نقلت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، عن مسؤولين إيرانيين وأميركيين، في تقرير نشرته أمس ، أنّ إيران طلبت من الميليشيات التي تدعمها تقليص الهجمات على القواعد العسكرية الأميركية، بعد تعهد واشنطن برد قوي على مقتل الجنود الأميركيين الثلاثة في هجوم بطائرة بدون طيار بالأردن في 28 يناير الماضي.
وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإنّ هجمات الميليشيات المدعومة من إيران على القوات الأميركية، والتي وصلت الى نحو 170 هجوماً خلال أربعة أشهر، توقفت منذ الضربات الأميركية في 2 الجاري في العراق، مشيرين إلى أنه لم يقع منذ ذلك التاريخ سوى هجومين صغيرين في سورية.
وقال مسؤول أميركي دفاعي للصحيفة، إنه بمجرد أن هدأت الهجمات على الأميركيين، امتنعت الولايات المتحدة عن ضرب واحد على الأقل من كبار قادة الفصائل لتجنب تعطيل الهدنة وإذكاء المزيد من الأعمال العدائية.
وفي 7 الجاري قتلت غارة اميركية أبو باقر الساعدي القيادي البارز في ميليشيات «حزب الله» العراقية.
وأشارت الصحيفة إلى ان الهدوء النسبي يعكس القرارات التي اتخذها الجانبان، ويشير إلى أن إيران تتمتع بمستوى محدد من السيطرة على الفصائل، في وقت أوضحت إدارة بايدن أن طهران ستتحمل المسؤولية عن الحسابات الخاطئة والعمليات التي تقوم بها القوات الوكيلة، لكنها تجنبت أي هجوم مباشر على إيران.
ووفقاً لمسؤولين إيرانيين وأميركيين تحدثوا للصحيفة، شعر القادة الإيرانيون بالقلق من أن مستوى الاستقلالية الممنوحة للفصائل المسلحة بدأ يأتي بنتائج عكسية وقد يدفعهم إلى الحرب. وأشاروا الى أن جهود قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني وزيارته لبغداد بعد هجوم الأردن نجحت في إرساء التهدئة رغم اعتراض بعض الفصائل في البداية، مضيفين ان سياسيين مؤثرين في العراق، بما في ذلك المرجعية في النجف، ورئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، لعبوا دوراً في كبح الفصائل.
ونقلت «نيويورك تايمز» عن إيرانيين مطلعين على الاستراتيجية الإيرانية، أن الجماعات النشيطة ضد إسرائيل في لبنان واليمن ستواصل العمل بوتيرة سريعة.