يلتقي منتخب الأوروغواي، بطل العالم 1930 و1950، اليوم، منتخب كوريا الجنوبية ضمن المجموعة الثامنة من الدور الأول في مونديال قطر لكرة القدم 2022.
على الورق، من المتوقع أن تكون الأوروغواي، المنافسة الرئيسة على صدارة المجموعة الثامنة ومرشحة بقوة لتحقيق نتيجة إيجابية أمام كوريا الجنوبية على ملعب المدينة التعليمية ضد فريق يعتبر الحلقة الأضعف، سيحدد وتيرة الصراع ويمنح «لا سيليستي» الدفع اللازم لمحاولة الوصول الى ثمن النهائي للمرة الرابعة توالياً، رغم أن المنتخب الاميركي الجنوبي لم يعد متوهجاً كما كان قبل أربع سنوات بعد أن بات نجما الهجوم لويس سواريس وإدينسون كافاني في سن الخامسة والثلاثين.
وعانت الاوروغواي في مشوار التأهل إذ اضطرت خلاله الى إقالة مدربها الاسطوري أوسكار تاباريس بعد 15 عاماً على رأس الجهاز الفني، وتعيين دييغو ألونسو الذي قادها الى أربعة انتصارات توالياً ضمنت على إثرها المشاركة الرابعة عشرة في العرس الكروي.
ويعود المنتخبان الأوروغوياني والكوري بالذاكرة الى عام 2010 حين تواجها في ثمن النهائي وخرج الأول منتصراً 2-1 بثناية لويس سواريس في طريقه لنيل المركز الرابع في أفضل نتيجة له منذ 1970.
وسبق للمنتخبين أن تواجها أيضاً في دور المجموعات عام 1990 حين فازت الأوروغواي بهدف في الثواني الأخيرة بفضل دانييل فونسيكا.
وإلى جانب سواريس الهداف التاريخي للمنتخب مع 68 هدفاً، ووصيفه كافاني (58 هدفاً)، تعج التشكيلة بلاعبين يتمتعون بخبرة كبيرة مع المدافعَين دييغو غودين (36 عاماً) ومارتين كاسيريس (35) والحارس فرناندو موسليرا (36).
وتبرز المواهب الشابة، مع داروين نونييس وإرنستو فالفيردي ورودريغو بنتانكور.
وضم ألونسو أيضاً المدافع رونالد أراوخو رغم خضوعه لجراحة في عضلة فخذه.
كوريا الجنوبية
من جانبه، سيسعى منتخب كوريا الجنوبية الى ايقاف القوة الهجومية الضاربة لمنافسه في مباراة اليوم، ومن المحتمل ان يلجأ المدرب بابلو بينتو الى اللعب بأسلوب دفاعي بحت والاعتماد على الهجمات المرتدة في حال سنحت الفرصة.
وتأهل منتخب كوريا الجنوبية لكاس العالم قطر 2022 بعدما تصدر المجموعة الثامنة للدور الثاني من التصفيات المؤهلة لكأس العالم ثم حل ثانيا في المجموعة الدور النهائي (الثالث) للتصفيات الآسيوية بعد إيران.
ويبدو منتخب كوريا في أبهى صورة بل في حالة ربما هي الأفضل في تاريخ المشاركة الكورية العشرة السابقة في كأس العالم، ويتطلع بقيادة المدرب البرتغالي باولو بينتو إلى تكرار إنجاز 2002 وربما الى ابعد من ذلك في حال حالف الحظ نجوم الفريق وعلى رأسهم هيونغ مين سون.
بينتو: هيونغ - مين سون جاهز
أفاد المدرب البرتغالي لمنتخب كوريا الجنوبية باولو بينتو بأن نجم توتنهام الإنكليزي هيونغ - مين سون قادر على المشاركة ضد الأوروغواي اليوم.
وخضع سون لعملية جراحية في وقت سابق من الشهر الحالي، بعد تعرضه لكسور في محيط عينه اليسرى خلال مباراة لفريقه توتنهام في دوري أبطال أوروبا.
ويتدرب ابن الثلاثين عاماً مع المنتخب بقناع على وجهه منذ وصوله إلى قطر، وسط ترقب من الجمهور الكوري الجنوبي الذي كان يخشى غيابه عن مباراة اليوم.
وقال بينتو، في مؤتمر صحافي، «بإمكان سون أن يلعب... لن تزعجه مسألة ارتداء قناع»، مشيرا إلى أن سون تأقلم مع ذلك.
وأردف: «يجب الالتزام بالخطة التي وضعناها منذ وصولنا الى هنا، كما أن طريقتنا في إدراجه ضمن المجموعة تُظهر أنه بات طبيعياً (تأقلمه مع القناع)».
وتابع: «سنرى غدا كيف سيكون الوضع. نأمل أن يشعر بأكبر قدر ممكن من الراحة»، محذرا «لكنه يعلم ونحن نعلم أنه بعد هذه العملية، لا يمكن المخاطرة».
ألونسو: لاعبونا الأفضل في العالم
اعتبر مدرب الأوروغواي دييغو ألونسو أن لاعبي فريقه هم الأفضل في العالم، مشددا على ضرورة عدم اختزال المنتخب الكوري الجنوبي ب«سون وحده».
وقال ألونسو: «عندما أقول إن لاعبي الأوروغواي هم الأفضل في العالم، فأنا أقول ذلك لأنهم لاعبو فريقي. هذا ليس تعجرفا، أبدا. إنها مشاعر تخالجني. لاعبونا هم الأفضل»، مضيفا: «هدفنا واضح جدا: المباراة الأولى. السلاح الأفضل لنا هو الشعور بالانتماء الى الكرة الأوروغويانية».
وتطرق إلى المخضرمين لويس سواريس، وإدينسون كافاني ومسألة انتقال الأول لفريق بداياته ناسيونال لفترة وجيزة من أجل تعزيز حظوظه بخوض النهائيات للمرة الرابعة، وانضمام الثاني لفالنسيا الإسباني بصفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع مانشستر يونايتد الإنكليزي، حيث عجز عن فرض نفسه أساسيا.
ورأى أن أي «قرار اتخذه في الأشهر الأخيرة، كان على علاقة بسيليستي. هذا الأمر يجعلنا نشعر بالفخر، نحن، كطاقم فني، لكن أيضاً البلد بأكمله».
وبالنسبة للخصم الأول في النهائيات كوريا الجنوبية، حذر ألونسو من أن «الأمر ليس مجرد سون»، وحسم مسألة مشاركة مدافعه رونالد أراوخو الذي خضع لعملية جراحية في 28 سبتمبر لعلاج تمزق في وتر الفخذ الأيمن، مؤكداً غيابه.
مخاوف من غياب نونيز
كشفت صحيفة «الصن» البريطانية أن مهاجم ليفربول داروين نونيز مهدد بالغياب عن مباراة أوروغواي وكوريا الجنوبية اليوم في كأس العالم 2022.
وأشارت إلى أن نونيز غادر تدريبات الأوروغواي بداعي الإصابة التي تعرض لها في الكاحل.
وأوضحت أنه في حال تأكد غياب نونيز فسيشارك بدلاً منه دييغو ألونسو أو إديسون كافاني لقيادة هجوم الأوروغواي.
وختمت بأن مهاجم ليفربول تلقى العلاج في الملعب، ويأمل الجهاز الفني ألا تؤثر الإصابة على حظوظه في المشاركة أمام كوريا الجنوبية.
هوانغ هي - تشان لن يشارك
لن يتمكن هوانغ هي - تشان، مهاجم المنتخب الكوري الجنوبي، من المشاركة في مباراة فريقه الأولى بالمجموعة الثامنة ضد أوروغواي اليوم، مع تباطؤ تعافيه من إصابة في أوتار الركبة.
وعانى مهاجم نادي ولفرهامبتون واندرارز من مشاكل في أوتار الركبة قبل وصوله إلى قطر للمشاركة في كأس العالم، ويتعافى بوتيرة أبطأ مقارنة بما كان متوقعا، وقال المدرب باولو بينتو، في مؤتمره الصحافي أمس قبيل المباريات، إن هوانغ «لن يكون مستعدا للعب غدا».
ولم يدرج الاتحاد الكوري لكرة القدم هوانغ رسميا ك«مصاب»، لكنه غاب عن تدريبات فريقه، أمس الأول الثلاثاء، وبدلا من ذلك قام بممارسة الرياضة على دراجة ثابتة، ومارس بعض التدريبات الفردية. كان هذا بعد 4 أيام من مشاركته في بعض التدريبات الاستراتيجية مع باقي أفراد فريقه.
ويعد هوانغ عنصرا مهما في الهجوم الكوري، بفضل قدراته على الهجوم والتعامل مع المدافعين.
الأنظار نحو كيم مين - جاي «الوحش»
سيطرت الإصابة في وجه سون هيونغ- مين على استعداد كوريا الجنوبية لبدء مشوارها في نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، لكن وجود كيم مين- جاي المُلقب ب «الوحش» في قلب دفاعها يمكن أن يكون بنفس الأهمية في مونديال قطر.
وحظي المدافع المميز بتقدير كبير منذ انتقاله من نادي فناربغشة التركي إلى نادي نابولي الإيطالي في الصيف الماضي مقابل ما يزيد قليلاً على 18 مليون يورو.
منذ ذلك الحين، لعب المدافع البالغ من العمر 26 عاماً دوراً حاسماً في عدم تعرض نابولي لأي خسارة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي وتمسكه بالصدارة قبل توقف الدوري مؤقتاً بسبب بطولة كأس العالم في قطر.
يرتبط كيم طويل القامة بطول 1.90 متر، منذ فترة طويلة بالانتقال إلى الدوري الإنكليزي الممتاز، ومانشستر يونايتد هو أحدث نادٍ إنكليزي يُقال إنه مُهتم بالتعاقد معه.
للتأكيد على مدى روعته في إيطاليا، اختير كيم في دوري الدرجة الأولى الإيطالي كأفضل لاعب عن شهر سبتمبر.
وفي شهر أكتوبر كان أفضل لاعب من اتحاد لاعبي كرة القدم الإيطاليين.
ووصفت وكالة الأنباء الكورية «يونهاب» المدافع كيم - الذي سيُكلف بمهمة الحد من خطورة لويس سواريز وداروين نونيز في مباراة كوريا الجنوبية الأولى في كأس العالم 2022 - بأنه «صخرة في الدفاع».
حصل كيم على لقب «الوحش» بسبب بنيته الجسدية القوية وكذلك قدرته على إيقاف المنافسين بشراسته.
لكن كيم أكثر من مجرد مدافع يمتاز بالقوة وقطع الكرة في الخلف، فلديه سرعة في التحرك والتقدم للأمام، وتمركز جيد، وهو هادئ جداً في السيطرة على الكرة.
ظهر كيم لأول مرة مع منتخب كوريا الجنوبية عام 2017 وخاض حتى الآن 44 مباراة دولية، لكن هذه ستكون أول مشاركة له في نهائيات كأس العالم.
انتقل كيم إلى نابولي بعد أن غادر المدافع كاليدو كوليبالي المُفضل لدى جماهير الجنوب الإيطالي إلى نادي تشيلسي الإنكليزي، لكن كيم أوضح منذ اليوم الأول أنه لا يرغب في أن يُنظر إليه على أنه بديل للدولي السنغالي.
وقال كيم، الذي يتضمن وشم على يده العبارة اللاتينية «كارب ديم» أو «اغتنم اليوم»: أنا مجرد مدافع يريد بذل كل ما لديه من أجل فريقه.
وأكمل: كوليبالي أسطورة، وأنا مدافع شاب تعلمت الكثير في فترة زمنية قصيرة.