لماذا الكويت محط الأنظار دائماً؟ ولماذا يصبح أي حدث في هذا الوطن محط رصد الدول الأخرى؟ ولماذا هناك من يتابع باهتمام شؤوننا الداخلية؟ ولماذا يعمل بعضهم جاهدين ليكون لديهم أذناب في الداخل؟ ولماذا يقاتلون لإثارة الشائعات والفتن عبر ذبابهم؟ ولماذا يعملون على تحريك أدواتهم لخلط الأوراق؟ ولماذا الكويت أمام أعينهم ورصدهم؟ ولماذا ديموقراطيتنا تشكل لهم خطورة وحساسية دائمة؟
كل هذه الأسئلة لديها إجابة تعود إلى سنوات الماضي منذ النشأة والاستقلال وصولاً إلى الدستور والديموقراطية التي سبقت العديد من دول المنطقة، وخطفت الأنظار في الحريات التي يتنفسها الشعب الكويتي في حين هناك من يختنق لحجب التعبير عن رأيه أو إبداء موقف بسيط في حين تصدح أصوات الكويتيين في الإصلاح ومعالجة الخلل والتصدي للفساد سواء عبر البرلمان أو الإعلام وغيره، فضلاً عما كانت تشهده من تفوق كبير في الفن والرياضة والمسرح والتعليم وغيرها الكثير، وهناك من لا يملك الدفتر والقلم نظراً للظروف الصعبة التي كانوا يعيشونها، ولكن رغم أن هناك من كانوا في آخر الركب أصبحوا اليوم في المقدمة، وما زلنا نحن مكانك راوح، وما زالت أنظارهم على هذا الوطن ولا يزالون يراقبونه من بعيد وقريب، وينشغلون بأحداثه المختلفة لأنه لا يزال قلب الديموقراطية والدبلوماسية والمواقف السياسية التي تسجل سبقاً دائماً يطغى على كل شيء.
إنها كويت الإنسانية والحريات والديموقراطية والتعايش، فللشعب الكويتي سجل حافل من المواقف البطولية في العديد من القضايا المحلية والعالمية والالتفاف دائماً خلف قيادته السياسية والتعاضد وتفويت الفرصة على كل من يسعى إلى شق وحدته وصفه، وهذا ما يشكل مأزقاً أمام الحاسدين والحاقدين الذين فشلت كل محاولاتهم لبث سموم الفتن وغيرها من الطرق الملتوية لإثارة الأحداث.
وهذا الوطن سيبقى شامخاً وصامداً ومستمراً في العطاء وحبه للسخاء ومساعدة المحتاجين والفقراء ونصرة المظلومين وترميم أي شرخ تتعرض له الدول الصديقة والشقيقة، ولملمة جراحهم وإعادتهم إلى الطريق الصواب، والأرشيف مليء بالمواقف المشرفة، والذاكرة لن تنسى مساعي هذا البلد الكريم في العديد من الأحداث.آخر السطر:
ستبقى الكويت وطناً للجميع وعلاجاً لجراح الآخرين وشفاءً لمعاناة الأبرياء والمحتاجين.