أقام بيت الشعر في رابطة الأدباء، أمسية شعرية بعنوان «بوح وذكريات»، أحياها الشاعران، الكويتي فيصل العنزي، والأردنية تماضر العطروز، وأدارتها أنوار فاهد، وحضرها جمع من الأدباء والمثقفين.
استهل العنزي الأمسية بقصيدة وطنية بعنوان «وطني الكويت» مفعمة بالمفردات والصور الشعرية التي تصف الوطن، وتجعله في القمة، وتنتصر لكل ما يتضمنه من أجواء وحياة: وطني علا سعة الزمان زمانا/ ومكانه فاق المكان مكانا/ يحتل في قلبي شغاف محبة/ مسترسلاً كل الجهات حنانا/ وطني الكويت كرامة وشهامة/ فاضت على شعب الكويت أمانا.
بعدها ألقى بعض قصائده التي باح من خلالها بمكنون نفسه، كما تذكَّر بعض الشخصيات التي تركت انطباعاً ثقافياً مهماً على الساحة قديماً، ففي قصيدة «عن أي أسئلة»، استطاع التعبير عن رؤى فلسفية تخص الواقع المزدحم بالأسئلة، التي يصعب في كثير من الأحيان الإجابة عنها، ليقول: عن أي أسئلة كانت تجيب يدي/ مذ أخرس الخوف صوتي لا أرى مددي/ عن الفراق الذي لا أدري موعده/ أم اللقاء الذي أرجاه يوم غد/ أم الرجال الذين في مجالسهم/ ماض يحدثنا عن كل معتقد.
وقدَّم شكره لبيت الشعر على تنظيم هذه الأمسية، معرباً عن سعادته بالحضور الذي كان مميزاً.
قصيدة حياة
من جهتها، أنشدت الشاعرة الأردنية تماضر العطروز قصائدها، التي احتوت على روح المغامرة والمغايرة، لتقول في قصيدة «حياة»: حياة يا فكرة باتت تراودني/ مثل القصيدة إن جاءت بلا وعد/ مالي أرى كلما قد جئتها ابتعدت/ كغيمة العشق تخفي غير ما تبدي.
فيما بدت قصيدة «نداء وعهد» متواصلة مع المشاعر الإنسانية، تلك التي بثت فيها رؤاها الإنسانية: أسابقها فتسبقني عذاري/ من الأشواق تستدعي العذارى/ كرائم ما تريم لها خباء/ ولا كشفت لعاشقها خمارا.
وكانت قصيدة «عودة النابغة» عبارة عن استدعاء وتناص مع معلقة الشاعر العربي النابغة الذبياني: أدار ميّة أم أنساكها الأبد/ أم هل جننت فغاب النصح والرشد؟/ بل دار ميّة لا مس يخالجني/ بل دار ميّة ويحي ما الذي أجد. وظهرت روح المقاومة في قصيدة «نداء القدس»، مستحضرة الرموز العربية التي دافعت عن الإسلام ومقدساته، في ظل ما تشهده تلك المقدسات من انتهاكات صهيونية مستمرة من دون توقف: أيا عامر الجراح رفقاً بحاليا/شرحبيل يا بن العاص، هيّا أنقذنيا/ ألا يا أساة الخلق إني عليلة/ وليس سواكم في الأنام مداويا.
تغير وتبدل الحياة
وعلى هامش الأمسية، قالت العطروز: «تجربتي الشعرية ممتدة منذ الطفولة، أنا ابنة بيئة شعرية، لذلك كنت أعشق الشعر منذ صغري، وبدأت الكتابة في عُمر عشر سنوات، وطوَّرت هذه الموهبة، حتى أصبحت مهارة. كتبت في الشعر الفصيح، والحُر، والنبطي، والآن كوني أعمل أستاذة في الجامعة، فمنشغلة بالأبحاث الأدبية والنقدية، إلى جانب هذا الإبداع الشعوري».
وأشارت إلى أنها تكتب عن الحياة، وكل ما بها من أحداث، والانتماء، والولاء، والحُب، متابعة: «يحزنني أن أجد تغيراً وتبدلاً في الحياة بكل ما فيها، لذلك تستفزني بعض المواقف فأكتب، وكل أمر يحتاج إلى شعور ووجدان أكتب له، فأكتب عن الوطن، والحالات الاجتماعية، وبعض الوجدانيات».
جدير بالذكر، أن العطروز أصدرت مجموعة من الدواوين، منها: «خلجات نفس»، و«أقصص خواطرك»، و«كزهر اللوز».