز بين الصاروخ القادم والطائرة المدنية، فيختلط عليه الأمر، ويطلق نيرانه ويسقط الطائرة ويقتل الركاب المتجهين بأمان إلى أوروبا وكندا، فلا عجب ألا يفرق كذلك بين حق الشعب في التعبير بالتظاهر السلمي، وبين إعلان الحرب على الدولة والنظام القائم، وأن تحول قوات الحرس مدن كردستان الإيرانية في «مهاباد» و«سقز»، إلى ميدان معركة دامية وجبهة قتال، وأن يغرق شوارع وحارات المدينة بالرصاص الحي القاتل بلا رحمة!
فهذا الجهاز الأمني «الثوري»، كما يعتبر نفسه، والغارق منذ أكثر من أربعة عقود في سلب الإيرانيين حق التعبير الحر عن إرادتهم الوطنية، يحاول «عسكرة» الصراع مع المتظاهرين السلميين، وإجبار المدنيين على اللجواء للعنف والقتال كي تسهل تصفيتهم بالمدرعات والدبابات في وقت قصير، و«إعادة الهدوء» إلى البلاد، ويقال إن أحد زعمائهم «قاسم سليماني»، كان يسخر من صبر العراقيين وتحملهم للمظاهرات السلمية، ويقول علناً: «لو كانت هذه المظاهرات في إيران لتم القضاء على الحركة في يوم أو بعض يوم، معتبراً هذه التصفية والمذبحة لوناً من البطولة والحسم، ويتساءل العالم كله: ألا تخجل السلطة الإيرانية من فتح النار على شعبها رجالا ونساء، في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين؟ وأن تقتل بلا رحمة المتظاهرين السلميين الذين لا يحملون أي سلاح؟
وإذا كانت إيران تعامل مواطنيها بالنار والقنابل والرشاشات، وهم لا يحملون إلا هواتفهم النقالة ومحافظهم، فكيف سترد على من يستخدم معهم خارح إيران ذات يوم، المزيد من العنف والاحتقار؟ ثم أين ما يطنطن به نظام ولاية الفقيه من دفاعه عن «الثقافة الشيعية: وحمايته للمعارضة؟ أين ثقافة «هيهات منا الذلة»، ودعوة المنابر الشيعية إلى «عدم إطاعة الحاكم الظالم»؟ بل أين اعتراض رجال الدين الشيعة داخل وخارج إيران؟ هل تمثل هذه السياسة القمعية الإسلام والتشيع الصحيح؟ هل يجوز قتل البلوش والكرد وغيرهم، بهذه الأسلحة، وقتلهم بالعشرات وإصابتهم يالمئات لحماية «الجمهورية الإسلامية» المبنية على كل هذه الجماجم؟
فلماذا تهاجم إذاً إيران القوات الإسرائيلية وهي لا تفعل بمعارضيها ما يفعله حرس إيران الثوري بالكرد والبلوش، والمعارضين من الرجال والنساء والطلاب؟
إن «الجمهورية الإسلامية» على مفترق طرق، وقد يتحسر حكامها قريبا، على هذه الفرصة الضائعة وهذه الأيام ! لا بد أن يرتفع صوت من داخل النظام والوسط الشيعي أو الإسلامي العام لإنقاذ إيران من حرب أهلية مدمرة، ألا تكفي أربعون سنة انفراداً بالحكم وبمليارات النفط، وضياع مستقبل ثمانين مليون إيراني، و«فوقهم» الكثير من اللبنانيين والعراقيين وغيرهم؟
فهذا الجهاز الأمني «الثوري»، كما يعتبر نفسه، والغارق منذ أكثر من أربعة عقود في سلب الإيرانيين حق التعبير الحر عن إرادتهم الوطنية، يحاول «عسكرة» الصراع مع المتظاهرين السلميين، وإجبار المدنيين على اللجواء للعنف والقتال كي تسهل تصفيتهم بالمدرعات والدبابات في وقت قصير، و«إعادة الهدوء» إلى البلاد، ويقال إن أحد زعمائهم «قاسم سليماني»، كان يسخر من صبر العراقيين وتحملهم للمظاهرات السلمية، ويقول علناً: «لو كانت هذه المظاهرات في إيران لتم القضاء على الحركة في يوم أو بعض يوم، معتبراً هذه التصفية والمذبحة لوناً من البطولة والحسم، ويتساءل العالم كله: ألا تخجل السلطة الإيرانية من فتح النار على شعبها رجالا ونساء، في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين؟ وأن تقتل بلا رحمة المتظاهرين السلميين الذين لا يحملون أي سلاح؟
وإذا كانت إيران تعامل مواطنيها بالنار والقنابل والرشاشات، وهم لا يحملون إلا هواتفهم النقالة ومحافظهم، فكيف سترد على من يستخدم معهم خارح إيران ذات يوم، المزيد من العنف والاحتقار؟ ثم أين ما يطنطن به نظام ولاية الفقيه من دفاعه عن «الثقافة الشيعية: وحمايته للمعارضة؟ أين ثقافة «هيهات منا الذلة»، ودعوة المنابر الشيعية إلى «عدم إطاعة الحاكم الظالم»؟ بل أين اعتراض رجال الدين الشيعة داخل وخارج إيران؟ هل تمثل هذه السياسة القمعية الإسلام والتشيع الصحيح؟ هل يجوز قتل البلوش والكرد وغيرهم، بهذه الأسلحة، وقتلهم بالعشرات وإصابتهم يالمئات لحماية «الجمهورية الإسلامية» المبنية على كل هذه الجماجم؟
فلماذا تهاجم إذاً إيران القوات الإسرائيلية وهي لا تفعل بمعارضيها ما يفعله حرس إيران الثوري بالكرد والبلوش، والمعارضين من الرجال والنساء والطلاب؟
إن «الجمهورية الإسلامية» على مفترق طرق، وقد يتحسر حكامها قريبا، على هذه الفرصة الضائعة وهذه الأيام ! لا بد أن يرتفع صوت من داخل النظام والوسط الشيعي أو الإسلامي العام لإنقاذ إيران من حرب أهلية مدمرة، ألا تكفي أربعون سنة انفراداً بالحكم وبمليارات النفط، وضياع مستقبل ثمانين مليون إيراني، و«فوقهم» الكثير من اللبنانيين والعراقيين وغيرهم؟