سعد محيو يحاكي «الثورة التكنولوجية الرابعة»
تحالف الـ 1% يؤسس لأعتى دكتاتورية علمية في التاريخ
أدخلنا الزميل والكاتب اللبناني سعد محيو إلى عصر الذكاء الاصطناعي في إصداره الجديد (زمن الذكاء الاصطناعي، حوار ساخن بين إنسان آلي وإنسان عضوي)، طارحاً مسألة مفصلية في العالم على جدول أعمال المنطقة العربية بنخبها الثقافية، على أمل التمكُّن من إحداث تغيير، ولو نسبي، في كيفية التعاطي مع مسألة AI، والتي ستغيِّر بشكل لا رجعة فيه الطريقة التي اعتاد البشر عيشها طيلة العشرة آلاف سنة الماضية مجدداً.
الكتاب صادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، ويتناول دخول البشرية عصر الذكاء الاصطناعي الثاني مع تطوير كل من كمبيوتر الحمض النووي و«كمبيوتر الكمومي»، اللذين سيكونان أسرع وأقوى ملايين المرات.
مضاعفات هذا التطور تندرج تحت يافطة «الثورة التكنولوجية الرابعة»، التي ستكون هائلة، ولن تقل عن كونها قطيعة كاملة مع الحياة التي اعتادها البشر قبل 10 آلاف سنة، في مجالات البيئة ومسألة الحقيقة الموضوعية الفلسفية والعلمية، في احتمال أن يتمكَّن الذكاء الاصطناعي من تطوير وعي ذاتي، في مخاطر «تحالف» الـ1 في المئة من الرأسماليين المُسيطرين على كل مفاتيح التكنولوجيا مع الذكاء الاصطناعي، ليس فقط لتحويل أنفسهم إلى «آلهة» أو «فراعنة جدد» أو سايبورغ (مزيج من الآلة والإنسان)، بل أيضاً لتأسيس ما يمكن أن يكون أعتى ديكتاتورية علمية وطبقية في التاريخ، وأخيراً في ولادة الحلم الإنساني على يد «أنبياء» قدماء وجدد وتيارات عالمية جديدة، يعتبرون أن المعركة الكبرى الآن في السباق لوضع التكنولوجيا في خدمة الإيكولوجيا، ومعها الضمير والحكمة، وبالتالي بناء «أرض جديدة» نظيفة بيئياً، وإنسان جديد متصالح مع أمّه الطبيعة ومع كل الكائنات.
هذا ما تعبِّر عنه الطفلة مولي في نهاية الكتاب، بقولها: «سنبقى نحلم ونحلم، ولابد في خاتمة المطاف أن يتحوَّل الحلم إلى حقيقة»، فيما كان نبيل، المحاور البشري لـ AI، ينظر إليها بـ «ألم وأمل» وعيناه تغرورقان بالدموع.
كاتب لبناني
يُذكر أن سعد محيو كاتب وصحافي لبناني، من مؤلفاته: الخروج من جهنم، وعي بيئي- كوني جديد أو الانقراض، حاز جائزة أفضل كتاب في الوطن العربي 2018-2019– مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الثانية 2020، الأتراك الإيرانيون الأكراد والعرب، تكامل أم انتحار دار الفرات 2018– مأزق الحداثة العربية، من احتلال مصر إلى احتلال العراق، مركز الدراسات الوحدة العربية 2010- العرب والعلومة والإعداد للقرن الحادي والعشرين (دارس الخليج 1999)– فلسفة القرار 141، السياسة الأميركية بين الثابت والمحول، معهد الإنماء العربي، 1985– الأزمة الرأسمالية العالمية الراهنة، دار ابن خلدون 1981، إضافة إلى العديد من الدراسات الاستراتيجية والدولية.