في ظل استمرار حرب غزة لليوم الـ 139، ووسط تحذيرات من انفجار الوضع في الضفة الغربية المحتلة، مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، لقي إسرائيلي مصرعه وأصيب 11، بينهم 3 بجروح خطيرة، في هجوم إطلاق نار نفذه 3 مسلحين فلسطينيين بينهم شقيقان بالقرب من حاجز بين القدس ومستوطنة معاليه أدوميم أمس.

وأفاد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) بأن منفذي الهجوم الذي استهدف جنودا قرب المستوطنة، هم الشقيقان محمد وكاظم زواهرة من قرية التعامرة شرق بيت لحم، وأحمد الوحش من زعترة جنوب بيت لحم.

Ad

وتعهّد وزير الأمن المتطرف، إيتمار بن غفير، بالاستمرار في تزويد الإسرائيليين بالسلاح، وقال لدى تفقده موقع الهجوم «حق الإسرائيليين في الحياة أهم من حرية التنقل»، في إشارة إلى تأييده تشديد القيود على تنقّل الفلسطينيين في المنطقة، وتابع: «يجب تقييد حرية التنقل ووضع الحواجز، سأناضل من أجل إقامة حواجز حول القرى من شأنها أن تحدّ من حرية حركة السكان العرب بمناطق السلطة الفلسطينية».

كما أفيد بأن الجيش الإسرائيلي يعتزم تشكيل كتيبة جديدة من الجنود الاحتياطيين بهدف «حماية الحدود»، بعد أن تم تقليص عدد تلك القوات في وقت سابق لتخفيف النفقات.

في المقابل، باركت حركتا حماس والجهاد هجوم القدس، بوصفه ردا طبيعيا على مجازر الاحتلال في الضفة وغزة ومخططاته لمنع المصلين من الوصول إلى المسجد الأقصى في «رمضان».

تليين وتفاوض

إلى ذلك، أنهى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، زيارة استغرقت يومين للقاهرة لإجراء محادثات يأمل سكان قطاع غزة والعديد من القوى الإقليمية والدولية أن تؤدي إلى هدنة في الوقت المناسب لتفادي هجوم شامل على رفح قد يتسبب في مجازر ويفاقم الكارثة الإنسانية التي تعصف بنحو 1.5 مليون نسمة أغلبهم من النازحين.

ونقل عن مصادر مصرية مطلعة، أمس، أن وفد «حماس» أجرى جلسة صباحية مع المسؤولين المصريين، فيما سرّبت «وول ستريت جورنال» قبول الحركة تليين موقفها لتسهيل إبرام صفقة تبادل محتجزين وإقرار هدنة مؤقتة، مع ربط إطلاق سراح الأسرى الذكور من الجنود الإسرائيليين لديها بـ «تقدّم مفاوضات وقف الحرب» التي تشنّها حكومة بنيامين نتنياهو بهدف القضاء عليها.

وأضافت المصادر أن «المفاوضات مع حماس شهدت تقدماً في مواقفها بشكل إيجابي»، مشيرة إلى أن القاهرة ستنقل إلى الجانب الإسرائيلي، ما أفضت إليه عملية التفاوض مع حماس بشكل كامل، إذ يتوقع أن يصل إلى القاهرة خلال الساعات المقبلة وفد إسرائيلي.

ولاحقاً، تحدث القيادي بالحركة موسى أبو مرزوق عن احتمال حدوث تقدّم وشيك.

وفي حين تحدّث مسؤول أميركي لشبكة سي إن إن عن عدم استعداد نتنياهو لإبرام صفقة في الوقت الحالي، غادر مبعوث الرئيس الأميركي، بريت ماكغورك، القاهرة متوجها إلى تل أبيب لاستكمال جهوده بشأن تسهيل إبرام صفقة تبادل وهدنة تتفادى احتمالات الانفجار خلال رمضان، ولكسب الوقت من أجل فتح الطريق أمام مسار سلام مستدام لإنهاء النزاع.

واستبق وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وصول ماكغورك بتأكيد أن «الطريقة الأكثر فعالية للدفع قُدما بصفقة الرهائن هي الضغط العسكري».

جاء ذلك فيما أفاد مصدر مطلع ومسؤول إسرائيلي، لموقع أكسيوس، بأن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية CIA، وليام بيرنز، سيجري اليوم في باريس مباحثات مع مسؤولين قطريين ومصريين وإسرائيليين، حول الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق.

ومع اشتداد الخلافات بين أعضاء حكومة الحرب المصغرة، ذكرت تقارير عبرية أن نتنياهو منع «الشاباك» 5 مرات من اغتيال زعيم «حماس» في غزة يحيى السنوار، فيما تباهت وزيرة المساواة الاجتماعية، ماي غولان، بالدمار الذي أحدثه جيش الاحتلال بالقطاع، متوعدة رئيس الحركة بقطع رأسه أو اعتقاله.

تحذير مصري

وفي وقت سوّت ضربات إسرائيلية على مدينة رفح، الملاصقة للحدود المصرية، مسجداً بالأرض ودمرت منازل، فيما وصفه السكان بأنها واحدة من أسوأ الليالي التي تمرّ بهم حتى الآن، حذّر وزير الخارجية المصري سامح شكري، في لقاء مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، من المخاطر الجسيمة الناجمة عن أي هجوم إسرائيلي واسع النطاق على رفح، لافتاً إلى أن ذلك من شأنه أن يسبب «كارثة إنسانية محققة» مع اكتظاظ هذا الشريط الضيق بالسكان والنازحين.

وجدد شكري خلال اللقاء الذي تم على هامش مشاركتهما باجتماع مجموعة العشرين في البرازيل، «رفض مصر القاطع لأي خطط أو إجراءات من شأنها أن تُفضي إلى تهجير الفلسطينيين خارج القطاع وتصفية القضية الفلسطينية، مما سيشكل تهديداً للأمن القومي للدول المجاورة».

وفي وقت نقلت وكالة بلومبرغ عن مسؤولين إسرائيليين، قولهم إن حكومة الحرب لا تمتلك خطة واضحة لنقل نحو 1.4 مليون مدني من رفح جنوب قطاع غزة، قبل الاجتياح البرّي المرتقب، حذّر رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية، ضياء رشوان، عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، من غزو المدينة الحدودية، مؤكداً أن هذه المنطقة خط أحمر.

وشدد على أن بيانات الهيئة لا تمثّل آراء شخصية، ولكن تمثّل كيانات الدولة، وانطلاقا من موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وأشار المسؤول المصري إلى أن «دخول شاحنات المساعدات إلى غزة دون التنسيق مع إسرائيل سيتم قصفها»، لافتا إلى أن الشعب المصري لديه إحساس قوى بأن إسرائيل تمثّل خطراً.

محاكمة ومساعدة

في هذه الأثناء، واصلت محكمة العدل الدولية بمقرها في لاهاي الاستماع إلى مرافعات من عدة دول، بينها الأردن والعراق والصين، بشأن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية منذ عام 1967.

وحذّر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من أن «نصف مليون فلسطيني في غزة يموتون جوعا»، داعياً إلى ضرورة وقف العدوان فورا، ووقف السماح لإسرائيل بعدم الاكتراث بالقانون الدولي.

ولفت إلى زيادة الاستيطان اليهودي على الأراضي الفلسطينية بنحو 150 بالمئة منذ توقيع اتفاقيات أوسلو بين تل أبيب والسلطة.

من جهته، أكد ممثل الصين لدى المحكمة أن من حق الفلسطينيين «اللجوء إلى الكفاح المسلح في مواجهة الاحتلال والقمع الأجنبي واستكمال إقامة دولة فلسطينية عبر تقرير حق المصير»، فيما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه «قد تم التقليل من حجم المأساة في غزة عمداً».

وغداة تأكيد وزير الشؤون الخارجية البريطاني، أندرو ميتشل، أن الهجوم المحتمل في رفح يمثل خطا أحمر بالنسبة لحكومة بلاده، ذكرت «الخارجية» أن الجيش البريطاني بالتعاون مع الأردن نفّذ عملية إنزال جوي لأربعة أطنان من المساعدات فوق مستشفى تل الهوى شمال القطاع. وجاء ذلك في وقت أفادت تقارير بأن لندن تدرس فرض حظر تسلّح على إسرائيل في حال شنّها الهجوم المدمر برفح.