شعراء ونقاد مغاربة يستذكرون مناقب الراحل عبدالعزيز البابطين
استذكر شعراء ونقاد مغاربة مناقب الأديب والشاعر الكويتي الراحل عبدالعزيز سعود البابطين ومآثره في نشر الشعر والثقافة في العالم العربي وخاصة في المغرب حيث كانت له مناقب كثيرة في دعم المجالات الشعرية والثقافية والأدبية.
جاء ذلك خلال ندوة علمية نظّمتها أخيراً «الجمعية المغربية للدراسات الأكاديمية العربية» و«مجموعة البحث في التواصل الثقافي المغربي - الكويتي» بالتعاون مع «كلية الآداب والعلوم الإنسانية» و«جامعة سيدي محمد بن عبدالله» بمدينة فاس المغربية.
وقال الشاعر والناقد المغربي عبدالله العلوي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» بهذه المناسبة إن «مسيرة الحركة الثقافية لدولة الكويت متطورة وسجلها حافل ويمثل المغفور له بإذن الله الشاعر والأديب عبدالعزيز سعود البابطين أحد أبرز معالم هذه الحركة التي نشرت مقومات الثقافة العربية».
واستحضر العلوي في هذا السياق دعم البابطين للفعاليات الثقافية في المغرب ومن ذلك على سبيل المثال دعمه الدورات المتخصصة في اللغة والبلاغة في جامعات «فاس» و«مكناس» و«الرباط» خلال الفترة من 2005 إلى 2016 وتنظيمه دورة «أبي القاسم الشابي» في «فاس» عام 1994 ودورة «أبي تمام الطائي» في «مراكش» عام 2014 إلى جانب دعم المؤلفات ونشرها وإنشاء المكتبات الأمر الذي «كان له الأثر الجلي في حركة ثقافية مغربية».
وأشار إلى أن البابطين «سيظل في مساراته الشعرية والحضارية ومنجزات مؤسسته الرائدة صوناً للهوية العربية ونشراً للغتها عبر العالم ودعما لإنسانية ثقافة السلم والتسامح وحوار الحضارات».
من جانبه، وصف الأديب والشاعر المغربي أحمد مفدي في تصريح مماثل لـ«كونا» البابطين بأنه «علم من أعلام العمل الفكري والثقافي في العالم العربي»، لافتاً إلى أن «الفقيد فتح بابا من أبواب العرفان التي كانت مغيبة في الأمة العربية وهو محاولة جمع شتات الفكر العربي وتوحيده وجعله قادراً على أن يعمل في جوانح ونفوس الأدباء والشعراء والنقاد في الوطن العربي».
وأضاف أن البابطين «أنجز عملاً شامخاً» حيث حاول توحيد الأمة العربية من خلال توحيد فكرها ولسانها ونبص وجودها شعراً وأدباً ونقداً ورواية، سائلاً الله العلي القدير أن يُسكنه فسبح جنانه «لقاء ما قدم من إحسان وخير لوطنه وأمته والإنسانية جمعاء».
من جهتها، قالت الشاعرة المغربية نبيلة حماني إن رحيل الأديب والشاعر «الفذ» عبدالعزيز سعود البابطين «أدمى القلوب وأحزنها»، مؤكدة أن اسمه ومؤسسته الثقافية سيظلان «فخراً وعزاً واستمراراً لرسالة عظيمة قدمها على مدى عقود من الزمن والتي بإذن الله هي مستمرة باقية».
وأشادت حماني بما قدمه البابطين للثقافة العربية على مدى عقود طوال ودفاعه عن اللغة العربية في كل المحافل مضيفة «أننا نكن له تبجيلاً وتقديراً ومحبة ومعزة كبرى لما قدمه من خدمات جليلة متفردة للأدب العربي».
وأوضحت أن سعي البابطين لخدمة الأدب تجسد بأشكال عديدة بدءاً من دعمه المكتبات في الوطن العربي والعالم بأسره وصولاً إلى «الإنجازات الثقافية الجليلة التي جعلت اسمه في صدارة العمل الثقافي العربي والدولي».
وأضافت أن البابطين «وظف أمواله وجهده وفكره لخدمة الثقافة العربية والتنمية المعرفية يقيناً منه أن الحضارات تُبنى على أساس الثقافة والفكر باعتبارهما عنصرين أساسيين في البناء» فأسس المكتبات ومنها «مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي» في دولة الكويت و«مكتبة البابطين» في القدس إضافة إلى «كثير مما قدمه للمكتبات عبر العالم».
وأشارت إلى أن البابطين عمل كذلك على دعم التعليم في شتى أنحاء العالم وأسس «بعثة سعود البابطين الكويتية للدراسات العليا» منذ عام 1974 إضافة إلى دعمه الدورات التدريبية والتعليمية للغة العربية في أنحاء العالم مع إنشائه أيضاً «جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري» ومراكز الترجمة والتحقيق وغيرها.
وكان الراحل عبدالعزيز سعود البابطين من أبرز رجال الثقافة والشعر في المشهد الثقافي الكويتي والعربي وأصدر دواوين شعرية عدة وكان رئيس «مجموعة البابطين للإبداع الشعري» وتقلّد مناصب في عدد من المؤسسات التعليمية والأدبية في الوطن العربي ومنح من عدد من الجامعات العربية والعالمية شهادات للدكتوراه الفخرية تقديراً لعطائه المميز في مجالات خدمة الأدب والثقافة والإبداعات الشعرية ووافته المنية بعد رحلة عطاء طويلة في 15 ديسمبر الماضي.