قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات الرئاسية المحسومة لمصلحته، حذَّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، من أن الضغط على روسيا وتصعيد الصراع في أوكرانيا سيؤديان إلى حرب نووية، مؤكداً في خطابه السنوي للأمة أن «الأغلبية المطلقة للشعب الروسي» تدعم الحملة العسكرية في أوكرانيا، وأن جيش بلاده الذي يحقق مكاسب ميدانية، عزّز قدراته القتالية ويتقدم عبر جبهات مختلفة «ولن يتراجع ولن يفشل ولن يخون».
وقال بوتين (71 عاماً)، الذي يحكم البلاد منذ أكثر من 24 عاماً، في خطابه السنوي الذي بثه التلفزيون وصالات السينما في 20 مدينة: «لا بد أن يفهم الغرب أننا نمتلك أسلحة قادرة على إصابة أهداف على أراضيهم».
وفي إشارة إلى دعوة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون لإرسال قوات غربية إلى أوكرانيا، قال بوتين: «تحدّثوا عن إمكان إرسال وحدات عسكرية غربية إلى أوكرانيا، لكن تبعات هذه التدخلات ستكون مأساوية، كل ما يبتكره الغرب يخلق خطراً فعلياً لنزاع باستخدام الأسلحة النووية، وبالتالي القضاء على الحضارة».
وفي حين أشاد بالشراكات مع الدول العربية ودول أميركا اللاتينية والصين، موجهاً انتقادات لاذعة لواشنطن، شدد بوتين على أنه «دون روسيا قوية وآمنة لن يكون هناك أي أمن مستدام في أوروبا».
وعشية جنازة أبرز معارضيه اليكسي نافالني الذي توفي في ظروف غامضة بسجنه القطبي، قدّم الرئيس الروسي وعوداً بالقيام بإصلاحات اجتماعية واسعة النطاق، متعهداً بإنفاق نحو تريليون روبل (8. 10 مليارات دولار) على تحديث نظام الرعاية الصحية.
وقال بوتين إن «القوات النووية الاستراتيجية في حالة استعداد تام»، مشيراً إلى أن الجيل الجديد من الأسلحة النووية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، والتي تحدث عنها لأول مرة في عام 2018، إما نُشرت بالفعل أو تم الانتهاء من مرحلة تطويرها واختبارها.
واقترح بوتين، الذي بدا عليه الغضب، على الساسة الغربيين أن يتذكروا مصير أشخاص مثل أدولف هتلر زعيم ألمانيا النازية، ونابليون بونابرت الفرنسي، اللذين فشلت محاولاتهما لغزو روسيا في الماضي.
واستدرك: «لكن الآن، ستكون العواقب وخيمة... يعتقدون أن (الحرب) رسوم متحركة»، متهماً الساسة الغربيين بنسيان ما تعنيه الحرب الحقيقية لأنهم لم يواجهوا التحديات الأمنية نفسها التي واجهت الروس في العقود الثلاثة الماضية.