لم يسبق للمنتخبين الكاميروني والسويسري أن تواجها من قبل؛ سواء رسميا أو ودّيا، وهو ما يجعل المواجهة المقررة بينهما عند الواحدة ظهر اليوم على استاد الجنوب في الجولة الأولى من منافسات المجموعة السابعة، استثنائية وغامضة، وسط تطلعات من المنتخبين لوضع قدم في الدور الثاني، قبل مواجهتَي صربيا والبرازيل.
ويعود منتخب الكاميرون إلى المشاركات في المونديال تحت القيادة الفنية للمدرب ريغوبرت باهاناغ سونغ، بعد غياب عن النسخة الماضية في روسيا 2018، في حين بلغ عدد مشاركاته في نهائيات كأس العالم 8 مرات.
وتعتبر أفضل نتيجة حققها منتخب الأسود غير المروّضة، هي بلوغ دور ربع النهائي من مونديال إيطاليا 1990، إثر عبوره من الدور الأول باقتدار بجيل الأسطورة روجي ميلا الذي استُدعي للمشاركة في البطولة، رغم اعتزاله بتدخّل مباشر من الرئيس الكاميروني (بعد الفوز على الأرجنتين بهدف)، ثم رومانيا بنتيجة (2-1)، قبل الخسارة الفادحة من منتخب الاتحاد السوفياتي برباعية بيضاء، ليواصل عروضه المميزة بالانتصار على كولومبيا وحارسها «المثير للجدل» رينيه هيجيتا بنتيجة (2-1)، قبل أن تتوقف مسيرة الأسود بالخسارة من الإنكليز في الأشواط الإضافية (2- 3).
أما عن مشوار بطل أمم إفريقيا 5 مرات نحو المشاركة في كأس العالم بقطر 2022، فجاءت عقب تصدّره المجموعة الرابعة D من التصفيات الإفريقية المؤهلة للمونديال، بعد أن حصد 15 نقطة وفارق 9 أهداف، مبتعدًا بنقطتين عن منتخب كوت ديفوار وصيف المجموعة.
وضمت القائمة الرسمية للمدرب سونغ أندريه زامبو أنجيسا، وإريك مكسيم تشوبو موتينغ، تشوبو موتينغ صاحب 9 أهداف في آخر 8 مباريات مع بايرن ميونخ الألماني.
سويسرا مستعدة للنزال
في المقابل، جاءت مشاركة سويسرا عقب نجاحه في الهروب بصدارة المجموعة الثالثة في التصفيات، برصيد 18 نقطة وصافي 13 هدفًا، مبتعدًا بفارق نقطتين عن المنتخب الإيطالي بطل يورو 2020، الذي فشل بدوره في التأهل للمونديال بعد الخسارة من مقدونيا الشمالية في نصف نهائي الملحق الأوروبي.
وفي رحلته بالتصفيات الأوروبية المؤهلة للنسخة الجديدة من المونديال، حقق المنتخب الوطني السويسري 5 انتصارات و3 تعادلات، بينما خلت سجلاته من الهزيمة.
أما عن استعدادات الفريق المصنف رقم 16 عالميًا وفقًا للفيفا للنهائيات، فعلى غرار معظم المنتخبات الأوروبية المونديالية، خاض السويسريون منذ مارس الماضي 9 مباريات، 3 منها وديّة، و6 لقاءات في دوري الأمم الأوروبية.
وفي الوديات، حققت سويسرا تعادلًا إيجابيًا مع كوسوفو بنتيجة (1-1)، بينما خسرت من إنكلترا (1-2)، وسقطت أمام غانا بثنائية نظيفة.
ويضم المنتخب السويسري تحت القيادة الفنية للسويسري مراد ياكين في صفوفه الثنائي غرانيت تشاكا نجم أرسنال الإنكليزي وشيردان شاكيري لاعب وسط ليفربول السابق.
إيتو يحضر تدريبات منتخب بلاده
شهدت تدريبات المنتخب الكاميروني أمس حضور رئيس الاتحاد الكاميروني لكرة القدم النجم العالمي صامويل إيتو قبل مواجهة سويسرا بكأس العالم، لتحفيز اللاعبين قبل افتتاح مشوارهم في مونديال قطر 2022. وكان إيتو رشح خلال تصريحات سابقة حصول منتخب بلاده على اللقب.
وتخوض الكاميرون منافسات البطولة ضمن مجموعة هي الأصعب بين المجموعات الى جانب منتخبات صربيا والبرازيل وسويسرا.
إمبولو أسد سويسريغير مروّض
إذا كان بريل إمبولو وُلد في الكاميرون، فإنه نشأ في سويسرا، وهذا سبب اختياره الدفاع عن ألوان «ناتي» بدلاً من «الأسود غير المروضة». وقال إمبولو، قبل مواجهة اليوم: «إذا سجّلت (هدفا)، فسأحاول عدم الاحتفال. لكن كرة القدم هي رياضة المشاعر. إذا احتفلت، فلن يكون ذلك ضد بلدي الأم. ولكن لأنني أريد الفوز».
وأضاف اللاعب البالغ من العمر 25 عاما وأحد اللاعبين الذين ستُسلّط عليهم الأضواء في مواجهة سويسرا والكاميرون بملعب الجنوب في الوكرة: «إنها مباراة خاصة جدا جدا بالنسبة لي ولجميع أفراد عائلتي. لأنها نوع من الصراع! ستكون هناك الكثير من المشاعر في هذه المباراة».
ووصل إمبولو إلى سويسرا في سن الرابعة مع والدته وشقيقه، لأن والديه كانا مُطلَّقين، وتم اكتشاف موهبته في سن الثالثة عشرة من قبل نادي بازل، وسرعان ما تم اختياره للعب للمنتخب السويسري، لكنه لم يكن يحمل الجنسية السويسرية، وتواصل معه «الأسود غير المروضة» بالكاميرون، في سن السابعة عشرة، والتي ما زال يكن لها حبا جارفا؛ لأن اسرته تقيم فيها.
شعبية كبيرة
ويشعر إمبولو إنه في موطنه في سويسرا أيضا، حيث يتمتع بشعبية كبيرة.
يؤكّد ليونيل بيتيه الصحافي في جريدة «لو تان»: «لديه هذه القدرة على التحدث إلى سويسرا بأكملها»، مضيفا «إنه مواطن كاميروني يتحدّث الفرنسية نشأ في سويسرا الناطقة بالألمانية، ويتحدّث الفرنسية والألمانية بشكل مثالي. لا يكاد يوجد أحد باستثناء (المتزلجة لارا) غوت- بهرامي أو (روجيه) فيدرر من بين أفضل الرياضيين في سويسرا للإجابة على الجميع بلغتهم. من أجل أن تصبح نجما رياضيا وطنيا، ذلك مهم».
وفي صفوف سويسرا، لعب في الجناحين الأيمن والأيسر بحكم أن مركز رأس الحربة كان محجوزا لهاريس سيفيروفيتش. كان إمبولو أكثر على الجناح، أو مهاجم مزيف، أو حتى على مقاعد البدلاء... هو الآن في مستوى جيد مع فريقه موناكو بتسجيله ثمانية أهداف في 23 مباراة.