لم تكن مجرّد ليلة غنائية كأي ليلة، بل تعمدت أصالة، من خلال إطلالتها الساحرة بفستان أحمر مزخرف بالورد وإحساسها المفعم بالحب، بثّ طاقة مشاعر كبيرة إلى جمهورها وإلى زوجها الشاعر والمخرج فائق حسن، الذي أهدت له واحدة من أغنايتها العاطفية بعنوان «سواها قلبي»، وكعادتها أصالة وبحضورها الطاغي على خشبة المسرح، أهدت الكويت أغنية وطنية بعنوان «لا طريت اسم الكويت»، ثم انطلقت في تقديم مجموعة متنوعة من أغنياتها بلهجات مختلفة، لتمتع جمهورها بكل اللهجات، ومنها أغنيات «اشتقت لك، يا مجنون، حضرة الموقف، فوق، كيفوكم، يلطف بحالي، عقوبة، عالمايا علمايا، غلبان، ذاك الغبي»، ومن أغنايتها الجديدة «صندوق، أعراض الغياب، لحقت نفسي».
وكانت المفاجأة التي أبهرت الجمهور وزادت اشتعالهم اشتعالا عودة المطرب أحمد سعد في بدلة كلاسيكية سوداء إلى خشبة المسرح، بعد أن قدّم وصلته الغنائية بمطلع الحفل، ولكن في هذه المرة يعود ليقدم مع الصوت الماسي أصالة «ديو» غنائيا يجمعهما لأول مرة في مسيرتهما الفنية، لتكون الكويت أول من استضاف تلك الأغنية التي قالت عنها أصالة إنها صنعت خصيصا من أجل ليلة عيد الحب والأعياد الوطنية بدولة الكويت ومن أجل جمهور الكويت، وجاءت الأغنية بعنوان «سبب فرحتي»، التي جاءت سببا لفرحة جمهور الحفل والمشاهدين بالوطن العربي عبر شاشات «روتانا» وتلفزيون الكويت، التي بثّت الحفل على الهواء مباشرة.
وفي وصلته الغنائية المنفردة، افتتح المطرب أحمد سعد حفل أمس الأول بمجموعة من أغنياته الشهيرة التي تتميز بالإيقاع السريع، لكنّه حرص على تقديم أغنيات رومانسية وأخرى حزينة على سبيل التنوع، لكن تفاعله مع الجمهور على المسرح وشعبيته الكبيرة لدى الجمهور الكويتي أشعلت المسرح وجعلت القلوب ترقص على أوتار نغماته الراقصة وأغنياته المبهجة والمفرحة، كما تفاعل الجمهور مع كلماته الرومانسية، إذ يتمتع سعد بصوت وإحساس وشجن وقوة أداء تجعله نموذجا غنائيا فريدا على الساحة الفنية في السنوات الاخيرة، ومن أغنياته أمس «وسع، اختياراتي، فرحة العيد، إيه اليوم الحلو ده، الملوك، سايرينا، بحبك يا صاحبي، يا ليالي، يا طبيب، عليكي عيون، مكلش مكان».
إهداء «صندوق»
وقبل انطلاق الحفل، تحدث كل من أصالة وأحمد سعد في مؤتمر صحافي، فقالت أصالة: «متحمسة جدا لغناء أغنياتي الجديدة لأول مرة أمام الجمهور، وأترقّب أن أرى رد فعل الجمهور الكويتي المتذوق للفنون، وعلى وجه التحديد أغنية «صندوق»، التي أتشوق لتلقّي تفاعل الجمهور معها، حتى أني حلمت أن الجمهور يردد معي مقاطع الأغنية، وكالعادة أحلم بأغنياتي، لأن حياتي هي الغناء الذي ارتبط به طوال عمري، وأعتبره هو كياني وذاتي وكل شيء في دنيتي».
وأكدت أصالة أنها تبحث دائما عن الأغنية التي تمثّل ضربة قوية أو شرارة انطلاق هائلة، ولا تزال تبحث عن الأغنية التي تحقق هذه الأصداء في الكويت، ليرددها جميع الناس ويتعلقون بها وتحقق انتشارا وجماهيرية هائلة، موضحة أن ألبوم «لقيت نفسي» يلمسها ومثلها كثيرا، لأنها فقط في السنوات الأخيرة تعرفت على نفسها ووجدتها مع زواجها الأخير، والذي تعتبره الأول والحقيقي مع الفنان فايق حسن، مضيفة أنها أصبحت أكثر جرأة وقوة في اختياراتها، وهو ما ظهر بوضوح في انتقاء أغنياتها بألبومها الأخير وقبل الأخير، مضيفة: «كما لقى الألبوم أصداء رائعة في سورية، وهو ما أسعدني كثيرا، لأني اشتقت إلى جمهوري السوري وأهل بلدي كما اشتاقوا لي، ولذلك فإن أغنية صندوق كانت إهدائي لهم».
وفي لقاء سعد بوسائل الإعلام، قال إن يشعر بفخر كبير للمشاركة في مهرجان حفلات فبراير الكويت، وأن تلك الخطوة تؤكد وتثبت نجاحه، لأن هذا المهرجان استضاف وتغنى خلاله أهم الأصوات في الوطن العربي والخليج، ولذلك فإن حضوره إلى جانبهم يمثّل نجاحا جديدا في حياته، رغم أنها ليست أول حفل له بالكويت، إلا أن احتفالات الأعياد الوطنية بما لها من طابع تاريخي عريق وشعور وطني كبير وجماهيرية على مستوى الخليج تختلف عن أي حفل آخر خارج هذا الشهر، متمنيا أن تعيش الكويت ويستمر رخاؤها ورقيّها وريادتها في المنطقة والوطن العربي.