أكد رئيس جمعية الهلال الأحمر الكويتية، د. هلال الساير، أن الجمعية رغم كل هذه الظروف المأساوية والدامية تحاول الوصول إلى كل مكان لتقديم المساعدة والعون للمحتاجين والمنكوبين حول العالم، بالتنسيق مع وزارة الخارجية في دولة الكويت، والجهات المعنية والمنظمات الأممية والمؤسسات الدولية الفاعلة.
وأعرب الساير عن بالغ الشكر والتقدير للمتبرعين، سواء من المواطنين والمقيمين والقطاع الخاص والشركات والبنوك، لدعمهم ومساندتهم لجهود الجمعية في تخفيف معاناة الضعفاء والمحتاجين في كل أرجاء المعمورة.
وشدد على أن القيادة السياسية الحكيمة للكويت حرصت طوال تاريخها على دعم ذلك العمل الإنساني وتشجيعه ورعايته، إيمانا منها بدوره الكبير في تعزيز التعاون بين الأمم، وتحقيق الهدف الأسمى للبشرية، وهو التعاون والتكاتف والتعاضد في وجه الأزمات والتحديات.
ولعبت الجمعية دوراً كبيراً في تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة، حيث سيّرت نحو 40 رحلة جوية خلال عام 2023 الى السودان، وفلسطين، وتركيا، وسورية، وليبيا، والمغرب، كانت محملة بنحو 994 طنا من المساعدات الإغاثية والمستلزمات الطبية والأدوية وسيارات الإسعاف.
كما قدمت العديد من المساعدات الإنسانية خلال العام المنصرم إلى اليمن، وسورية، ولبنان، والسودان، والمغرب، والصومال، وباكستان، إضافة إلى أوكرانيا، وتركيا، وبنغلادش، ودول شرق إافريقيا.
واستطاعت خلال الحرب في السودان تجهيز 16 رحلة جوية محملة بـ 350 طنا من المساعدات، كما سيرت 13 رحلة جوية الى الأشقاء في فلسطين محملة بـ 290 طنا من المساعدات الإنسانية، فضلا عن إرسال 82 طنا من المواد الإغاثية عبر 5 رحلات جوية الى ليبيا، و6 رحلات جوية إلى تركيا محملة بـ 272 طنا من المساعدات.
وشملت المساعدات آلاف الأطنان من المواد الإغاثية والمستلزمات الطبية والأدوية وسيارات الاسعاف، فضلا عن مشاريع التعليم، وتحمل نفقات العلاج للمرضى والمصابين، وكفالة الأيتام، وإنشاء مدارس ومراكز صحية في مختلف الدول.
وبلغ عدد الدول المستفيدة من المشاريع الإغاثية، والتي تعرضت لكوارث طبيعية وحروب، 28 دولة، وصل فيها عدد المشاريع الى 154 مشروعاً إغاثياً.
وأكدت الجمعية أن دولة الكويت ستواصل مسيرة دعم العمل الإنساني، ولن تألو جهداً في تقديم مساعداتها التي تعكس صورة البلاد المشرفة تحت قيادة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد.
إضافة الى مواصلة دورها المجتمعي داخل الكويت عبر تقديم الكثير من البرامج التـي تستهدف خدمات الرعاية التعليمية والصحية والمعيشية، حيث سعت الى معالجة المرضى، وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية ورعاية الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين، وعملت على تقديم المساعدات لجميع الفئات الموجودة على أرض الكويت.
فيضانات ليبيا
في أكبر كارثة إنسانية، شهدت ليبيا في سبتمبر 2023 مأساة خلفتها العاصفة «دانيال»، حيث ابتلعت الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة آلاف الأشخاص الذين لقوا حتفهم جراء السيول والفيضانات.
ومن خلال الجسر الجوي، أرسلت الجمعية بالتنسيق مع الجهات المعنية 5 طائرات إغاثية تحمل أكثر من 82 طناً من المواد الإغاثية، كما قام فريق الجمعية الميداني في ليبيا بالتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر الليبية بتوزيع المساعدات الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية والخيام، للمساهمة في تخفيف معاناة المنكوبين.
زلزال تركيا وسورية
شهدت تركيا ومناطق شمال سورية في 6 فبراير 2023 أسوأ كارثة إنسانية منذ عشرات السنوات، فقد ضرب الزلزال بقوة 7.9 درجات ولاية قهرمان مرعش في جنوبي تركيا، مخلفا دمارا شاملا ومئات الآلاف من الضحايا والمصابين والمفقودين، وتدميرا واسعا للمرافق، والبنية التحتية، والممتلكات. وقد كانت الكويت من أول المبادرين للمساعدة عبر إنشاء جسر جوي إغاثي لإرسال المساعدات والاحتياجات الطبية العاجلة بمشاركة عدة جهات حكومية.
زلزال المغرب
في أعنف زلزال يضرب المغرب منذ نحو قرن من الزمن، شهد إقليم الحوز جنوب غربي مدينة مراكش في شهر سبتمبر 2023 كارثة إنسانية جراء الزلزال الذي بلغت قوته 7.2 درجات على مقياس ريختر، كما خلف الزلزال دماراً شاملاً ومئات الآلاف من الضحايا والمصابين المفقودين وتدميرا واسعا للمرافق، والبنية التحتية، والممتلكات. واستجابة للنداء الإنساني، سارعت الجمعية إلى مد يد العون على وجه السرعة، وإطلاق حملة لجمع التبرعات، وكذلك تفعيل غرفة العمليات والتواصل مع جمعية الهلال الأحمر المغربية لتحديد الاحتياجات الأولية للمساهمة في إنقاذ الأرواح، وتوزيع المساعدات والإيواء العاجل للمتضررين. وتأتي الاستجابة العاجلة للوقوف مع الأشقاء والأصدقاء في هذا الظرف الطارئ، ومواصلة الجمعية مد أذرع الإنسانية لإغاثة المنكوبين من خلال توفير الاحتياجات الإنسانية والإغاثية بغية تجاوز هذه الأزمة.
قطاع غزة
منذ بدء تصاعد وتيرة الأحداث الأخيرة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، وشن الكيان الصهيوني سلسلة من الغارات وعمليات القصف على المدنيين، وصلت إلى حد الإبادة الجماعية والتهجير القسري، وسقط فيها ضحايا، وصولا إلى 28.5729 ألف شهيد لتاريخ 17 فبراير 2024، وأدت إلى تدمير المباني والمستشفيات والجامعات ومقرات الأمم المتحدة.
سيرت الجمعية 13 رحلة جوية لإغاثة ومساعدة الشعب الفلسطيني منذ 7 أكتوبر 2023 ولنهاية العام بلغت حمولتها 290 طناً.
أطلقت الجمعية حملة تبرعات تحت شعار «أغيثوا فلسطين»، وأبرمت عدة اتفاقيات مع جمعيات الهلال الأحمر المصرية والأردنية والفلسطينية، وجمعية وفا للتنمية وبناء القدرات، وأنشأت مستشفيين ميدانيين.
سند للإنسانية
في ختام عام 2023 فجعت الكويت بوفاة أميرها الراحل الشيخ نواف الأحمد، الذي كان داعياً للسلام ومساهماً في نصرة المظلومين والمنكوبين حول العالم، ومعززاً للعمل الإنساني، ومكملاً لمسيرة الكويت ودبلوماسيتها في إشاعة السلام، حيث كان، رحمة الله عليه، سنداً للإنسانية، وداعماً لقيمها عبر ترسيخ الأعمال الخيرية من خلال توجيهاته السامية في تلبية إغاثة المنكوبين في كل دول العالم.
الدور المجتمعي والإنساني داخل الكويت
واصلت الجمعية عطاءاتها في شهر رمضان المبارك داخل الكويت، ووزعت السلال الغذائية، ووجبات إفطار الصائم لدعم المحتاجين والأسر المستضعفة والعمالة وغيرهم، ونظمت الجمعية حفل «القرقيعان» لقاطني دور الرعاية الاجتماعية.
وفي مناسبة عيد الأضحي المبارك وزعت ملابس العيد على 3000 أسرة مستضعفة و900 عامل داخل الكويت. كما أطلقت مشروع توزيع كوبونات شراء كسوة عيد الفطر السعيد للأسر المستضعفة، وبلغ إجمالي المستفيدين 350 فردا.
وحرصاً على غرس ثقافة التطوع لدى الأطفال استمرت الجمعية بتعزيز نشاط نادي المتطوع الصغير خلال فترة العطلة الصيفية بمشاركة 100 طفل.
وبهدف تعزيز دخل الأسر المستضعفة وتحسين أوضاعها المعيشية أطلقت مشروع الخياطة والتفصيل، وعملت على لم شمل الأفراد المفقودين بأسرهم من تسلم طلبات البحث والعمل على تكثيف عمليات الكشف عنهم داخل البلاد.
وقدمت الجمعية دورات تدريب متنوعة شملت الإسعافات الأولية، والصحة النفسية، والقانون الدولي، والإعلام الإنساني، وقضايا البيئة، والكوارث ونظم الإنذار، وبلغ إجمالي الدورات 28 دورة في الإسعافات الأولية استفاد منها 400 فرد.
جهود وطنية
تعتز جمعية الهلال الأحمر الكويتية بالجهود الوطنية الجبارة، وانطلاقاً من دورها ونهجها الأصيل الداعم للمشاريع الإنسانية في الشدة وفي الرخاء، بفضل دعم أهل الكويت والمتبرعين أصحاب الأيادي البيضاء، وأبنائنا المتطوعين والمتطوعات الذين بذلوا جهوداً حثيثة في دعم جهود الدولة في كل التحديات داخل الكويت وخارجها.