مع حلول ذكرى احتفال الكويتيين بتحرير بلادهم من براثن الغزو العراقي يستذكرون بمشاعر الفخر والاعتزاز تلك البطولات التي سطروها في ظل قيادتهم الحكيمة ليعود الأمن والأمان إلى ربوعها وتتحقق السيادة والحرية على كامل أراضيها.

ومع حلول الـ26 من فبراير من كل عام تعود صيحات النصر التي علت في ذلك اليوم الخالد من أبناء الكويت الى الذاكرة وهم يرددون «الله أكبر.. الله أكبر» مع انطلاق عملية «عاصفة الصحراء» التي أسفرت عن حدث تاريخي شكّل مرحلة فارقة في تاريخ المنطقة.

وتستذكر الكويت في هذه المناسبة الجهود الحثيثة التي بذلها سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء آنذاك الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح طيب الله ثراهما اللذان كان لهما دور كبير في حشد التأييد الدبلوماسي العربي والدولي لدعم ومساندة الشرعية الكويتية والدفاع عن الحق الكويتي.
Ad


كما يستذكر الكويتيون دور دول مجلس التعاون الخليجي التي قدم قادتها للكويت كل أشكال الدعم المعنوي والمادي في حين فتحت شعوبها الأبواب أمام أبناء الكويت.

كما يستذكرون موقف الرئيس الأمريكي الراحل جورج بوش الأب الذي أعلن وقوفه مع الحق الكويتي وتعهد بعودة الكويت حرة مستقلة وتمكن من إقناع مجلس الشيوخ الأمريكي باستخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت.

ولا يزال الكويتيون يخلدون ذكرى شهدائهم الأبرار الذين قدموا دماءهم الزكية خلال فترة الغزو الآثم ليعود وطنهم حراً عزيزاً كما يستذكرون دور الدول الشقيقة والصديقة التي شاركت في حرب تحرير البلاد وجهودها الكبيرة من أجل تحرير البلاد من براثن المعتدين.

وخلال فترة العدوان العراقي تحوّل الشعب الكويتي بكل فئاته الى ثوار وثائرات كل في موقعه فحمل بعضهم السلاح وقاوم في جبهات عدة فيما قدم آخرون خدمات جليلة للمقاومة الشعبية وتولت النساء مهاماً عديدة ليصبح الشعب بكامله في صفوف تلك المقاومة الباسلة.

والتف الشعب الكويتي حول قيادته الحكيمة التي بذلت جهوداً جبارة لتحرير الوطن واستعادة حريته وحشد التأييد الدولي لدعم الحق الكويتي في المنابر الإقليمية والدولية فيما احتضنت الحكومة شعبها في كل مكان وقدمت له المساعدات الضرورية لتتجلى صورة فريدة من صور التكاتف والتلاحم بين قيادة البلاد وشعبها الأبي.

وحينما بدأت المعارك الحربية لتحرير الكويت فجر 17 يناير 1991 كان الشعب الكويتي متأهباً للمساهمة في معركة التحرير فيما جرى تنسيق كامل بين جميع الأجهزة الحكومية والشعبية وشارك سلاح الجو الكويتي في الضربات الأولى للقصف الجوي وكان الجيش الكويتي في الصفوف الأولى للقوات المتحالفة التي دخلت البلاد.

وعلى الرغم من مرارة الغزو وتداعياته لاسيما على صعيد الشهداء والمفقودين الكويتيين فإن الكويت أطلقت مساعداتها للشعب العراقي منذ عام 1993 ولا تزال مستمرة حتى الآن كما قدمت الكويت بعد سقوط النظام العراقي البائد عام 2003 العون للعراق حتى أصبحت اليوم من أكبر المانحين له.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، جسدت الزيارة التي قام بها سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيّب الله ثراه للعراق في 19 يونيو 2019 أنبل المساعي الحميدة في الحفاظ على العلاقات الأخوية وطي الملفات العالقة بين البلدين.

وما تعرضت له دولة الكويت من ظلم وعدوان غادر على ارضها وأبنائها وما شهدته من سرقة ونهب لمبانيها ومرافقها سيظل في ذاكرة الأجيال لتأخذ منه العبر والعظات وتستذكر معه ما سطرته من بطولات وامجاد وما شهدته من وحدة وطنية فريدة وتلاحم نادر بين الشعب وقيادته وهو ما جبل عليه أبناء الكويت طوال تاريخهم.