مصر تستضيف هنية ومبعوث بايدن لدفع التهدئة في غزة
خلافات داخل حكومة الحرب الإسرائيلية تهدد بحلها والقاهرة تتجاوز نتنياهو وتتواصل مع غانتس
مع بروز خلافات عميقة وصلت إلى حد التناحر بين أعضاء مجلس الحرب الإسرائيلي تجاه انفراد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقرار عدم استكمال آخر جولة من المفاوضات التي استضافتها العاصمة المصرية بشأن صفقة التبادل وإقرار هدنة بحرب غزة التي أتمت يومها الـ 137 أمس، عاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، إلى القاهرة، على رأس وفد من قيادة الحركة، بالتزامن مع وصول بريت ماكغورك مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن لإجراء مشاورات منفصلة بشأن تهدئة الأزمة المعقدة والمخاوف من اجتياح جيش الاحتلال لرفح المتاخمة لسيناء المصرية.
وفي وقت تبحث الوساطة المصرية والقطرية التي تتم بتنسيق مع واشنطن عن حلول لعقد التوصل إلى اتفاق يشمل إطلاق سراح رهائن وأسرى إسرائيليين ومعتقلين بسجون الاحتلال بالإضافة إلى هدنة قبل حلول شهر رمضان في 10 مارس المقبل، ذكرت «حماس»، أن زيارة هنية الثانية في غضون أسبوع تهدف إلى إجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول الأوضاع السياسية والميدانية، والجهود المبذولة لوقف العدوان وإغاثة المواطنين وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني. ونقل عن قيادي بالحركة أن لقاءات هنية ستستكمل النقاشات حول مقترح باريس لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين وما تبعه من ردود.
ومن المقرر أن يجتمع اليوم مدير جهاز المخابرات المصري عباس كامل بماكغورك قبل أن يسافر إلى تل أبيب للقاء نتنياهو ووزير الأمن يواف غالانت ومسؤولين إسرائيليين آخرين غداً.
وقبل وصوله أفاد مسؤولون بأنّ محادثات ماكغورك في كل من مصر وإسرائيل ستركز على الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح، المكتظة بنحو 1.5 مليون نسمة أغلبهم من النازحين، ومفاوضات صفقة تبادل الأسرى والهدنة.
تناحر وزاري
جاء ذلك في وقت كشفت تقارير عبرية، أن الأزمة داخل مجلس الحرب المصغر تفاقمت خلال اجتماعه الأخير، بين الوزيرين بيني غانتس ويوآف غالانت من جهة، ورئيس الوزراء من جهة ثانية. وقالت إن اتصالاً هاتفيّاً جرى بين وسطاء في مصر وغانتس أشعل غضب نتنياهو الذي رأى أنها محاولة لدفع الأول إلى تصدر الواجهة السياسية بعد أن رفض هو تمرير صفقة تبادل وهدنة، بزعم أن «حماس» ترفض تخفيف شروطها التي وصفها بأنها تضاعفت عشر مرات عن الصفقة السابقة.
كما نقل عن الوزير غادي آيزنكوت تحذيره من أن «الحرب تجري وفق إنجازات تكتيكية دون تحركات تحقق إنجازات استراتيجية». وأعرب ايزنكوت حليف غانتس عن تخوفه من أنه «ثمة صعوبة في تحقيق أهداف الحرب التي تعثرت».
واشنطن تتصدى لوقف النار بمجلس الأمن وتقترح هدنة مؤقتة ومنعاً لاجتياح رفح
من جهته، جدد وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير مطالبته بحل مجلس الحرب، بسبب ما اعتبره فشله في إدارة المعركة.
وتزامن ذلك مع إعلان رئيس الأركان هرتسي هاليفي أن التحقيقات الداخلية بجميع الوحدات في أحداث 7 أكتوبرالماضي، «هجوم طوفان الأقصى»، ستبدأ خلال الأيام المقبلة بعد أن أصحبت الظروف مناسبة.
نهاية معركة خان يونس؟
ميدانياً، نقل عن مصادر بالجيش الإسرائيلي أنه يقترب من انهاء عملية خان يونس مع استمرار عمليات حفر تحت مجمع ناصر الطبي، ثاني أكبر مستشفيات القطاع بحثا عن أنفاق.
وأفادت المصادر بأن الجيش سيحسم موقفه بشأن شن هجوم برفح أو التوجه لاقتحام مخيم بوسط القطاع بدلا من ذلك خلال الأيام المقبلة وبعد عرض خططه على المستوى السياسي بشأن اجتياح المدينة الحدودية وسبل إجلاء المدنيين الفلسطينيين منها.
وأفادت وزارة الصحة بارتفاع حصيلة القتلى في القطاع منذ بدء الحرب إلى 29.195 بينهم 100 خلال الـ24 ساعة الماضية، فيما دارت اشتباكات عنيفة على عدة محاور بخان يونس وشمال شرق رفح وجنوب شرق حي الزيتون.
فيتو وبديل
على الصعيد الدولي، أحبطت واشنطن مشروع قرار طرحته الجزائر على مجلس الأمن الدولي للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، عبر استخدام حق النقض «الفيتو» في خطوة هي الثالثة من نوعها منذ بدء الأزمة.
وطرحت واشنطن في المقابل مشروعاً بديلاً للنقاش على أعضاء المجلس المؤلف من 15 عضواً.
وأفادت «رويترز» بأن المشروع الأميركي يعارض شن أي هجوم بري إسرائيلي كبير في رفح «في ظل الظروف الحالية» لكنه يراعي عدم الإضرار بجهود التوصل إلى صفقة تبادل وبناء مسار مستدام للسلام.
وبحسب مصدر دبلوماسي، فإن المشروع البديل ليست لديه أي فرصة لاعتماده في صيغته الحالية، لا سيما بسبب احتمال «فيتو روسي».
وفي ظل انسداد نافذة مجلس الأمن، أعرب ممثل السعودية خلال مرافعة أمام محكمة العدل الدولية بشأن العواقب القانونية للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967 عن اعتقاده بأن أفعال الدولة العبرية تشير إلى أن لا نية لديها لتحقيق السلام، مضيفا أن تل أبيب جعلت من المستحيل إقامة دولة فلسطينية بضمها مليوني دونم من الأراضي وبناء ما يزيد على 279 مستوطنة غير قانونية.
وفي وقت تسعى واشنطن لدفع خطة سلام وتطبيع إقليمية بمشاركة دول عربية، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن السلطة الفلسطينية قادرة بدعم المجتمع الدولي، على السيطرة على جميع الأراضي الفلسطينية، في إشارة إلى اليوم التالي لانتهاء حرب غزة، لكنه أشار إلى أن ذلك يحتاج إلى «طريق حقيقي» لإقامة دولة فلسطينية.
وشدد على أن احتمالية تنفيذ عمليات إسرائيلية في رفح «أمر غير مقبول تماماً»، معربا عن اعتقاده بأن إيران «لا تريد حرباً أوسع نطاقاً في المنطقة».
ومع سعى واشنطن لعزل طهران دبلوماسياً عبر خطتها التي تلوح بالاعتراف بدولة فلسطينية من جانب أحادي، استقبل وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي، القيادي في «حماس» أسامة حمدان، وعضو المكتب السياسي لـ «لجهاد» علي أبو شاهين، في طهران لمناقشة آخر المستجدات.
وخرج وريث العرش البريطاني الأمير وليام، أمس، عن خط التحفظ الذي تعتمده عادة العائلة الملكية البريطانية.
ودعا وليام، في بيان، إلى «وقف المعارك في أسرع وقت ممكن» بين إسرائيل وحركة حماس، مشدداً على «سقوط الكثير من القتلى».
وأشار إلى أن «غزة بحاجة ماسة إلى زيادة المساعدات الإنسانية. ومن الضروري أن يتم تسليم المساعدات وإطلاق سراح الرهائن».