وزير الإعلام: نسعى إلى تحقيق صناعة مسرحية عصرية
خلال افتتاح فعاليات الدورة الـ 23 من مهرجان الكويت المسرحي
انطلقت فعاليات الدورة الـ 23 من مهرجان الكويت المسرحي، أمس الأول، في مسرح عبدالحسين عبدالرضا. وشهد الحفل تكريم شخصية المهرجان الفنان سعد الفرج، وتقديم لوحة فنية له رسمها الفنان أحمد مقيم، كما تم تكريم ضيف المهرجان سلطان البازعي، إضافة إلى عدد من الفنانين، وهم: جمال اللهو، وزهرة الخرجي، وفخرية خميس، وفهد العبدالمحسن، وخالد المفيدي، وعبدالله التركماني.
وضمن هذا السياق، أكد وزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري أن مهرجان الكويت المسرحي يُعد منارة للثقافة والأدب في الوطن العربي منذ انطلاقته، إذ استطاع أن يعلن هويته واستمراره نحو التميز والرقي، ونشر ثقافة التنوع الإبداعي والفكري، ليكون منصة حضارية تسهم في دعم وتطوير الحركة المسرحية.
وأضاف راعي المهرجان أن هذه الدورة تتزامن مع احتفال الكويت بالأعياد الوطنية، والاحتفال بمرور 50 عاماً على تأسيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
وأوضح الوزير المطيري: «نعمل في (الوطني للثقافة) على تنفيذ توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وتعليمات سمو الشيخ د. محمد الصباح رئيس مجلس الوزراء، بدعم وتشجيع الثقافة والفنون في الكويت»، مؤكداً: «نحرص على ترجمة ذلك من خلال تطبيق استراتيجية المجلس فيما يتعلق بتنمية الإنتاج الفكري، وتطوير المشهد المسرحي وإثرائه، وتوفير المناخ الإبداعي للمسرحيين، وتحقيق صناعة مسرحية عصرية من الممكن استثمارها كرافد من روافد الاقتصاد الإبداعي للدولة».
وذكر أن أعمال الدورة الـ 23 من المهرجان تتزامن أيضاً مع مرور 100 عام على ظهور العمل المسرحي في الكويت، لتؤكد انطلاقة الحركة المسرحية الكويتية التاريخية التي صنعها وأصَّلها الرواد المؤسسون، وتناقلتها الأجيال، ليتبوأ المسرح الكويتي مكانته على الخارطة الفنية العربية والدولية بكل احترافية وإبداع وتميز.
وعبَّر عن سعادته لاختيار د. سلطان البازعي من السعودية «ضيف المهرجان»، والفنان سعد الفرج «شخصية الدورة الحالية»، والمستمرة حتى 8 مارس.
ورحب بضيوف الكويت من الفنانين والنقاد والباحثين العرب، كما تقدَّم بخالص الشكر والتقدير لجميع المؤسسات والفرق المسرحية التي تشارك في أعمال هذه الدورة، وللعاملين في «الوطني للثقافة» على الإعداد الجيد والتنظيم، متمنياً لهم دوام النجاح والتميز.
وبهذه المناسبة، قال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون في «الوطني للثقافة» مساعد الزامل إن «المهرجان اختار صاحب الكاريزما التي لا مثيل لها، الأستاذ والفنان سعد الفرج، شخصية لدورته الحالية».
ورحب الزامل بضيف المهرجان الرئيس التنفيذي لهيئة المسرح والفنون الأدائية في السعودية سلطان البازعي «صاحب الإسهامات لتطوير الحركة الثقافية والفنية»، مشيداً بـ «إسهامات الفنانين المتميزين المكرَّمين في تطوير الحركة المسرحية».
وأضاف: «(محاورة إصلاحية)، ذلك العنوان الذي بدأت منه الانطلاقة لريادة الحركة المسرحية الكويتية في الخليج، وقد حفر تاريخها الكاتب والمؤرخ الأستاذ عبدالعزيز الرشيد، حتى تكون تلك المواقف النقدية منهجاً لمستقبل نتاجات النصوص المسرحية».
وأوضح: «كانت الكويت زاخرة بالحُب والعطاء والكفاح لكل مَنْ حولها، وتشرك ثمار عشقها للثقافة والأدب عبر أسفار البحار، حتى كانت مشاعل النور تضيء عقول أهل الهولو واليامال وشعر الصحراء بين قمر البادية والجبال العاشقين لأدب الفن من فطرة الحياة».
وتضمَّن حفل الافتتاح فيلماً وثائقياً عن شخصية المهرجان الفنان سعد الفرج، ليحكي فيه مسيرته في الحياة، ودخوله عالم الفن والمسرح في رحلة كفاح طويلة تكللت بالتميز والنجاح.
لجنة التحكيم
وتم خلال الحفل إعلان أعضاء لجنة تحكيم المهرجان، ويترأسها د. شايع الشايع، وعضوية: د. سليمان آرتي، والناقد المسرحي فادي عبدالله، ود. فاضل الجاف، والمخرج والمؤلف المسرحي عمر غباش، والمخرجة رفيقة بن ميمون، والمخرج والمنتج المسرحي فالح فايز.
وتضمَّن الحفل عرضاً مميزاً بعنوان «رحلة سفر»، وهي فكرة لاستعادة أعمال المسرحي الكويتي الراحل صقر الرشود، من خلال شخوصه الشهيرة وأعماله المسرحية الخالدة، منها «ضاع الديك»، وغيرها من الأعمال التي طرَّزت مسيرته الإبداعية، وجاء العرض في قالب غنائي مميز برؤية مساعد الزامل، وتأليف عثمان الشطي، وإخراج عبدالعزيز صفر، وقاد الفرقة الموسيقية د. محمد البعيجان، ومثَّل في العرض مجموعة من أجيال الحركة المسرحية بالكويت.
«الجريدة» التقت بعض المكرَّمين في مهرجان الكويت المسرحي في دورته الـ 23، حيث عبَّرت الفنانة زهرة الخرجي عن سعادتها بالتكريم، وعلَّقت: «سعيدة جداً، وأشكر وزير الإعلام، و(الوطني للثقافة)، والشكر موصول للأمين العام للمجلس د. محمد الجسار، وأيضاً الأمين العام المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل».
وأكدت الخرجي أنها سعيدة أيضاً بالحضور الجماهيري في الافتتاح، وعلَّقت: «مبروك للجميع»، وستكون هناك عروض جميلة ستشهدها هذه الدورة الجديدة من المهرجان.
بدوره، قال رئيس مهرجان الكويت الدولي للمونودراما الفنان جمال اللهو إنه سعيد جداً بهذا التكريم، مقدماً الشكر لوزير الإعلام عبدالرحمن المطيري، والأمين العام لـ «الوطني للثقافة» د. محمد الجسار، وأيضاً للأمين المساعد لقطاع الفنون مساعد الزامل، حيث يحرص دائماً على دعم وتشجيع الفنانين والموهوبين والشباب، والشكر موصول لفرقة المسرح الخليج العربي، التي رشحتني، حيث أنتمي إليها منذ زمن بعيد، وشكر رئيس فرقة مسرح الخليج العربي الفنان ميثم بدر، وأعضاء مجلس الإدارة، والزملاء، متابعاً: «إن شاء الله نكون على قدر المسؤولية، ونستمر في خدمة هذه الفرقة العريقة».
من ناحيته، ذكر الفنان عبدالله التركماني: «سعداء بافتتاح المهرجان، الذي أعتبره استثنائياً بالنسبة لي»، لافتاً إلى أنه متفاجئ جداً لإقامة افتتاح خفيف، ولطيف، وشامل للجميع في فترة زمنية بسيطة، وهو ما يؤكد ذكاء في التنظيم، و«استقطاب أشخاص لم نرهم سابقاً».
وعبَّر التركماني عن سعادته بتكريمه وزملائه، وعلَّق: «(الوطني للثقافة) دائماً سبَّاق في احتضان هذه المناسبات».
المسلم: الكويت تهتم بالثقافة والفن
قال عضو اللجنة العليا لتنظيم المهرجان عبدالعزيز المسلم: «الافتتاح شهد نجاحاً كبيراً، برعاية وحضور وزير الإعلام عبدالرحمن المطيري، وبحضور وزير الصحة د. أحمد العوضي، وأيضاً حضور ضيوف الكويت الكرام، أهلاً وسهلاً في بلدكم الثاني، بوجود كل النجوم الكبار، وعلى رأسهم شخصية المهرجان الفنان سعد الفرج».
ولفت إلى أن «تكريم الفنان الفرج هو تكريم لنا، ولكل الفنانين على الصعيد المحلي والخليجي والعربي. العرض المسرحي لحفل الافتتاح بعنوان (رحلة سفر) كان استعادة لأعمال الراحل صقر الرشود، الذي يُعد فخراً لكل الكويت».
واعتبر د. المسلم المهرجان ناجحاً منذ بدايته، مبيناً أن العروض القادمة التي ستقدم خلاله ستشهد تنافساً، متابعاً: «سنكون معهم، وسندعم كل النجوم الجدد». وذكر أنه في ختام المهرجان، سواء حصد المشاركون جوائز من عدمه، فمشاركتهم تمثل نجاحاً بحد ذاتها.
وأكد أن الكويت دائماً حريصة على الاهتمام بالثقافة والفن، مبيناً أن وجود وزير الإعلام المطيري يمثل دليلاً واضحاً على ذلك الاهتمام، وأيضاً استمرارية المهرجانات تؤكد دعم الشباب والجيل المسرحي الجديد. وختم المسلم كلامه بتوجيه الشكر للحكومة، ووزير الإعلام المطيري، ولكل ضيوف الكويت من الفنانين الخليجيين والعرب، مؤكداً أن «وجودهم في بلدهم الثاني الكويت يمثل فرحة لنا جميعاً».