أكد الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجسار أن المساجد التراثية جزء لا يتجزأ من العمارة التاريخية التي تُعد مرآة للمجتمع والهوية الكويتية لذا وجب الحفاظ على جميع الطبقات المعمارية في المراحل التاريخية كافة لاسيما المساجد الطينية القديمة منها.
وقال الجسار في كلمة له عقب محاضرة «مراحل التطوير المعماري في تاريخ مساجد الكويت» ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ29 المستمرة حتى 22 فبراير الجاري إن الاهتمام بالمساجد التراثية يأتي باعتبارها جزءاً من الهوية والعمارة التراثية بالكويت.
وأضاف أن المجلس وضع ضمن أولوياته الحفاظ على الهوية المعمارية والمساجد التراثية أحد مكوناتها فالهوية المعمارية والهوية الوطنية الكويتية وجهان لعملة واحدة، مؤكداً استمرار المجلس في هذا النهج عبر البرامج والخطط التي يسعى لتحقيقها خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح أن الحفاظ على المساجد التراثية لا يعني الحفاظ على المبنى ومكوناته فقط بل يعني أيضاً «الحفاظ على مفاهيم كيفية تعامل الإنسان مع عقيدته في السابق».
وقال «لقد بدأنا نفتقد طابع المساجد التراثية الذي ابتكره الآباء والأجداد إذ كانت تتصف بالبساطة والأريحية في المكان وبمرور الأيام ومع طغيان الحداثة وملامحها على العمارة قد تختفي هذه المساجد ما يعني اختفاء جزء رئيس من العمارة الإسلامية في البلاد».
وثمّن الجسار جهود وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية في الحفاظ على المساجد التراثية، مبيناً أن هناك تعاون مثمر وبناء بين الوزارة والمجلس في هذا الشأن عبر لجنة مشتركة مسؤوليتها الرئيسة الحفاظ على المساجد التراثية، معرباً عن أمله أن تتوسع أعمال هذه اللجنة في المستقبل بما يسهم في الحفاظ على المساجد التراثية.
وذكر أن الحفاظ على التراث المعماري يحتاج بالضرورة إلى الرجوع للاختصاصيين فهو علم قائم بذاته ولدى المجلس الوطني للثقافة طاقات شبابية اختصاصية واعدة ومتميزة في هذا المجال.