أكد وزير الخارجية عبدالله اليحيا أن الكويت تدعم جميع المساعي الحميدة التي تبذل لوقف العدوان على الأراضي الفلسطينية، والجلوس على طاولة المفاوضات، مضيفا: انه من المحزن أن نرى عدم التجاوب الصادق مع هذه المساعي التي يتم وأدها أو اتباع أسلوب المماطلة والتسويف حيالها من قبل إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال، مبيناً أن إسرائيل تستمر في انتهاك الحرمات، وقتل المزيد من النساء والأطفال والأبرياء، وحرمان أهل غزة من أبسط حقوقهم التي تقرها الإنسانية قبل أي صك دولي، لتهجير أهالي غزة قسراً، وفرض أمر واقع جديد.

جاء ذلك خلال مشاركته، مساء أمس، في الاجتماع الوزاري رفيع المستوى بعنوان «أوضاع حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة»، والذي عقد على هامش أعمال الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان في مدينة جنيف.

Ad

وألقى وزير الخارجية كلمة في أعمال هذا الاجتماع قال فيها «إننا نجتمع بعد مرور أكثر من 4 أشهر على حرب الإبادة الجماعية التي يتجرع مرارتها الأشقاء في فلسطين، نتيجة عدوان إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال»، مستطرداً: ليس مستغربا عدم امتثاله للقانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، ولا لأي قرارات دولية ذات صلة، فهذا هو ديدنه منذ أكثر من 7 عقود، كما أنه من المؤسف أن نرى البعض يبرر له هذه الانتهاكات، ويزوده بالسلاح في مشهد تتجلى فيه كل صور ازدواجية المعايير.

وتابع: تجدد الكويت دعوتها للمجتمع الدولي بأهمية أن يضطلع بمسؤولياته كاملة، ونخص هنا بالذكر مجلس الأمن ليتولى مسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين دون انتقائية في التطبيق، وألا يكون غطاء سياسيا لاستمراء إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في مواصلة انتهاكاتها.

استقرار المنطقة

وأردف: ها نحن نرى تداعيات هذه الحرب على استقرار المنطقة وتبعاتها على الاقتصاد العالمي، ومن المؤسف ونحن نجتمع على هامش أعمال الدورة (55) لمجلس حقوق الإنسان، وبعد الاحتفال بمرور (75) عاما على إصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، مازال الشعب الفلسطيني يقبع تحت ظلم الاحتلال لفترة مماثلة، وحرم ويحرم يومياً من التمتع بحقوقه الإنسانية الأساسية.

صون الحريات

من جانب آخر، التقى الوزير اليحيا بالمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك على هامش الدورة، وبحث الجانبان الجهود التي تقوم بها الكويت في مجال تعزيز وحماية حقوق الإنسان والبرامج الطموحة التي تنفذها كل الوزارات والهيئات الرسمية، ومساعيها المستمرة لتبني المشاريع والمبادرات البناءة التي من شأنها الحفاظ على حقوق الإنسان وحمايتها، في إطار تنفيذها للرؤية الوطنية 2035، والتزامها بالمواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة بمجال حماية حقوق الإنسان.

كما تمت مناقشة التدهور الخطير للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، والجهود الدولية تجاه وقف القتل وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني جراء هذه الكارثة، وإيصال المساعدات الإغاثية إلى القطاع، وفقا للقانون الدولي الإنساني للتخفيف من معاناة الأبرياء.

احتياجات اللاجئين

كما التقى اليحيا بالمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، حيث تم خلال اللقاء استعراض الجهود التي تقوم بها المفوضية لتقديم العون والدعم وتلبية احتياجات اللاجئين جراء النزاعات والحروب.

وأشاد وزير الخارجية بما تقدمه المفوضية السامية من إسهامات نبيلة ومقدرة تجاه اللاجئين حول العالم، مثمناً مستوى التعاون القائم والعمل المشترك بين الكويت والمفوضية.

وأكد اليحيا ضرورة وقف الجرائم التي تقوم بها قوات الإحتلال الإسرائيلي بحق الأشقاء الفلسطينيين، وما يسببه العدوان من كارثة إنسانية دامية، مشددا على أهمية حماية الشعب الفلسطيني الشقيق ومساندته في حصوله على كل حقوقه وإقامة دولته المستقلة، والوصول إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية.

كارثة إنسانية

والتقى وزير الخارجية بوزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية في دولة قطر لولوة الخاطر، حيث تناول اللقاء استعراضا للعلاقات الأخوية المتينة التي تربط البلدين وأطر تنميتها وتطويرها في مختلف المجالات، كما تمت مناقشة مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتطورات الخطيرة في قطاع غزة، وسبل تعزيز التعاون المشترك في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق، والتباحث في سبل وقف الجرائم التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين، وما يسببه العدوان من كارثة إنسانية دامية، وتعزيز التحرك الدولي لوقف العدوان على الأشقاء في فلسطين.

غوتيريش: دور الكويت ريادي في إرساء السلام العالمي

على هامش الدورة، التقى الوزير اليحيا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وتناول اللقاء العلاقات الاستراتيجية الوثيقة التي تربط الكويت والأمم المتحدة، وبحث مجالات التعاون المتعددة بين الجانبين حيال كل التطورات والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.

كما جرى خلال اللقاء بحث الأحداث المأساوية الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والتطورات الخطيرة في قطاع غزة، والتباحث في سبل وقف الجرائم التي تقوم بها قوات الاحتلال الاسرائيلي بحق الأشقاء الفلسطينيين، وما يسببه العدوان من كارثة إنسانية دامية.

وثمّن الأمين العام للأمم المتحدة، خلال اللقاء، دور الكويت البارز والريادي إقليميا ودوليا، مشيدا بجهودها ومساعيها الرامية لحفظ الأمن وإرساء قيم السلام حول العالم.