أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس تراجع عائدات قناة السويس بنسبة تتراوح بين 40 و50 في المئة منذ بداية العام الحالي، بسبب اضطراب حركة الملاحة في البحر الأحمر نتيجة هجمات جماعة أنصار الله الحوثية؛ تضامناً مع الفلسطينيين في قطاع غزة.
وقال السيسي خلال مؤتمر مصر الدولي للبترول لعام 2024، إن «الممر الملاحي كان يدرّ 10 مليارات دولار سنوياً تقريباً»، مشيراً إلى تأثر الاقتصاد المصري أولاً بـ «أزمة كورونا ثم الأزمة الروسية ــ الأوكرانية، والآن ما يحدث على حدودنا المختلفة مع ليبيا والسودان وقطاع غزة».
وكان رئيس هيئة قناة السويس الفريق أسامة ربيع أعلن في مداخلة هاتفية مع إحدى الفضائيات المصرية أن إيرادات الممر الملاحي الدولي تراجعت من 804 ملايين دولار سجلت في يناير العام الماضي إلى 428 مليوناً خلال الشهر نفسه هذا العام، بعجز نسبته 46 في المئة، عازياً ذلك إلى أزمة الملاحة في البحر الأحمر.
وتشكّل عائدات القناة أحد أبرز مصادر النقد الأجنبي في مصر، إضافة إلى تحويلات المصريين العاملين في الخارج والصادرات والسياحة. ويتزامن تراجع عائدات الممر المائي مع مرور مصر بإحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها بعدما سجّل معدل التضخم السنوي مستوى قياسياً مدفوعاً بتراجع قيمة العملة المحلية ونقص العملة الأجنبية في ظل استيراد القسم الأكبر من الغذاء، كما تضاعفت ديون مصر الخارجية أكثر من ثلاث مرات في العقد الأخير لتصل إلى 164.7 مليار دولار.
وبينما أطلق الاتحاد الأوروبي، أمس، رسمياً مهمة للمساعدة في حماية الملاحة الدولية في الممر المائي الاستراتيجي، قالت جماعة أنصار الله الحوثية اليمنية المدعومة من إيران، في بيان أمس، إنها استهدفت سفينة بريطانية في خليج عدن وأسقطت طائرة مسيرة أميركية، مؤكدة أن السفينة البريطانية روبيمار أُصيبت إصابة بالغة وتوقفت بشكل كامل وأصبحت «معرضة للغرق في خليج عدن».
وأفادت شركة الأمن البحري (إل. إس. إس - سابو) «رويترز» بأن السفينة روبيمار أُصيبت بأضرار عقب إطلاق صاروخين عليها لكن طاقمها تمكن من المغادرة، في وقت قالت الشركة عند سؤالها بشأن حالة السفينة «نعلم أن الماء تسرب إليها»، مضيفة: «يدرس مالكوها ومديروها خيارات القطر (جر السفينة) الممكنة».
وذكرت قناة «الميادين» الفضائية التي يعتقد أنها ممولة من إيران أن أسلحة دقيقة حديثة استخدمت للمرة الأولى في ضرب السفينة البريطانية. وكانت القيادة الوسطى الأميركية أعلنت أمس الأول أنها دمرت للمرة الأولى غواصة مسيّرة حوثية.