الرجوب إلى الدوحة لإجراء محادثات شفافة مع «حماس»
الحكومة الفلسطينية تستقيل تمهيداً لمرحلة جديدة... وقمة قطرية - فرنسية لدفع الهدنة
بموازاة إعلان حكومة السلطة الفلسطينية استقالتها، وعقد الفصائل لقاءً تشاورياً، بهدف ترتيب البيت الفلسطيني في موسكو، يزور أمين سر اللجنة المركزية لحركة «فتح» جبريل الرجوب قطر للقاء قادة «حماس»، لبحث اليوم الذي سيلي الحرب في غزة، وإمكانات التعاون المستقبلي بين الحركتين لمصلحة سكان القطاع الذي يتعرض لحرب إسرائيلية جنونية منذ 7 أكتوبر الماضي.
مصدر فلسطيني مطلع قال لـ«الجريدة» إن زيارة الرجوب جاءت لما يتمتع به من علاقات جيدة مع «حماس»، إذ كان توصل لاتفاق مع نائب رئيس الحركة الإسلامية الراحل صالح العاروري بشأن إتمام خطوات للمصالحة وإجراء انتخابات، وأصدر حينئذ الرئيس محمود عباس مرسوماً لإجراء انتخابات رئاسية ونيابية، ثم عاد وألغاه بسبب منع سلطات الاحتلال سكان القدس من المشاركة في الانتخابات.
وكشف المصدر أن الرجوب يحمل رسالة خاصة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد من عباس، يثمّن فيها جهوده في إنهاء الحرب ووضع حد لمعاناة غزة.
تأتي هذه الخطوة إلى جانب اجتماع الفصائل بما فيها «حماس» و«فتح» بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لترتيب البيت الفلسطيني بعد انتهاء الحرب وترتيب أوضاع الفلسطينيين، في إطار حل الدولتين الذي تدعمه موسكو أيضاً.
استقالة وتمهيد
جاء ذلك في وقت أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية في مستهل الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء برام الله في الضفة الغربية المحتلة، وضعه استقالة الحكومة خطياً تحت تصرّف عباس، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي «على ضوء المستجدات السياسية والأمنية والاقتصادية المتعلقة بالعدوان على غزة، والتصعيد غير المسبوق في الضفة الغربية والقدس».
وأضاف: «أرى أن المرحلة القادمة وتحدياتها تحتاج إلى ترتيبات حكومية وسياسية جديدة تأخذ بالاعتبار الواقع المستجد في القطاع، ومحادثات الوحدة الوطنية، والحاجة الملحّة إلى توافق فلسطيني- فلسطيني مستند إلى أساس وطني، ومشاركة واسعة، ووحدة الصف، وإلى بسط سلطة السلطة على كامل أرض فلسطين».
وتأتي استقالة حكومة اشتية في وقت تتناول الاتصالات الدبلوماسية التي تقودها الولايات المتحدة بمشاركة دول عدة حول مرحلة ما بعد الحرب، مسألة «إصلاح السلطة الفلسطينية» التي تتمركز في رام الله بالضفة الغربية المحتلة ويرأسها عباس منذ عام 2004 بهدف تأهيلها لمسك القطاع، بالإضافة إلى الضفة للعمل على إيجاد مسار سلام يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وتطبيع عربي إسرائيلي واسع.
ضحايا العدوان إلى 30 ألفاً... وواشنطن تدرس معاقبة بن غفير
وبعد نحو أسبوع من تصريحات مثيرة للقيادي المطرود من حركة «فتح» محمد دحلان، أدلى بها عقب زيارة لافتة للدوحة التقى خلالها رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية، لإقناعه بضرورة تخلي حركته عن حكم غزة، والالتحاق بكيان سياسي فلسطيني أوسع، رجحت تقارير فلسطينية اسم وزير الاقتصاد السابق محمد مصطفى كمرشح لخلافة اشتية في تشكيل حكومة من «التكنوقراط» تمهد للمرحلة المقبلة.
إدانة وجرائم
في غضون ذلك، شدد عباس على أن قطاع غزة «جزء لا يتجزأ» من الدولة الفلسطينية، وأنه لا يمكن قبول المخططات الإسرائيلية بفصله أو اقتطاع أي شبر منه، فيما حذر ملك الأردن عبدالله الثاني من أن استمرار الحرب على غزة خلال شهر رمضان سيزيد من خطر توسع الصراع إقليمياً.
وأمس، نددت الرئاسة الفلسطينية بمخططات الاحتلال لإجلاء سكان مدينة رفح الحدودية مع مصر المكتظة بنحو 1.5 مليون شخص أغلبهم من النازحين بهدف اجتياحها برياً.
الدوحة وباريس
وفي حين وصل وفد إسرائيلي من أهالي المحتجزين في غزة منذ هجوم «طوفان الأقصى» إلى الدوحة، أجرى أمير قطر تميم بن حمد مباحثات مع هنية تناولت جهود التوصل لاتفاق وقف فوري ودائم لإطلاق النار في القطاع، بالإضافة إلى صفقة تبادل المحتجزين عقب عدة جولات تفاوض استضافتها القاهرة وباريس أخيراً.
وأعلنت الرئاسة الفرنسية أنّ أمير قطر سيبدأ اليوم زيارة تستغرق يومين لباريس لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بهدف دفع جهود إبرام صفقة لإطلاق سراح الرهائن وتقديم مساعدات كبيرة لغزة ووقف إطلاق النار.
ميدانيا، ارتفعت حصيلة القتلى جراء العمليات العسكرية والقصف الإسرائيلي في غزة إلى 29782 منذ بدء الحرب، فيما بلغ عدد الجرحى 70043، فيما أفاد جيش الاحتلال بأن 6 جنود في حالة خطيرة بعد إصابتهم في معارك بعموم القطاع.
نعش المساعدات
في هذه الأثناء، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أنّ هجوماً إسرائيلياً شاملاً على مدينة رفح الواقعة قرب الحدود المصرية «لن يكون مروّعاً بالنسبة لأكثر من مليون مدني فلسطيني لجأوا إلى هناك فحسب، بل سيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش برنامج مساعداتنا».
في موازاة ذلك، اتهمت «هيومن رايتس ووتش» إسرائيل بأنها لم تلتزم بأمر محكمة العدل الدولية المتعلق بتقديم المساعدات، ومنع وقوع إبادة جماعية في غزة، مشيرة إلى انخفاض نسبته 30 في المئة في المتوسط اليومي لعدد الشاحنات التي تدخل القطاع المحاصر والمعزول في الأسابيع التي تلت قرار المحكمة الذي منذ شهر.
في المقابل، أفادت هيئة البث العبرية «مكان»، أمس، بأن إسرائيل سمحت لأول مرة بدخول المساعدات الإنسانية إلى شمال القطاع بشكل مباشر، وليس مروراً عبر البوابة الجنوبية للقطاع، والتي كان يُسمح من خلالها بتدفق محدود جداً للمساعدات إلى مناطق الشمال.
ولفتت إلى أن ذلك جاء في أعقاب ضغوط أميركية مدفوعة بالتحذيرات الأممية من خطر انتشار مجاعة بشمال القطاع، وبتهديدات بفرض عقوبات تشمل وزير الأمن القومي المتطرف ايتمار بن غفير ومسؤولين في حزبه.