سوق الأحمدي فرصة ضائعة
كنت قد سخّرت يراعي على مدى الأشهر الأخيرة لتسليط الضوء على زوايا عدة أتناول فيها القضية الفلسطينية، وهو أقل ما يمكن لأي إنسان عربي ذي مبدأ واضح وصريح أن يفعله ومن أي موقع كان، وكنت قد توقفت لوهلة عن تناول عدة مسائل تُعنى بالشأن العام، جرت لها بنات الأعين فرحا من محبيّ، فالأوضاع لا تساعد، وأصبحنا ندور في فلك أظلم من قضايا بات تكرارها مملاً للنخب قبل العامة، لكن وبكل صراحة استوقفني مقطع مصور لأحد المواطنين منذ أسابيع عدة يناشد فيه أو يطالب بإحياء وإعادة إعمار «سوق الأحمدي» ليكون وجهة سياحية وتجارية على شاكلة سوق المباركية مثلاً.
منطقة الأحمدي بشكل عام وسوقها القديم المهجور المهترئ خاصة، تشكل فرصة من فرص ضائعة عدة في الدولة للسياحة الداخلية والخارجية، وأنا هنا لا أخاطب المواطن صاحب المقطع المسجل فقط بل كل مسؤول غيور على هذا البلد، فالمنطقة بشكل عام لها ذكريات خاصة جداً معي منذ نعومة أظفاري وتنعم بمبادرات عدة لشركة نفط الكويت تحديدا، ولكن سوقها القديم يعد فرصة ضائعة أمام الدولة والمستثمرين، ليس كموقع تجاري للباعة فحسب، بل من تطفل الحداثة التدريجي عليه ليصبح شيئا أشبه بالمكان الهجين ما بين الماضي والحاضر، بل يمكن له أن يكون معلماً سياحياً متكاملاً يقصده أبناء الشعب كافة، ومن حولنا من أبناء دول الخليج العربي، بل يمكنني أن أزيد أكثر وأكثر وأن أقول بأن على الدولة واجباً إزاء إنقاذ هذا المعلم الحيوي.
وبحسب آخر التصريحات فإن الأحمدي بشكل عام تحوي على 2212 مبنى ومعلماً تاريخياً، وهذا يجعل من استثمارها شيئاً سهلاً، ويا حبذا تدشين مناطق وحدائق للعلوم والتكنولوجيا والطاقة Energy Parks لتتحول المنطقة بل المحافظة بشكل عام الى وجهة علمية كذلك.
دعم الدولة للمبادرين شريطة أن يحافظوا على معالم السوق القديم ودخول القطاع الخاص بشكل صحي مفيد للدولة والوطن من أهم تلك الفرص التي تقدم نفسها اليوم لنا على طبق من ذهب، وقس على ذلك مشاريع عدة وأعمال عديدة على نطاقات وصُعد مختلفة من المهم أن يتم استغلالها الآن قبل عض أصابع الندم.