بوتين يصف انسحاب أوكرانيا من أفدييفكا بـ «الانتصار الكبير»
الجيش الروسي يستغل الزخم لمواصلة الضغط على الجبهة
• بايدن يحمّل «الكونغرس» مسؤولية سقوط المدينة
قبل أسابيع من انتخابات رئاسية يعتبرها الغرب صورية، وسيطغى عليها شبح رحيل المعارض اليكسي نافالني في ظروف غامضة في سجنه، وعشية الذكرى السنوية الثانية للغزو الروسي لأوكرانيا، وصف الرئيس فلاديمير بوتين، أمس، سيطرة القوات الروسية على مدينة أفدييفكا، شرق أوكرانيا، بأنها «نجاح كبير ونصر مهم»، وذلك بعد أن انسحب منها الجيش الأوكراني.
واستمع بوتين إلى تقرير من وزير الدفاع، سيرغي شويغو، أمس، حول فرض قوات وحدات المركز بقيادة اللفتنانت جنرال أندريه موردفيتشيف، السيطرة الكاملة على أفدييفكا وانتزاع منطقة مساحتها 31.75 كلم من القوات الأوكرانية.
ووفق وزارة الدفاع الروسية، فإن السيطرة الكاملة على أفدييفكا أتاحت للقوات الروسية نقل خط المواجهة بعيدا عن مدينة دونيتسك، أحد مركزي إقليم دونباس الذي تسكنه غالبية روسية، وأعلنت موسكو ضمه من جانب واحد.
وأشارت وزارة الدفاع الى أن قواتها تقدمت لمسافة 8.6 كيلومترات في هذا الجزء من خط المواجهة، مضيفة أن بعض الجنود الأوكرانيين ما زالوا يتحصنون في مجمع صناعي للفحم يعود للحقبة السوفياتية.
الجبهة مستقرة
ويبدو ان موسكو تواصل الضغط. وقال الجيش الاوكراني إنه «في منطقة افدييفكا، صدّ الجنود الأوكرانيون 14 هجوما للمحتلين قرب لاستوتشكيني»، القرية الصغيرة التي تبعد أقل من كيلومترين من الاحياء الشمالية لأفدييفكا في منطقة دونيتسك.
والى الجنوب في منطقة ماريينكا، «حاولت (القوات الروسية) 23 مرة اختراق دفاع قواتنا»، وفق ما أورد قائد الأوكراني لهذا القطاع أولكسندر تارنافسكي لافتا أيضا الى هجمات روسية بمنطقة زابوريجيا الجنوبية، في واحدة من المناطق النادرة حيث تمكن الاوكرانيون من استعادة أراض خلال هجومهم المضاد غير الموفق في 2023.
تقاعس «الكونغرس»
وفي واشنطن، حمّل الرئيس الأميركي جو بايدن تقاعس «الكونغرس» مسؤولية سيطرة روسيا على مدينة أفدييفكا، بسبب الخلاف بين الديموقراطيين والجمهوريين على إقرار 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية التي تحتاجها أوكرانيا بشدة.
واتصل بايدن بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي «لتأكيد التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعمه».
ودعا بايدن «الكونغرس» لتمرير قانون الإنفاق فوراً، بما في ذلك مساعدات أوكرانيا، محذّراً المشرعين الأميركيين من أن كييف قد تخسر مزيدا من الأراضي أمام التقدم الروسي.
وزير خارجية الصين يؤكد لنظيره الأوكراني أن بكين لا تبيع أسلحة فتاكة لموسكو
من جهته، أعلن زيلينسكي، مساء السبت، أنه تحدث هاتفيا الى بايدن، وناقش معه الوضع على الجبهة، مؤكدا ثقته بأن «الكونغرس» الأميركي سيتخذ «قرارا حكيما» بالإفراج عن المساعدات لكييف.
السلام الصيني
سياسياً، شدد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن وخلال لقائه نظيره الأوكراني ديمترو كوليبا، على العمل دون كلل من أجل إجراء محادثات سلام، ودعا إلى استئناف المفاوضات بين موسكو وكييف في أقرب وقت ممكن.
وقال يي: «لا تزال الصين ملتزمة بتعزيز محادثات السلام لحل قضية أوكرانيا، ولن تتخلى عن ذلك السبيل، مادام هناك بصيص من الأمل»، مؤكداً أن الصين لم تخلق الأزمة الأوكرانية، كما أنها غير ضالعة فيها ولم تستغلها لتحقيق مكاسب، لكنها لم تقف أبداً مكتوفة الأيدي حيالها».
وأكد الوزير الصيني لنظيره الأوكراني أن بلاده «لا تبيع أسلحة فتاكة» لروسيا.
وأشار إلى أنه بعد اندلاع أزمة أوكرانيا، أوضح الرئيس شي جين بينغ أنه لا يجب استخدام الأسلحة النووية، ويجب عدم خوض حروب نووية، وشدد وانغ على أنه يتعين على جميع الأطراف العمل معا لضمان أمن المواد والمنشآت النووية.
وكتب وزير الخارجية الأوكراني، على موقع إكس «التقيت نظيري الصيني لمناقشة العلاقات الثنائية والتجارة والحاجة إلى استعادة السلام العادل والدائم، واتفقنا على ضرورة الحفاظ على الاتصالات على جميع المستويات ومواصلة حوارنا».
وقال كوليبا إنه ناقش خطط أوكرانيا لعقد قمة عالمية للسلام وافقت سويسرا على المساعدة في تنظيمها، وحضرت الصين واحداً على الأقل من الاجتماعات التحضيرية التي عقدت تحسباً لهذه القمة.
وسعت أوكرانيا إلى تعزيز العلاقات مع بكين وإقناعها بدعم خطتها للسلام المكونة من عشر نقاط، والتي تركز على انسحاب القوات الروسية، واستعادة حدود ما بعد الاتحاد السوفياتي عام 1991، ووضع إطار لمحاسبة موسكو على أفعالها.
واقترحت الصين، التي تسعى إلى إقامة «شراكة استراتيجية» مع روسيا، خطة سلام خاصة بها العام الماضي تدعو إلى وقف إطلاق النار والمفاوضات وإنهاء العقوبات المفروضة على روسيا. لكن الخطة لم تحرز تقدما يُذكر.
لندن وباريس
في سياق متصل، قالت وزارة الداخلية البريطانية، أمس، إن بريطانيا ستمنح تمديدا إضافيا لمدة 18 شهرا لحاملي التأشيرات الأوكرانية المؤهلين للبقاء في المملكة المتحدة.
وقالت الحكومة إنه اعتبارا من أوائل عام 2025، سيتمكن مئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا من أوكرانيا بعد الغزو الروسي من التقدم بطلب للإقامة في بريطانيا، وسيستمرون في التمتع بحقوق العمل والرعاية الصحية والتعليم.
في غضون ذلك، أظهر استطلاع أجرته شركة إيبسوس لمصلحة صحيفة لاتريبون ديمانش، ونشر مساء أمس الأول، أنّ غالبية الفرنسيين ترغب بالحفاظ على مساعدات باريس لأوكرانيا أو زيادتها.
وكشف الاستطلاع أن تسليم الأسلحة الفرنسية إلى أوكرانيا يجب أن يستمر (41 بالمئة، أو يزيد (21 بالمئة)، في مقابل 38 بالمئة من الآراء غير المؤيدة. وقد انخفض عدد المؤيدين لتقديم مساعدات عسكرية فرنسية بنسبة 10 نقاط مئوية مقارنة بيونيو 2023.
ويؤيد الرأي العام بغالبيته (70 بالمئة) العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا بعد غزو أوكرانيا، في مقابل 30 بالمئة يعتقدون بضرورة تخفيفها.
أما بالنسبة إلى استقبال لاجئين أوكرانيين في فرنسا، فيريد 46 بالمئة من المُستطلعين استمراره، و19 بالمئة زيادته. ويريد حوالى 35 بالمئة أن ينخفض هذا الاستقبال، أي ما يمثّل 11 نقطة أكثر مقارنة بشهر يونيو 2023، وفق الاستطلاع.