وفاة نافالني الغامضة تحرك المياه السياسية في روسيا

والدة المعارض تناشد بوتين الإفراج عن جثمانه
• «الكرملين» يعتبر ترقية ضابط اتُّهم بتعذيبه «روتينية»

نشر في 21-02-2024
آخر تحديث 20-02-2024 | 20:20
روسيتان تؤبنان نافالني عند نصب سولوفتسكي في موسكو تحت أعين شرطي (أ ف ب)
روسيتان تؤبنان نافالني عند نصب سولوفتسكي في موسكو تحت أعين شرطي (أ ف ب)

حرّكت الوفاة الغامضة للمعارض الروسي اليكسي نافالني (47 عاماً) في سجنه القطبي، المياه السياسية في روسيا، قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر المقبل، في حين تصاعدت الانتقادات الغربية لموسكو، التي لا تزال تحتفظ بجثمان المعارض، بحجة إجراء تحقيق في أسباب وفاته التي أعلن عنها يوم الجمعة الماضي.

وقال حزب المبادرة المدنية الروسي، إنه تقدّم بطلب لإدارة مدينة موسكو لتنظيم مسيرة تذكارية في 2 مارس المقبل، لتكريم ذكرى نافالني والمعارض الراحل بوريس نيمتسوف الذي اغتيل في 2015 بموسكو.

ونشر رئيس الحزب، أندريه نيشاييف، وهو وزير اقتصاد سابق بين عامي 1992 و1993، صورة لطلب الترخيص على قناته على تطبيق تليغرام، غير أنه من المستبعد أن توافق السلطات الروسية على الطلب، وتمنح الحزب المحسوب على المعارضة المعتدلة تصريحا لتنظيم المسيرة.

في السياق، تعهّد المعارض الروسي إيليا إياشين (40 عاماً) المحكوم عليه بالسجن 8 سنوات ونصف السنة لإدانته الهجوم على أوكرانيا، بمواصلة معركته ضد الرئيس فلاديمير بوتين، معربا عن قناعته بأن الرئيس الروسي أمر «بقتل» نافالني. وقال المعارض «في ذهنية بوتين، هذه هي الطريقة التي تثبت فيها السلطة وجودها، بالقتل والقسوة والانتقام الواضح. هذا التفكير ليس تفكير رجل دولة، إنه تفكير زعيم عصابة».

وقال إياشين، الذي يُصنف بأنه ناشط في المعارضة الروسية منذ بدء سنوات الألفية، مثل نافالني، وكان صديقا قديما لأبرز معارض روسي: «سيدخل نافالني التاريخ كرجل يتمتع بشجاعة استثنائية، وكان يمضي قُدما من أجل قناعاته. مضى الى الأمام غير آبه بالخوف والموت، كان يتقدم بابتسامة ورافعا رأسه بفخر، ومات بطلا». وتابع: «سيبقى بوتين رجلا صغيرا حصل على سلطة هائلة مصادفة».

إلى ذلك، حضت لودميلا نافالنيا (والدة نافالني)، أمس، الرئيس بوتين على تسليمها جثة ابنها الذي توفي قبل 5 أيام في سجن بالمنطقة القطبية الشمالية. وقالت ليودميلا «أناشدك يا فلاديمير بوتين، حلّ القضية بيدك وحدك. دعني أرى ابني أخيرا. أطالب بتسليم جثمان أليكسي فورا، كي أتمكن من دفنه بطريقة إنسانية».

في المقابل، أصدر بوتين مرسوما رئاسيا بترقية نائب رئيس هيئة السجون فاليري بويارينيف لرتبة كولونيل جنرال بوزارة الشؤون الداخلية. وكتب مدير مؤسسة مكافحة الفساد، (التي أسسها نافالني)، على قناته في تطبيق تيلغرام، أمس، أن بويارينيف كان مسؤولا شخصيا عن تعذيب نافالني في السجن. وكتب إيفان زدانوف بشأن ترقية بويارينيف «هذه بمنزلة جائزة بوتين المفتوحة مقابل التعذيب».

يُشار إلى أنه في يوليو 2023، أصبح من المعروف أن بويارينيف أصدر أمرا لتقييد قدرة نافالني على شراء الطعام والاحتياجات اليومية، وذلك خلال جلسة استماع بالمحكمة في قضية المعارض البارز.

ورفض «الكرملين»، أمس، اتهام يوليا نافالنايا (أرملة نافالني) لبوتين بقتله. وقال المتحدث باسم «الكرملين»، دميتري بيسكوف: «بالطبع إنها اتهامات باطلة وفظّة بحق رئيس الدولة الروسية، لكن نظرا إلى أن يوليا نافالنايا باتت أرملة قبل بضعة أيام، لن أعلّق على الأمر».

كما برر الناطق باسم «الكرملين» اعتقال الأشخاص الذين كانوا يتضامنون مع نافالني من خلال وضع الزهور بشكل سلمي أمام نصب ضحايا القمع السياسي السوفياتي. وقال إن «قوات الأمن تصرفت بموجب القانون»، كما وصف ترقية بويارينيف بأنها روتينية.

وبعد استدعاء السفراء الروس في عدد من الدول، في مقدمها ألمانيا وفرنسا للاحتجاج، طالبت وزارة الخارجية الفرنسية، في بيان أمس، بفتح «تحقيق مستقل ومعمق» بوفاة نافالني، محمّلة السلطات الروسية «المسؤولية الكاملة عنها».

back to top