إسرائيل تقتل جائعي غزة

مجزرة تودي بأكثر من 100 فلسطيني ينتظرون المساعدات
• 5 دول عربية تشارك في إنزال المعونات جواً على غزة... وواشنطن تدرس الانضمام

نشر في 01-03-2024
آخر تحديث 29-02-2024 | 21:26
صورة جوية وزعتها إسرائيل زاعمة أنها لفلسطينيين يتجمعون حول شاحنة مساعدات
صورة جوية وزعتها إسرائيل زاعمة أنها لفلسطينيين يتجمعون حول شاحنة مساعدات
استهدف الجيش الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين ينتظرون شاحنات مساعدات بشمال قطاع غزة الذي يواجه شبح انتشار مجاعة، مما أدى إلى مقتل أكثر من 104، في حين شهدت المفاوضات التقنية التي تستضيفها الدوحة بشأن اتفاق تبادل الأسرى وإقرار هدنة رمضانية استعصاء، في ظل تمسُّك سلطات الاحتلال و«حماس» بشروطهما لإتمام الصفقة التي تضغط واشنطن لتنفيذها.

رغم تكثيف الضغوط العالمية على إسرائيل لوقف حربها الانتقامية التي تشنها ضد غزة منذ 146 يوما، وخلفت أوضاعا إنسانية كارثية في القطاع المكتظ الذي أجبر أغلب ساكنيه على النزوح جنوبا والاحتماء برفح الملاصقة لمصر، قتل 104 وأصيب نحو 250 فلسطينياً كانوا ينتظرون تسلّم مساعدات إنسانية في شارع الرشيد عند دوار النابلسي بمدينة غزة مركز القطاع الذي يحمل الاسم نفسه أمس.


جانب من المجزرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني جانب من المجزرة التي ارتكبها الكيان الصهيوني

وذكر المكتب الحكومي بغزة أن ضحايا المجزرة المروعة كانوا يبحثون عن لقمة العيش جنوب غرب مدينة غزة الواقعة بشمال القطاع، حيث تمنع سلطات الاحتلال وصول المساعدات لعموم مناطق القطاع، وخصوصاً المدن والأحياء الواقعة بشماله منذ شهر.

واتهم المكتب الحكومي جيش الاحتلال بتعمّد ارتكاب المجزرة في إطار «الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لأهالي القطاع».

وقال مصدر إسرائيلي لـ «رويترز» إن القوات الإسرائيلية فتحت النار على «عدة أشخاص» كانوا ضمن حشد يحيط بشاحنات مساعدات بعدما شعرت القوات أنها مهددة، فيما ذكر جيش الاحتلال أن عشرات الأشخاص أصيبوا نتيجة التدافع والدهس أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، زاعماً أن الشاحنات قامت بدهس الحشود. ووصف البيت الأبيض الحادثة بالحادث الخطير، فيما وصفتها الحكومة الاسرائيلية بانها مأساة محاولة التنصل من المسؤولية.

تل أبيب تقر خططاً لبناء 3500 وحدة استيطانية وتصادر 652 فداناً بالضفة وتهمش بن غفير بـ «الأقصى»

وتزامنت المجزرة الجديدة مع تجاوز حصيلة الضحايا الذين سقطوا في الحرب التي تشنّها إسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضي عتبة الـ 30 ألفاً، بعد وصول 79 شهيداً، غالبيتهم من الأطفال والنساء وكبار السنّ» إلى مستشفيات القطاع ليل الأربعاء - الخميس.

وغداة تحذير الأمم المتحدة من «مجاعة واسعة النطاق لا مفرّ منها تقريبا» تهدد 2.2 مليون شخص يشكّلون الغالبية العظمى من سكان القطاع، لا سيما في شماله، أعلن الجيش الأردني، تنفيذ عمليتَي إنزال للمساعدات على قطاع غزة تحمل معونات غذائية وإغاثية، بالتعاون مع البحرين وسلطنة عمان.

من جهته، قال المتحدث باسم اقوات المسلحة المصرية، في بيان، إن طائرات عسكرية مصرية وإماراتية نفذت عملية إسقاط جوي ليلا لعشرات الأطنان من المساعدات والمواد الإغاثية العاجلة لتخفيف الأزمة الإنسانية بغزة.

في موازاة ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، بأن طائرات مجهولة أسقطت الليلة الماضية مساعدات إنسانية وغذائية «محدودة» ببلدة جباليا وحي الرمال غرب مدينة غزة شمال القطاع، فيما ألمح تقرير لموقع والاه العبري إلى أن الطائرات ربما تكون عسكرية أميركية.


فلسطينيون ينتظرون المساعدات في غزة (رويترز) فلسطينيون ينتظرون المساعدات في غزة (رويترز)

وبعد مباحثات بين وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن ونظيره الإسرائيلي يوآف غالانت بشأن الحاجة الملحّة لإيصال مزيد من المساعدات للفلسطينيين وإيجاد طرق جديدة لإدخالها لشمال القطاع، أفاد 4 مسؤولين أميركيين لموقع أكسيوس بأن البيت الأبيض يدرس احتمال إسقاط المساعدات جوياً لغزة، مع تزايد صعوبة توصيل المساعدات براً.

كما صرح مصدر حكومي في كندا بأن بلده ستبدأ بإنزال مساعدات على غزة جوا خلال أيام.

استعصاء الاتفاق

في هذه الأثناء، تسرّبت أنباء عن استعصاء مفاوضات تقنية يجريها وفد إسرائيلي منذ 3 أيام في الدوحة لردم الفجوة وإنهاء الخلافات التي تحول دون إتمام صفقة تبادل محتجزين مع «حماس» وإقرار هدنة رمضانية تضغط إدارة بايدن لإقرارها لتبريد الحرب ومنع توسّع الصراع إقليميا.

ونقل «أكسيوس» عن مصادر أن المسؤولين الإسرائيليين سيعودون من قطر إلى تل أبيب بعد تعثّر المباحثات وإصرار كل جانب على موقفه من الاتفاق المحتمل الذي يقضي، بحسب وثيقة أولية، إلى إطلاق سراح نحو 40 رهينة إسرائيلية مقابل الإفراج عن 400 فلسطيني، بينهم قيادات كبيرة، من سجون الاحتلال وإقرار هدنة تمتد لنحو 45 يوما.

وأوضح مسؤول إسرائيلي مطّلع على سير المفاوضات أن التقدم نحو التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار بطيء. وأرجع المسؤول الإسرائيلي سبب البطء إلى خلافات بشأن عودة سكان غزة وانتشار الجيش الإسرائيلي.

وأمس، كرر قيادي فلسطيني أن حماس «تبدي مرونة» بشأن الصفقة التي تطمح إدارة بايدن إلى أن تستغلها لدفع خطة سلام أوسع في المنطقة.

وذكر أن الحركة لم تستجب حتى اللحظة لضغوط الوسطاء للتنازل عن شرط عودة النازحين من الجنوب إلى الشمال، لافتا إلى «القبول بوقف مؤقت لإطلاق النار وقبول مبدئي بأن تكون التهدئة مع إسرائيل على مراحل»، ومبيناً أنها تريد ضمانات إقليمية ودولية لتنفيذ أي اتفاق.

معارك وضغط

وفي وقت تواصلت المعارك الطاحنة على عدة محاور خاصة بحي الزيتون في شمال غزة وخان يونس بالجنوب، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في تقرير يقيّم الوضع بالقطاع عن الخطط التي يحاول من خلالها زعيم «حماس» في القطاع يحيى السنوار الضغط على إسرائيل بشكل متصاعد.

ويتلخص هدف السنوار، وفق الصحيفة، في الاستفادة من زيادة الضغوط الدولية على إسرائيل جراء ارتفاع عدد الضحايا المدنيين «وخروج حماس من تحت أنقاض غزة بعد الحرب، وإعلان النصر التاريخي بالتغلب على قوة النيران الإسرائيلية، والمطالبة بقيادة القضية الفلسطينية».

وتزامنت التطورات الميدانية مع بدء الفصائل الفلسطينية لقاءها في العاصمة موسكو لبحث سبل تحقيق المصالحة الوطنية، بحضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي هاجم الرعاية الأميركية المنفردة والمنحازة بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

انفجار الضفة

وعلى جبهة أخرى، دشّنت سلطات الاحتلال سلسلة من الإجراءات تضمنت مصادرة 652 فدنا من الضفة الغربية لبناء نحو 3500 وحدة سكنية في مستوطنات يهودية، مما أثار استياء واشنطن التي أعلنت على لسان وزير الخارجية أنتوني بلينكن أن الخطوات الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي.

من جهة ثانية، أفاد تقرير لـ «القناة 12»، بأن كابينت الحرب، المكون من نتنياهو وغالانت والوزير بيني غانتس، إضافة إلى العديد من الوزراء الآخرين المراقبين، قرر أنه سيكون الهيئة الوحيدة التي تتخذ القرارات المتعلقة بالسياسة في الحرم القدسي.

وفي وقت أشار التقرير إلى أنه لن يُسمح للوزير بن غفير بمنع العرب الإسرائيليين وفلسطينيي الضفة الغربية من العبادة في «الأقصى» خلال رمضان، دعا الوزير نتنياهو إلى إصدار بيان واضح بأنه لم يستجب لسياسة غانتس الذي اتهمه بـ «الخضوع للإرهاب»، في إشارة إلى تزامن الخطوة مع مطالبة رئيس «حماس» إسماعيل هنية أهالي الضفة والقدس بالسير إلى «الأقصى» في أول أيام رمضان لكسر حصاره.

back to top