سننتصر حتماً
لم نتوقع يوماً أن تجري حرب إبادة جماعية وتهجير قسري بين ظهرانينا وضمن الخريطة العربية والأمة العربية تخلو من المظاهرات والاحتجاجات والاعتصامات، في مشهد مخجل ومقزز سيخزيه التاريخ على أبناء هذا الجيل وسُبّة في حقه.
كيف نسكت لعصابة صهيونية جاءت من شتى البقاع لتسلب من الشعب الفلسطيني أرضه، تهدد وجوده بتشريده وتهجيره، تطمس تراثه، وتحشره في قطاع لا يتجاوز 360 كم مربعاً، ينطبق عليه وصف أو تبعية إلى اللامكان واللا وجود.
بعد السابع من أكتوبر يجهد الكيان الصهيوني لاسترجاع بعض من غطرسته ووحشيته وإرهابه
الذي تمترس خلفه 75 عاماً، لم يسلم منه حجر ولا بشر، يدافع الصهاينة عما سرقوه، ويقاوم الفلسطينيون لاستعادة ما فقدوه، فهل يفقه البعض ذلك؟
سياسة الاستيلاء على الأرض وطرد سكانها الأصليين أو إبادتهم ليست بجديدة أو مجهولة، جرى ذلك في أستراليا وكندا وأميركا وجنوب إفريقيا، والكيان الصهيوني يتبع خطوات الاحتلال والاستيطان لتلك الإمبراطوريات الاستعمارية ويتخذها نموذجاً لسياساته، كيف لا وهي رأس الرمح وجزء لا يتجزأ من المشروع الاقتصادي الرأسمالي المعَوْلم، دافع عنها (إسرائيل) جميع مرشحي ورؤساء الولايات المتحدة وزايدوا على دعمها سياسياً ومادياً ودبلوماسياً وعسكرياً، حتى قال عنها الرئيس الأميركي الأسبق أوباما: «التزام أميركا لا يتزعزع بأمن إسرائيل وتحالفنا أبدي، يجب أن يأتي السلام إلى الأراضي المقدسة، ومنذ 3 آلاف عام واليهود يعيشون هنا»!!، هذه الحماية جزء من العقيدة الدينية المسيحية الإنجيلية، وطبعاً يقصد السلام عن طريق القتل والإبادة والتهجير، إلى آخر القائمة السوداء، والسلام الموهوم عن طريق زعزعة استقرار أمن دول المقاومة وتحويلها إلى خراب العراق، ولبنان، وسورية، واليمن، وغيرها.
علينا الإنصات جيداً لتصريحات «نتنياهو» المتهم الرئيس بجرائم الإبادة الجماعية في غزة، الذي يكرر في كتابه المترجم «مكان تحت الشمس» رفضه للتنازل عن أرض الجولان والقدس الموحدة ورغبته في ضم الضفة الغربية، وقال بصريح العبارة: «العرب أمة لا فائدة منها للحضارة الإنسانية، ولا يمكن أن تستقيم إلا بالقوة»، قائد كيان الإحتلال الذي أصدر قانون يهودية الدولة، ويرفض مشروع (حل الدولتين) أو تنفيذ أيّ من بنود اتفاقية أوسلو مع الفلسطينيين، وطالبت حكومته أخيراً بمنع وكالة (أونروا) لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين من عملها في الأراضي المحتلة ليضيف المزيد من المعاناة والشقاء للشعب الفلسطيني، كل هذا الإجرام من نتنياهو لم يبرر تسجيل اسمه على قائمة الإرهاب الدولي، ويأتيك متفذلك بالسؤال الساذج: لماذا لم يستشر يحيى السنوار الأنظمة العربية قبل هجوم السابع من أكتوبر؟