مثقفون وكتّاب ناقشوا التحرير الأدبي والنشر بالعالم العربي

نشر في 18-02-2024
آخر تحديث 18-02-2024 | 18:56
المشاركون في الجلسات
المشاركون في الجلسات

ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ 29، عقدت ندوة التحرير الأدبي والنشر في العالم العربي، وشارك فيها عدد من المثقفين والكتّاب.

بدأت الجلسة الأولى بعنوان «ماهية التحرير الأدبي»، حيث بحثت في تعريف التحرير الأدبي في صناعة النشر. مع تسليط الضوء على تاريخ هذه العملية في سياقاتها الزمنية والمكانية وارتباطها بالحالة العربية الراهنة، قدّمها كل من سمر أبوزيد ود. رانية العرضاوي، وأدار الجلسة ناصر البراعصي.

في البداية، تحدثت أبوزيد قائلة: يبدو التأخر النسبي لترسُّخ التحرير الأدبي في تقاليد النشر العربي متفهَّمًا نوعًا ما. وهنا علينا التذكير بأن ما نتكلم عنه في هذا السياق هو التحرير الأدبي للنصوص السردية «وما يلحق بها من سير ذاتية ومذكرات وكتب تاريخ أو سياسة للجمهور العريض». وهذا التحديد مهم، ففي كل ما هو نشر مدرسي وجامعي وعلمي وتقني، لم توجَد يومًا مشكلة لدى الناشرين العرب المهنيين، فالكتب العلمية والأكاديمية في الدور الجادة تُحرَّر وتُحقَّق ويُدقَّق بها منذ البدايات. بدورها أوضحت د. العرضاوي الفرضية التي اعتمدت عليها في البحث عن الجذر اللغوي لكلمة تحرير، وحاولت أن تصل إلى جذور هذا الفعل في الثقافة العربية.

التحرير الأدبي

أما الجلسة الثانية، فقد جاءت بعنوان «الحاجة الى التحرير الأدبي»، وناقشت التساؤل: هل صناعة النشر العربي في حاجة الى الالتزام بوظيفة المحرر الأدبي؟ وما المستفاد من ذلك من قبل صناع الكتاب العربي بمختلف تخصصاتهم «الكاتب - الناشر المترجم»؟ وما أثر ذلك على مستوى وتجربة القراءة؟

أدارت الجلسة ريم الهاجري وقدّمت الناشر حسن ياغي، والروائي د. طالب الرفاعي، الذي قال: لقد بات أمرًا ضروريًا تبنّي دور النشر العربية لفكرة وجود محرر أدبي متخصص، يكون جزءًا أساسيًا من عمل دار النشر، ويتقاضى هذا المحرر راتبًا شهريًا بوصفه موظفًا أساسيًا مهمًا كأي موظف، وليس من باب «وظيفة الدوام الجزئي».

وقال ياغي: هناك التباس كبير حول تعريف مصطلح التحرير الأدبي، على الرغم من أن غالبية الكتب التي صدرت وصنعت نجوما كان وراءها المحرر الأدبي، فلا تكاد تجد كتابا قد خلا من صفحة أو أكثر دوّن فيها الكاتب الشكر لكل من قاموا على إصدار الكتاب، بمن فيهم المحرر الأدبي هذا الذي يقرأ النص، ويتدخل في بنيته من أجل أن يخرج في أفضل صورة، وهنا نقول إن أسوأ محرر أدبي هو الذي يعتقد أنه ذو سلطة على المؤلف، فهو قارئ شريف للنص، ويسعى بالتعاون مع المؤلف للوصول بالكتاب إلى أفضل مستوى.

ومن ثم واصلت «ندوة التحرير الأدبي والنشر في العالم العربي» الجلسات بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين، وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان «متطلبات التحرير الأدبي ومؤهلات المحرر»، وشارك فيها د. أحمد الفرج، د. فهد حسين، د. عبدالله غليس، وأدارت الجلسة مناير الكندري.

في البداية، قدّم د. غليس ورقة بعنوان «مُتَطَلّباتُ التَّحْرِيرِ الأدبيِّ ومُؤَهْلاتُ المُحَرِّر»، وبيّن أن التحرير الأدبي له متطلبات يجب توافرها في المحرر، أولُها: الإلمامُ بأدواتِ اللغة، وأدواتُها: النحو، والصرف، والإملاء، والمعجم، والعروضُ والقوافي في مجال مراجعةِ الشعر، فيجبُ على المدققِ اللغوي أن يكونَ ملمّاً بهذه كلِّها، أما النحو فهو أصعبُ ما يمرّ على المحرر، لأن النحوَ علمُ تركيبٍ، وقواعدَه كثيرة، ويتدخلُ المعنى في ضبطه».

back to top