انطلق، أمس، بازار الجود (البازار الخيري الدولي لمصلحة أطفال قطاع غزة)، الذي جاء بمبادرة من النادي الدبلوماسي الدولي، وبمشاركة أكثر من 60 سفارة معتمدة في البلاد ونحو 40 شركة من كبريات الشركات الكويتية وغير الكويتية، وسط حضور هائل للمواطنين والمقيمين الذين أرادوا المساهمة بدورهم في دعم أطفال غزة من خلال شرائهم معروضات ومنتجات هذه السفارات والشركات، والتي سيعود كامل ريعها إلى أطفال غزة من خلال جمعية الهلال الأحمر الكويتية، ووصف أحد الدبلوماسيين البازار بأنه «أشبه بلقاء أممي جمع كل أطياف الدول على أرض الكويت».
غادة شوقي
وفي هذا السياق، قالت رئيسة النادي الدبلوماسي، غادة شوقي، (حرم سفير مصر لدى البلاد أسامة شلتوت)، إن «النادي يعمل تحت مظلة وزارة الخارجية الكويتية، وبالتعاون والتنسيق معها، وبالتنسيق مع زوجات السفراء الكويتيين أيضاً». وشكرت شوقي «السفارات والسفراء الذين شاركوا في هذه المبادرة الإنسانية الرائعة لدعم أطفال فلسطين»، لافتة إلى أن «التعاون معهم كان فوق الوصف، لأنه لم تتوانَ أي سفارة أو أي شركة من الشركات الكويتية الكبيرة أو من القطاع الخاص الكويتي عن المشاركة في هذا البازار، والشكر موصول لجمعية الهلال الأحمر الكويتية التي قدّمت لنا أيضاً كل المساعدة والمساندة».
وقالت: «نحن سعداء بأن يكون لنا دور كسفراء وكدول للاشتراك في هذا البازار لدعم أطفال غزة، وهذه رسالة حب وتضامن من قِبلنا»، وأكدت أن هذا البازار هو الأول بهذا الحجم، وأعربت شوقي عن فرحتها الكبيرة بإقبال الناس بكثافة الى المعرض، والذي إن دلّ فإنه يدل على محبة الناس للمساهمة ومساعدة أطفال غزة.
ريما الخالدي
من ناحيتها، قالت نائبة رئيسة النادي الدبلوماسي الدولي، رئيسة لجنة «بازار الجود»، ريما الخالدي (زوجة سفير فلسطين لدى البلاد رامي طهبوب)، إن «فكرة البازار جاءت من الشيخة ريما الصباح، (حرم وزير الخارجية السابق الشيخ سالم الصباح)، إذ إنها هي التي أسست النادي الذي يضم كل زوجات السفراء والسفيرات، وكانت فكرة الشيخة ريما من هذا البازار مساعدة أطفال غزة، والحمد لله، المشاركة قوية للغاية». وشكرت الخالدي جمعية الهلال الأحمر على تعاونها مع النادي الدبلوماسي الدولي، وتوجّهت بالشكر إلى دولة الكويت قيادة وشعباً، لدعمها الدائم والثابت للقضية الفلسطينية الذي لا يتزعزع.
سحر الرفاعي
وقالت سحر الرفاعي (حرم السفير صلاح البعيجان)، والممثلة عن زوجات السفراء الكويتيين في وزارة الخارجية الكويتية: «هذا البازار الاستثنائي الخيري سيذهب ريعه لأطفال غزة»، مشيرة إلى أن «جمعية الهلال الأحمر قررت التعاون معنا حتى نستطيع أن نوصل هذه الأموال عبر قناة موثوقة ومُعترف بها لأطفال غزة».
وأشارت إلى أن «التعاون الكبير فاق التوقعات، فلدينا أكثر من 60 سفارة مشاركة، إضافة إلى عدد كبير من الشركات الكويتية»، متمنية أن يكون في كل عام بازار مماثل يذهب ريعه إلى أي مكان يحتاج الدعم.
مها البرجس
وقالت الأمينة العام لجمعية الهلال الأحمر، د. مها البرجس إن « البازار جزء من التعاون والتضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة، وريعه كله لمصلحة أطفال غزة عن طريق جمعية الهلال الأحمر، وسيتم من خلال هذا الريع، إقامة مشاريع خاصة للأطفال في غزة، سواء كانت مراكز علاج، أو تعليم أو رعاية»، مشيرة إلى أن «أكثر من 90 بالمئة من القطاع الصحي في غزة مدمّر بشكل كامل، والمستشفيات باتت خارج الخدمة».
وإذ لفتت إلى أن حجم الإقبال كان كثيفا للغاية، قالت البرجس إن «غالبية الأنشطة حالياً في الكويت يعود ريعها إلى قطاع غزة، لأنها هي القضية الأهم والأبرز، وهي القضية الإنسانية الكبيرة على الساحة العالمية».وقالت إن «لدينا مستشفى ميدانيا سيتم إنشاؤه في غزة، إضافة إلى وجود عيادة متنقلة وصلت الى العريش على الحدود المصرية، وأتمنى أن يتم إدخالها الى القطاع خلال أيام، كما أن مساعداتنا لم تتوقف من أول يوم الحرب وحتى اليوم».
عبدالرحمن العون
وقال المدير العام لـ «الهلال الأحمر»، عبدالرحمن العون، إن « الجمعية ساعدت النادي الدبلوماسي في إقامة هذا البازار الرائع من خلال أكثر من 40 متطوعاً، يساعدون السفارات في أجنحتها لبيع معروضاتهم، كما سيساعدون في تحصيل المبالغ التي سيعود ريعها بالكامل لأطفال غزة، والهدف هو زيادة الريع لمساعدة أهلنا في فلسطين».
وقال العون إنه «نتيجة للعدوان الإسرائيلي والمجازر اليومية والقصف اليومي على غزة، باتت هناك أعداد كبيرة من الأطفال الأيتام الذين هم بحاجة ماسة لكل احتياجات الحياة اليومية، وندعو الناس إلى المشاركة بكثافة لزيادة المساعدة لأهلنا في غزة».زبيدوف
بدوره، وصف عميد السلك الدبلوماسي، سفير طاجكستان، زبيدالله زبيدوف، المعرض بأنه «أحسن مبادرة خلال هذه السنة لدعم الشعب الفلسطيني، لأن قلوبنا تنزف دما على وضع فلسطينيي غزة، ونحن كلنا مع الشعب الفلسطيني».
وأضاف: «اليوم، لاحظت في هذه القاعة السفراء من كل دول العالم، وهذا التحضور يعني رفض العالم لما يجري في غزة، والدعوة الى وقف الحرب هناك فوراً، لأن مصيبة فلسطين هي مصيبة العالم أجمع».
أحمد عرفة
من جهته، قال القائم بالأعمال اللبناني، أحمد عرفة، إن «مشاركة سفارتنا في هذا البازار، تعد جزءا من المشروع الرائع الذي قام به النادي الدبلوماسي الدولي، والذي تمّ التحضير له على مدى 3 أشهر، ووجودنا اليوم هو رسالة صغيرة للتضامن مع أهلنا في فلسطين وأطفال غزة، لأن أي مساهمة وأي جهد، لا تقارن مع جسامة الأوضاع التي يعانيها الفلسطينييون، وتحديداً صغار السن والنساء والشيوخ».
كما شكر عرفة الكويت وجمعية الهلال الأحمر على تسهيل هذا النشاط وإنجاحه، مضيفا أن هذا الأمر ليس جديدا على الكويت، لأنها دائماّ سباقة بالعمل الإنساني».انتصار العلي
وفي السياق، قالت الشيخة انتصار العلي إن «النادي الدبلوماسي الدولي أبلى بلاء عظيماً في جمع هذا الحشد من السفارات ومن السفراء وزوجاتهم، لهذا البازار الخيري الكبير الذي أقامته الدبلوماسية الكويتية الكبيرة لمساندة أطفال غزة، وسنستمر بهذه التوعية الدبلوماسية في الكويت».
وتابعت أن «الإقبال الكبير على هذا المعرض يدلّ على أمور عدة، أولا أن الهدف هو هدف سامٍ، ثانياً، الناس تعرف أنها أتت لمساندة أطفال غزة، ثالثاً، السفارات والشركات المشاركة بذلت جهداً كبيراً لكي يزورها الناس، وبالتالي، فهذه معادلة جميلة جداً».الفايز: الإقبال الكبير دليل التضامن مع فلسطين
وصف رئيس مجلس الأعيان الأردني الزائر، فيصل الفايز، الإقبال الكبير على البازار بأنه «ان دلّ على شيء، فهو يدلّ على تعاطف الناس مع الشعب الفلسطيني»، معتبراً أن «ما يجري في غزة يدمي القلب، وهذا المعرض يدلّ كذلك على عمق العلاقات بين الشعوب وليس الحكومات، وما بين أهل غزة، وما سمعته اليوم، أن الكثير من السفراء الأجانب شاركوا في هذا البازار». وعن تأثير الوضع في غزة على الأردن، قال الفايز: «طبعاً، الوضع يؤثر علينا في شكل كبير، لأننا الأقرب الى فلسطين، فبالطبع، نحن متأثرون بشكل كبير، ولكن أمنياً واقتصادياً، فالأردن قوي، ولدينا ملك قوي وقواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية قوية».