انطلاق «مسقط الدولي للكتاب» بنسخته الـ 28
مشاركة كويتية لافتة في المعرض... وفلسطين بؤرة الفعاليات
في ظل ما يسود العصر الحديث من صخب إلكتروني حاد، تزيد حدته وسائل التواصل التي تتسابق إلى عرض الغث والسمين مع بترها المعلومات واختلاقها للمشاجرات والشائعات، تنهض معارض الكتاب بدورها المعرفي الحقيقي لتوفر لمحبي الثقافة الهادئة المتكاملة مرفأ تستريح فيه سفنهم من عبث أمواج الحياة المتلاطمة التي لا تعرف الهدوء... وفي هذا الإطار انطلق أمس معرض مسقط للكتاب الدولي، ليقدم مساحة روحية عقلية ثرة، ووجبة علمية ثقافية دسمة، فضلاً عن دور قومي تنطق به عناوين الكتب والندوات التي أعلن عنها هذا المؤتمر.
وانطلق المعرض، الذي افتتحه أمس وزير الأوقاف والشؤون الدينية العماني د. محمد بن سعيد المعمري، في دورته الثامنة والعشرين بنحو 622 ألف إصدار عربي وأجنبي، وسط مشاركة 847 دار نشر ممثلة لـ 34 دولة، بينها الكويت التي تقدم مشاركة لافتة.وعلى رأس الفعاليات الثقافية العديدة التي أعلن عنها منظمو المعرض والبالغ عددها 152 تمثل القضية الفلسطينية درة التاج ومركز الوسط في تلك الفعاليات التي ستتخذ من المعرض منبرا لتثبيت الحق الفلسطيني وإيصال وجهة نظر أصحاب الأرض إلى العالم عبر تلك الفعاليات التي تستمر حتى 2 مارس المقبل، وأبرزها ندوة اختير لها عنوان «التشبث بالأرض في الأدب الفلسطيني»، فضلاً عن جلسة نقاشية عنوانها «الراهن العربي وتحولات القضية الفلسطينية».
المعرض يشهد 622 ألف إصدار عربي وأجنبي بمشاركة 847 دار نشر من 34 دولة
وتتوزع دور النشر المشاركة في المعرض المقام هذا العام في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض، على 1236 جناحا، حيث تأتي مصر في مقدمة المشاركين بـ 128 دار نشر، تليها سلطنة عمان بـ 104 دور نشر، وبعدهما لبنان بـ 76.
وفي ضيافة قاعات أعدت خاصة لهذا الغرض، يقدم «ركن الطفل» أنشطة عديدة من مسابقات تفاعلية وأنشطة ثقافية وعروض مسرحية، إلى جانب فعاليات الرسم والتلوين، وجلسات قرائية وصناعة الأغلفة والفواصل وكتابة القصص.
ولم ينأ المعرض بنفسه عن ركب التكنولوجيا رغم تأثيرها على الكتاب الورقي، ولم يتخذ منها موقفا معاديا، بل على العكس عمد إلى إقامة حزمة فعاليات وندوات ومحاضرات تهدف إلى تسليط الضوء على الذكاء الاصطناعي وتأثيره في صناعة الثقافة، حيث ينظم محاضرة مهمة حول «الملكية الفكرية والميتافيرس في إطار الذكاء الاصطناعي المعزز»، وأخرى تتعلق بـ «دور الذكاء الاصطناعي في نجاح المشاريع»، فضلاً عن ندوة «الرواية والذكاء الاصطناعي» و»التحولات الثقافية.. تأثير الذكاء الاصطناعي على الثقافة والإبداع»، و»الذكاء الاصطناعي.. تحديات وفرص».
مقاهٍ ثقافية تتخلل أجنحة المعرض يشارك فيها رواد صناعة الكتب بحضور المؤلفين
أما المقاهي الثقافية المعتادة في مثل هذه الفعاليات فتتخلل أجنحة المعرض، حيث يشارك فيها رواد صناعة الكتب ونشرها، وسط حضور مؤلفين لتوقيع إصداراتهم وإبرام العقود.
وبصفتها «ضيف شرف المعرض» تشارك محافظة الظاهرة في عدد من الفعاليات والأنشطة التي تهدف إلى إثراء معلومات الحضور حول التاريخي الحضاري للمحافظة، مع تنظيمها معرضا لأهم الآثار المكتشفة في المحافظة، وإقامتها معرضا للفن والصور المستوحاة من التراث والتاريخ العماني العريق.
«ركن الطفل» يقدم مسابقات تفاعلية وأنشطة ثقافية وعروضاً مسرحية
وحول التغطية الإعلامية، يقوم بهذه المهمة برنامج «الفهرس» وهو برنامج تلفزيوني عماني يومي، إلى جانب إذاعة السلطنة عبر برنامجه «خير جليس»، في موازاة تغطية مصورة لمنصة «جليس».
شكر وتقدير للمحروقية
باقة ورد وشكر إلى المديرة العامة للإعلام الخارجي في وزارة الإعلام العمانية شيخة بنت أحمد المحروقية، التي استقبلت الإعلاميين الضيوف بكل بشر وترحيب، مع تسخيرها كل الإمكانيات لتذليل مهامهم من أجل تغطية ناجحة للمعرض.
ولم تبخل المحروقية بإجابة أسئلة أعضاء الوفد الإعلامي، واعدة بتنظيمها للصحافيين الكويتيين عدة لقاءات مع كبار المسؤولين العمانيين، فلها من «الجريدة» كل الشكر والتقدير.