شهدنا في الأيام السابقة أحداثاً ساخنة وقرارات صائبة لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الداخلية بالوكالة الشيخ فهد اليوسف الصباح صاحب «الذهن الحاذق والفكر الأمني الصائب»، في جولات ميدانية وخطوات تصحيحية تركت أثرا واضحا في النفوس وحققت الجانب المعنوي لمفهوم الأمن الشامل.
«فهد اليوسف» هرمٌ عسكريٌّ ومدرسة أمنية متكاملة، اتصف بحصافة عقلية علمية وخبرة سياسية ميزانها المنطق، واتخذ من لغة الجسد ردا مفحما حسب مقتضى الحال.
كما تميز «صاحب المدرسة الأمنية» بوضع قضاياه ضمن ميزانها الحقيقي وتمتعه بقدرات فائقة على استكشاف حقائق الأشياء بالنظر إليها من نواح عدة، والتكيف مع الأفكار الجديدة التي يختبرها حوله، فأقواله أفعال، وأفعاله تسبق أقواله، وكلامه قليل والمعنى بحر.
نرى أن ما قام به من تطوير مستمر وتحسين للأداء «مطلب وطني» خصوصاً ما نعانيه اليوم من متغيرات على البيئة الاستراتيجية، فالإدارة الناجحة الناجعة هي المتأهبة دائماً والسبّاقة دوماً في السيطرة على المواقف الحرجة، وإن الأمن الذي نتفيَّأ اليوم في ظلاله هو المرتكز البناء وأساس البقاء ولا تستقيم حياة من دونه، وكذلك الحياة لا تسير على وتيرة واحدة، بل هي أحداث متعددة تقودها «لوبيات مدعومة» وهذا ما قاله شكسبير «ما الدنيا إلا مسرحٌ كبير».
فالعزم وغاية الحسم لا غنى عنهما اليوم للحفاظ على أبعادنا الوطنية من تطبيق للقوانين بلا تردد لحماية المجتمع وحفظ أمنه وهما أبلغ للردع، والتراخي والمحاباة يقللان من هيبته والتسلق عليه.
كم نحن في حاجة لأمثال هؤلاء القياديين الأخيار في مجتمعنا ومؤسساتنا، لِما لهم من حُظوَة قيادية في وضع استراتيجيات أمنية، وإعداد سيناريوهات المواجهة، في إدراك التهديدات المحتملة، إنها صياغة الأمن الوطني.
نحن شعب الكويت سنده القويم الذي لا ينكسر، مدركين أن سعادة الفرد مرتبطة بسعادة الجماعة، وقد سُئل حكيم: ما السعادة؟ قال: الأمن، فإني رأيت الخائف لا عيش له.
لم تسعفنا المقادير أن نلتقي «بالشيخ فهد اليوسف»، صاحب القيادة الملهمة والرؤية المثالية الناجحة، لكن سجاياه تملأ الأماكن بما عرف عنه من ذهن أمني حاذق وفكر معرفي صائب، لكننا نقدم النصح باختيار فريق عمل مؤهل من مستشارين يمثلون صنوف الجيش المختلفة يشار إليهم بالبنان، فهم الحصن الحصين لرفع مستوى الأداء والتوصية، وسرعة المبادرة باتخاذ القرار للقائد المؤسسي الذي يبدأ بالتخطيط وينتهي بالإنتاج والتطوير، وهناك قيادات واعدة يملؤون المكان حيوية ونشاطاً لكنهم لا يُرون إلا بالمجهر، حفظ الله الكويت بكم وحفظكم لها ودمتم ودام الوطن.
* باحث في إدارة الأزمات