قرأت كتاباً أعجبني ولفت نظري فأحببت أن أسلط عليه الضوء للفائدة، ويتعلق بتطوير الذات عن طريق القرآن الكريم، وهو بعنوان «30 يوماً مع الله» للكاتب فيصل أحمد البخاري ربط فيها حياته بحياة رسولنا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وهو إهداء لكل شخص يريد أن يتغير نحو الأفضل، وأعتقد أن الكل يطمح لذلك.
وبينّ أن التعلق بالله والسعادة بيده وحده يعطيك إياها وقد ينزعها منك، وأن الله سبحانه وتعالى يَحول مشاعرك السلبية والمحبطة إلى إيجابية مُحفزة ترى روحك بالسعادة فنقول عند السجود يارب زدني تعلقاً بك وبُحبك.
وهذا لا يعني أننا لا نتعلق بأحد فإننا نتعلق بأشخاص يساندوننا فنحبهم ويحبوننا، وما أروع أن نتعلق بأصدقاء يقربوننا إلى الطاعات، وهذا أيضاً تعلق إيجابي، فالصداقة قد تُدخل الإنسان الجنة، وهي الصداقة المستمرة، والصديق يسأل عن صديقه وهو في الجنة، فلنخبر أصدقاءنا أننا نحبهم في الله.
وفي الحياة ركز الكاتب على أن ما يفعله الإنسان في الحياة يعود إليه، وهناك أشخاص يصيبونك بالخذلان وينكرون ما فعلنا لهم، فلا تنتظر الشكر من أحد، ولا تعتمد على غير الله تعالى، فمن اعتمد على غير الله سبحانه قلّ وذلّ وضلّ.
وعندما تصيبك ضائقه الجأْ وابكِ بين يدي الله، فكلنا نحزن، لكن الذكي من يبكي بين يدي الله تعالى، فهو لم يُضيق عليك إلا لأنه يحبك، وإذا دعوته قال لبيك يا عبدي، وحتى في توزيع الأرزاق فهي موجودة لديه ولا يستطيع أحد أن يمنعها عنك ولو كان كل من حولك ضدك.
وحاسب نفسك أيضاً قبل أن تُحاسب، ولا تدع الشياطين تُصعب عليك أمر التوبة لأن رحمته واسعة، فانفرد بالله تعالى في الثلث الأخير من الليل، وتُب من كل ذنب، فرسولنا الكريم قال «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»، فلسانك قد يُدخلك الجنة، وقد يهوى بك إلى النار بكلمة تكسر بها مشاعر غيرك دون أن تلقي لها بالاً، وبالتالي نحن في الدنيا عابرو سبيل، وأخيراً بالحمد تدوم النعم، فما أرحمك يا الله فأنت أرحم بنا من الأم بابنها.
وأخيراً فإن أعمارنا قصيرة، وهذا واقع، وفي قبورنا نحتاج من يدعو لنا لا علينا، وإنك ستُدفن مهما كانت قيمتك، وستُنسى مهما بلغت مكانتك، لذلك اصنع أثراً جميلاً خلفك، فالبصمة الجميلة تبقى وإن غاب صاحبها.
أطال الله في أعماركم وأحسن خاتمتكم، والله المستعان.