المجتمع المدرسي مرتبط ارتباطاً مباشراً بالمجتمع خارج المدرسة، ويقال في علوم التربية لا تستطيع المدرسة العمل إلا بتعاون المجتمع المحلي المحيط بالمدرسة أو ما يسمى في علوم التربية بالمشاركة المجتمعية، والمشاركة المجتمعية الآن أصبحت ضرورة ملحة في المجال الاقتصادي نظراً للتوسع في بناء المدارس أو افتقارها لبعض التجهيزات، أو المشاركة في تجهيز بيئة المدرسة للعمل بشكل أفضل، هذا من جانب أما من جانب آخر فتحتاج المدرسة إلى التعاون من المجتمع والأسرة لخلق بيئة عمل مناسبة وذلك بتعاون ولي الأمر في توجيه الطالب وضبط سلوكه بما يتناسب مع البيئة التربوية داخل أسوار المدرسة، وتحتاج المدرسة إلى تعاون المجتمع من خلال خلق رأي عام يدعم ويحترم المعلم والإدارة المدرسية مقدراً دورهم في تربية الأبناء وتعليمهم، وذلك لن يكون إلا بإيمان المجتمع برسالة المدرسة ورجالها من التربويين والإداريين.
الإدارة المدرسية في الغالب تمتاز بالحكمة والصبر ورصيد كاف من فهم اللوائح والقانون وتطبيقهما، وتكون متدرجة في التعامل مع أي حالات تجنح عن المسار المعمول به داخل البيئة المدرسية، وتحقق في أي خلاف ينشأ بين المعلم والطالب بما يضمن حق الطالب في توفير معلم تربوي ومهني، وتراقب المقصر وتحاسبه وتكافئ المنتظم والمطور من نفسه والمنظومة التعليمية.
وعندما ينشأ سلوك مخالف من الطالب تبدأ بالتعامل معه بطرق مختلفة تبدأ بالاستدعاء والتقصي والتوضيح والنصح، وفي حالة الفشل تبدأ باستدعاء ولي الأمر لتشرح له ما وصل اليه الطالب، وهنا الإدارة ليست في حالة خصام أو استعداء مع الطالب بل تقوم بدورها في التوجيه والإرشاد ومشاركة ولي الأمر لتحقيق الانضباط والتقويم لتسير العملية التعليمية في يسر ولتحقق الرسالة وفق الضوابط المعمول بها.
نجاح الإدارة المدرسية يتمثل بمدير ناجح وإداري وحازم، وهناك فرق بين الحزم والشدة، فالحزم يعني القوة مع التعاون وتطبيق اللوائح في هدوء، وعلى مدير المدرسة أن يحرص على تطبيق اللوائح على الجميع دون استثناء، والتعامل الفوري مع أي مشكلة أو حدث بطرق تربوية مميزة.
الإدارة المدرسية تتمتع بمرونة وتعاون كبير مع المجتمع والأسرة وتتحمل الكثير من الأعباء والأدوار الجسام، وتقدير المجتمع لهذه الرسالة يستوجب التغافل عن الزلات إن وجدت، لأنها تتعامل مع أعداد كبيرة وفي مراحل عمرية مختلفة لها طبيعتها التي قد تكون مزعجة وخاصة في المرحلة الثانوية، والجميع يعرف من علم نفس النمو أن المرحلة الثانوية حساسة، والطالب في حالة إثبات ذات ويحتاج إلى رعاية بطرق مختلفة تتطلب تعاون الأسرة مع الأسرة المدرسية، وإلا سيعاني المجتمع كله إن لم يقدر دور المدرسة ورسالتها.